أيمن شكل – تصوير سهيل وزير

شارع عذاري يفتقد للإنارة والبنية التحتية

الشاحنات تهاجم الشارع ليلاً ونهاراً وتمثل خطراً على الأطفال



سكن عمال وورش مجهولة انتشرت في القرية الهادئة

يعرفها الناس من أقصى الأرض ويؤكد سكانها أن أجانب يأتون من أمريكا وبريطانيا ودول أخرى يريدون أن يشاهدوا هذا المعلم السياحي الذي سمعوا عنه من السلف الذين عاشوا في البحرين وقت كانت عين عذاري أجمل متنزه علق في ذاكرتهم ونصحوا أبناءهم بزيارته حال ذهبوا إلى البحرين.

لكن لو أردت الوصول إلى عين عذاري في المساء فربما سيكون من الصعب عليك ذلك، لأن الطريق المؤدي إليها يفتقد لأية إنارة، فضلاً عن الأسفلت الرديء الذي لم يجد صيانة منذ سنوات بعيدة، وبعد أن تصل إليها ستكتشف أنها مغلقة أمام الزوار، وذلك منذ إعلان افتتاحها قبل 4 أعوام.

ولم يكفِ إغلاق العين أمام أهالي قرية ليكون مشكلتهم الوحيدة، إلا أن زيارة للقرية كشفت عن مشكلات أخرى سردها المواطنون لصفحة «زيارة»، حيث أكدوا أن الشارع الوحيد المؤدي للمعلم السياحي الأول خليجياً، يفتقد لأبسط معايير التطوير، وانعدام الإنارة فيه، وأصبح يمثل خطورة على أطفال المنطقة وسكانها بسبب تجول الشاحنات المجهولة فيه ليلاً ونهاراً.

سيد سعيد يحذِّر من خطورة شارع عذاري على الأطفال

حذَّر سيد سعيد من خطورة الشارع على أطفال القرية بسبب الشاحنات التي اقتحمتها فجأة، مبيناً أن هذه المنطقة كانت هادئة قبل سنوات، إلا أن الشاحنات بدأت تدخل إليها بسبب تأجير بعض المزارع لمقاولين وورش، مؤكداً حاجة الشارع إلى إقامة مرتفعات صناعية للحد من سرعة السيارات والشاحنات التي تدخل فيه.

وأشار سعيد إلى أن كثرة الشاحنات تسببت في تراكم الغبار والدخان والزيوت على أشجار المنطقة، حيث يمكن لأي إنسان ملاحظة ترسب زيوت المحركات وتراكم الأتربة على أوراق الأشجار بسبب انعدام البنية التحتية.

الفردان لوزيرة السياحة:

عين عذاري مغلقة دون سبب

حرص النائب محمود الفردان، على مرافقة زيارة «الوطن» لقرية عذاري، وحاول دخول عين عذاري رفقة فريق «الوطن» وأهالي القرية، إلا أن حارس الأمن رفض فتح الأبواب بعد أن تواصل مع مسؤوله وأبلغه بتواجد نائب الدائرة، ولم تنجح محاولات الفردان في فتح الأبواب للدخول والتعرف على أسباب الغلق. ووجه النائب الفردان رسالة لوزيرة السياحة فاطمة الصيرفي بضرورة العمل على استغلال عين عذاري كمَعْلَم سياحي يعتبر من أشهر معالم البحرين ويأتيه زوار من كل أنحاء العالم.

وقال: «إن عين عذاري تم الإعلان عن افتتاحها في العام 2018 وتجاوزت فاتورة تطوير العين أكثر من مليوني دينار، إلا أنها أغلقت مرة أخرى منذ تداعيات جائحة كورونا ولم تفتح بعدها إلى اليوم رغم رفع كافة التدابير الصحية وعودة الحياة لطبيعتها».

من جانب آخر، لفت أهالي القرية إلى وجود 12 شاباً وشابة عاطلين عن العمل يبحثون عن وظائف، مشيرين إلى أن عين عذاري يمكن أن تستوعبهم ضمن كوادر العمل فيها لو عادت للعمل مرة أخرى.

سيد عباس: عمال يحملون

«خياش» بصل ولا أدري من يأكلها

استذكر سيد عباس، سنوات قبل تغول الشاحنات والعمالة الآسيوية على المنطقة، مشيراً إلى أن شارع عين عذاري كان يمثل ممشى طبيعياً لزوجته وابنته في السابق، لكن اليوم لا يمكن لأحد السير فيه بسبب دخول وخروج شاحنات وحافلات للمنطقة لا يعلم أحد عنها شيئاً.

وقال عباس: «كل يوم أرى عمال آسيويين يقومون بإنزال «خياش» بصل لكن لا أعلم لماذا ومن سيأكل هذه الكميات من البصل؟».

وأضاف قائلاً: «اليوم تأتي حافلات وتقف ليتركها سائقوها ويتوجهوا مع أصدقائهم في سيارات صغيرة تاركين الحافلات واقفة على جوانب الشارع لتزيد المعاناة أكثر، ويظهر الشارع كأنه موقف للحافلات من بدايته إلى نهايته».

سلمان: مزروعاتي تموت بسبب مياه راكدة مجهولة

اشتكى شوقي سلمان صاحب مزرعة، من دخول مياه الصرف الصحي إلى مزرعته قادمة من منطقة قريبة، حيث أشار إلى منطقة تأتي إليها شاحنات الصرف الصحي لتقوم بتفريغ المياه فيها، وعندما تصل إلى مستوى مرتفع تبدأ في الدخول إلى مزرعته والتسبب في موت المزروعات.

وقال سلمان: «أعاني سنوياً من هذه المياه التي تأتي بعد انتهاء موسم الأمطار، حيث يتم استغلال المساحة الخارجية القريبة من مزرعتي لتفريغ مياه الأمطار التي جمعتها الشاحنات، ولتبدأ هذه المياه بالتدفق داخل المزرعة متسببة في قتل المزروعات وانتشار البعوض».

عباس: الشارع المؤدي

لأهم مَعْلَم سياحي

يعاني من الظلام

أشار علوي عباس أحد سكان قرية عذاري، إلى أن الشارع الوحيد المؤدي إلى أهم المعالم السياحية التي تشتهر بها البحرين وهي «عين عذاري» يخلو من عمود إنارة واحد يضيء الشارع عند المسار، مؤكداً أنه بعيد تماماً عن أجندة الصيانة الخاصة بشوارع المملكة، حيث زاره عمال الأسفلت آخر مرة قبل سنوات بعيدة.

وقال علوي: «إن من يأتي لمنطقتنا في المساء يصاب بالدهشة لأن الشارع لا يعتبر من ضمن شوارع البحرين الجميلة والمضاءة، وكأننا نعيش في زمن ما قبل الكهرباء والأسفلت».

عيسى: طلبات إسكانية

تنتظر تنفيذ الوعود

طرح عبدالله عيسى، مشكلة أخرى من مشاكل قرية عذاري وهي افتقارها لمشاريع إسكان للشباب، مشيراً إلى أن القرية لديها مساحة كبيرة من قطعة أرض خالية في المنطقة الشرقية يمكن أن تستوعب الطلبات الإسكانية التي لا تزيد عن 65 طلباً.

وقال عيسى: «قمنا بجمع الطلبات الإسكانية قبل 7 سنوات وقدمناها لوزير الإسكان السابق والذي زار المنطقة ووعد بالبدء في مشروع إسكاني على تلك الأرض، لكن هذا الوعد لم يتحقق إلى اليوم، وغادر الوزير مكتبه، واليوم لدينا وزيرة جديدة نأمل منها أن تنظر للقرية بعين الاهتمام والرعاية».

أمان: مشروع

إسكاني متصل بالبلاد القديم

أكد عباس أمان أن القرية تمتلك رقعة صغيرة المساحة ويحيطها ممتلكات خاصة، لكن ذلك لا يمنع التوسع الإسكاني وإقامة مشروع إسكاني متصل بمنطقة البلاد القديم، وإقامة منطقة تجارية لأهالي القرية التي لا يوجد فيها خباز أو حلاق مثل القرى الأخرى.