برنامج "الراي" علامة بارزة في مسيرتي الإعلامية

قمت بدور المرشد السياحي في طفولتي

أعتز بمشاركتي بتأسيس "سوق العمل"



درست المحاسبة ثم انتقلت للإعلام

الملك هو قدوتي في الحياة


سماهر سيف اليزل

د.لولوة بودلامة أول خليجية تحصل على درجة الدكتوراه في إدارة الابتكار على مستوى الشرق الأوسط من جامعة الخليج العربي، وأول خليجية تقوم بتحليل الخطابات الملكية، مؤلفة وكاتبة صحفية ومقدمة برامج إذاعية وتلفزيونية ومدربة معتمدة في معهد الإدارة العامة، متطوعة في العديد من الجمعيات الخيرية والتخصصية. اختيرت لتكون رئيس التحرير الإعلامي للانتخابات النيابية والبلدية على مستوى المملكة في 2010 والانتخابات التكميلية 2011 و 2014، وعملت في الفريق الإعلامي لحوار التوافق الوطني، كما مثلت مملكة البحرين في العديد من المحافل الدولية، وحصلت على لقب المرأة المميزة لعام 2018. وهي شخصية متميزة تحب رقم "1" وتسعى لتكون الأولى دائماً.

"الوطن" التقت د. لولوة بودلامة في حوار سردت فيه مسيرتها واستعرضت فيه أبرز ذكريات طفولتها، وأهم محطات حياتها وفيما يلي نص الحوار:

من هي لولوة بودلامة وأين كانت الولادة والنشأة ؟

ولدت في مدينة الرفاع "رفاع العز"، ثم عشت وترعرعت في مدينة المحرق "أم المدن"، ثم انتقلت إلى مدينة عيسى، وأعتقد أن لي جزءاً في كل مكان عشت به، وأعتقد أني أقرب إلى أن أكون بحرينية بنكهة خالصة.

أما عن السؤال، من هي لولوة بو دلامة، فجوابي أنا إنسانة لدي رسوخ في القيم، مرنة، أتغير بتغير قناعاتي، وأتقبل الآراء الجديدة وأتقبل المعرفة، ولا أقاوم التغيير، أتطلع إلى تعلم كل شيء جديد، وأعمل في العديد من التخصصات والمجالات ولو سمح لي وقتي لعملت وتخصصت في أمور أخرى.

حدثينا عن أبرز ذكريات الطفولة؟

أعتقد أني عشت طفولتي بعرضها وطولها، حيث كنت من الأطفال الذين حظوا بتجربة الطفولة الكاملة، والله يحفظ والدتي ويرحم والدي، فقد وفروا لنا جو طفولة متميز، وعشت طفولتي في المحرق، والمحرق لها ميزة أن كل الأبواب كانت مفتوحة على بعضها، فكان امتداد بيتنا هو الفريج وكان كل بيت في الفريج له حق عليك.

والجميل في المحرق في هذه الفترة إن كان الكل يربيك والكل أخوك والكل أختك، أنا عشت في "فريج الشيوخ" وكان يميز هذا الفريج إنه يضم العديد من العوائل العريقة في المملكة. وكان عندي صديقات كثر، وكنت محظوظة بهذه الطفولة التي كان لها تأثير على تكوين شخصيتي، فكبرت محبة للاستكشاف وللتعلم وشغوفة بتجربة كل جديد.

ومن أبرز ذكرياتي أني كنت أذهب مع الوالدة إلى المجالس النسائية وأصبحت أتكلم مثل الكبار.

وأذكر أيضاً أن منطقتنا كان بها معالم أثرية كثيرة وعدد من البيوت القديمة منها بيت الشيخ عيسى بن علي، وبيت الشيخ إبراهيم بن حمد، وبيت سيادي، الأمر الذي كان يدفعني للسؤال دائماً عن تاريخ هذه الأماكن واستقصاء المعلومات، وكنت أمارس دور المرشد السياحي للزوار الذين يزورون المنطقة رغم ضعف لغتي الإنجليزية ورغم عدم إدراكي أن هذا الأمر يسمى بالإرشاد السياحي، فقد كنت أشعر منذ صغري أن هذا واجب وطني علي القيام به وهو تعريف الزوار بهذه المعالم الأثرية وعراقة المكان وتفاصيله الجميلة، فقد نشأت في بيت محب لوطنه عزز لدي حس الوطنية بشكل كبير.

حدثينا عن أبرز محطات حياتك الدراسية والعملية؟

ولدت متفوقة بالفطرة، فقد كنت من الأوائل في المرحلة الابتدائية وللأمانة المعلمات لعبن دوراً كبيراً في صقل شخصيتي، ففي المرحلة الابتدائية كنت طالبة نشطة في الزهرات، وفي المرحلة الإعدادية اشتركت في فرقة المسرح، وأسسنا المسرح وجلبنا دخل للمدرسة من خلال بيع تذاكر العروض، كما كنت أشارك في مسابقات الشعر.

درست المرحلة الابتدائية في مدرسة مريم بنت عمران وهي أول مدرسة ابتدائية للبنات على مستوى البحرين. ودرست المرحلة الإعدادية في مدرسة خديجة الكبرى وكانت أول مدرسة نظامية للبنات، وفي الثانوية دخلت المجال التجاري بمدرسة المحرق.

وفي مرحلة الجامعة درست مجال المحاسبة بجامعة البحرين، وأثناء دراستي للمحاسبة اكتشفت أني أميل إلى مادة التسويق بشغف ولاحظت أني أحب عمل التسويق أكثر من عمل الحسابات والأرقام وأقدمت على دراسة الإعلام الذي كان مجالاً جديداً في ذلك الوقت وغير محبب بالنسبة إلى المرأة بشكل عام، وهنا بدأت الانطلاقة العملية.

بعد ذلك انتقلت إلى العمل في وزارة الأشغال والإسكان بقسم العلاقات العامة، وتألقت في هذا المجال، إلى أن جاءت مشاركتي في تأسيس هيئة تنظيم سوق العمل، انطلاقاً من رؤية سمو ولي العهد لعام 2030، وبالتالي، أصبحت شريكاً في صناعة المستقبل بوطني، وكان ذلك من أهم إنجازاتي.

وبعد مشاركتي في تأسيس هيئة تنظيم سوق العمل بدأ ظهوري الإعلامي في برنامج الراي كمذيعة، ومن هنا انطلقت في هذا العالم الذي استمتع به كثيراً، وأجد نفسي فيه، ثم جاءت خطوة تعييني مستشاراً إعلامياً بالوزارة، وهنا بدأت انظر إلى الإعلام من منظور استراتيجي على مستوى الدولة وليس على مستوى برنامج، هذا فضلاً عن دوري ككاتبة في الصحافة المحلية، وكتبت مقالاً في عمر مبكر جداً بدأت في 2006 مع جريدة أخبار الخليج ثم كتبت في الأيام والآن أكتب في الوطن وأنا فخورة بهذا التعاون الممتد لسنوات طويلة منذ 2012 وحتى اليوم.

- ما هي أبرز التحديات التي واجهتك؟

أرى أن كل التحديات ما هي إلا فرص، والسؤال هو كيفية التعامل مع هذه التحديات والتغلب عليها، وكل ما مررت به كان دافعاً لي للتحدي وتطوير الذات، لا أحب أن أتحدى الآخرين وأسعى لأن أكون نسخة أفضل بذاتي في كل تحدٍ.

-ما هي هواياتك؟

أحب السفر وأحب الكتابة، ولكن منذ الصغر وأنا متعددة الهوايات، فهواياتي تتغير بين كل فترة وفترة وتتطور بتطور الوقت وظهور الأشياء الجديدة فأنا أهوى تجريب كل ما هو جديد لذلك ليس هناك هويات ثابتة.

- وما هي ذكرياتك عن رمضان لول... وروتينك الحالي خلال رمضان؟

أنا عندي "فلسفة رمضان" وأرى أن رمضان لم يتغير، رغم أن الكثير من الناس يقولون رمضان أول غير واليوم غير، لكن بالنسبة لي وبحسب فلسفتي فإن رمضان لم يتغير بل تطور، وذلك بحسب تطور وتغير الوقت والتحديثات التي تطرأ على الأمور، فمازالت نكهة رمضان وبرامجه وفعالياته موجودة ويحتفل بها ولكن بطريقة "مودرن" حديثة أكثر. وأرى أن الشباب في هذه الفترة متمسكون بشكل أكبر بكل ما هو قديم، فأصبحوا يفتحون المجالس ويتباهون بالأكل البحريني والزي البحريني.

-وما علاقتك بالمطبخ في رمضان؟

أنا متذوقة جيدة للأكل، لكن ليس لدي الوقت لدخول المطبخ لذلك أفوض المهمة لمن هم أفضل مني بها، وأحب كل الأكل البحريني.

من هو قدوتك في الحياة؟

كل شخص مر بحياتي ترك أثراً بشكل إيجابي أو سلبي، لكن إذا تحدثنا عن القدوة، فقدوتي هو صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله، فهو إنسان عظيم جاء بفكر مغاير في وقت صعب، قائد عظيم يرقى بتواضعه، وأنا من المحظوظين أني قابلت صاحب الجلالة أكثر من مرة وفي كل مرة أكون منبهرة أكثر، ولذلك هو قدوتي.

-حدثينا عن إصداراتك ؟

أخذت خط الكتابة وأنا أؤمن بأن الإنسان يجب أن يترك أثراً، وأنا قد أقول كلمة وتنسى، وأرى أنه من المهم التركيز على توثيق المعلومة خصوصاً وأن العولمة عبثت بالمعلومات وبالتاريخ وبأفكارنا، ومن دورنا كمواطنين طالما لدينا القدرة على الكتابة توثيق المعلومات وتاريخنا، لذلك أعتبر أن كتابتي واجب وطني وكان أول كتاب كتبته بمحض الصدفة، وعند دراستي لمقرر المراسم والبروتوكول رأيت أن الكتاب ليس له علاقة بمجتمعنا، وأن احنا "راعيين السنع" واحنا الي نعلم الناس المراسم والبرتوكول فليش ما يكون عندنا كتاب يميزنا، ومنها جاء كتاب "سم طال عمرك"، وأصدرت أربعة مؤلفات خلال مسيرتي، هذا بخلاف عدد من الأبحاث العلمية غير المنشورة، وهي كتاب "ملك يشاطر شعبه تطلعاته، و"سم طال عمرك، و"قراءة في خطابات حمد بن عيسى، و"إضاءات من فكر حمد بن عيسى"، وفخورة وسعيدة بهذه الإصدارات جميعاً، وأود أن أتوقف هنا عند كتاب "قراءة في خطابات حمد بن عيسى" فهذا الكتاب هو الأول من نوعه في الخليج، والذي أعتز به كثيراً، وكان فرصة للتوثيق وعدم التزييف.

رسالة أخيرة...

رسالتي هي أن ننظر للأمور بمنظور جديد وأن نزيل الغشاوة من على أعيننا، وأن نتخذ الأمل والتفاؤل في تحقيق ما نصبو له، ونستشعر النعم التي نحن بها.