تداول المسلمون على منصات التواصل دعوات الصيام بدءاً من اليوم «غرة شهر ذي الحجة» وحتى يوم عرفة، فيما أكد علماء دين أن العمل الصالح في تلك الأيام يجزى عنه المسلم، سواء أكان الصوم أو أي نافلة أخرى إلا يوم عرفة الذي حث الرسول صلى الله عليه وسلم على صومه.
وبيّن الشيخ د. محمد فلامرزي، أن العمل الصالح بكافة أشكاله مستحب في العشر الأُول من شهر ذي الحجة، وأن الأصل في الأعمال الصالحة الدعاء، فيما أشار إلى أن صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية.
وقال فلامرزي: «وجب على المسلم أن يعمل الصالحات تقرباً إلى الله تعالى في جميع الأحوال، لكن الله تعالى جعل لعباده مواسم للتقرب إليه أكثر بالأعمال الصالحة، ومن بين تلك المواسم العشر الأُول من شهر ذي الحجة، فقد ورد عن ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللَّه عَنْهُمَا، قالَ: قالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَا مِنْ أَيامٍ العَمَلُ الصَّالحُ فِيها أَحَبُّ إِلى اللَّهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّامِ يعني: أَيامَ العشرِ، قالوا: يَا رسولَ اللَّهِ وَلا الجهادُ في سبِيلِ اللَّهِ؟ قالَ: وَلاَ الجهادُ فِي سبِيلِ اللَّهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرجَ بِنَفْسِهِ، وَمَالِهِ فَلَم يَرجِعْ منْ ذَلِكَ بِشَيءٍ رواه البخاريُّ.
وأوضح الشيخ فلامرزي أن الأصل في الأعمال الصالحة الدعاء وذلك لقوله تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
وأوضح، أن الأعمال الصالحة كثيرة فمن كان خليقاً بالصلاة فلينشط لها ومن يرى أنه خليق بالصدقة أو قراءة القرآن والدعاء أو بر الوالدين وصلة الرحم ونشر الخير ورد الباطل وإماطة الأذى والإحسان للجار فكلها أعمال تحتسب من العمل الصالح وهي من الأمور العظيمة التي ينبغي أن ينهض بها حس المسلم بأن كل صغيرة وكبيرة ستوضع في كتابه.
بدوره، أكد الشيخ د. أحمد العازمي، أن الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن تحديد نافلة الصيام يختص بيوم عرفة، فعنْ أَبي قتَادةَ، قالَ: سئِل رسولُ اللَّهِ ﷺ: عَنْ صَوْمِ يوْمِ عَرَفَةَ؟ قَالَ: يكفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيةَ وَالبَاقِيَةَ» رواه مسلمٌ، بينما بقية الأيام مشتملة على العمل الصالح ومن ضمنها الصيام ويجوز فيها الصيام أو العمل الصالح بأي نافلة.
وقال الشيخ بن باز رحمة الله عليه إن «فضل صوم عرفة وصوم عاشوراء كلها جاءت الأحاديث في فضلها، فتسع ذي الحجة أفضل أيام السنة كما أن ليالي رمضان هي أفضل الليالي لأن فيها ليلة القدر، وتسع ذي الحجة هي أفضل الأيام لأن فيها يوم عرفة ويوم النحر، فيستحب صيامها والإكثار من العمل الصالح فيها من صدقات وتسبيح وتهليل وتحميد وتكبير وغير هذا من وجوه الخير».
وأكد بن باز في موقعه الرسمي، أنها أيام عظيمة يشرع للمؤمن الإكثار فيها من أعمال الخير من صدقات وصوم وتسبيح وتهليل وتحميد وتكبير، عيادة مريض أمر بمعروف نهي عن منكر إلى غير هذا، تستغل في وجوه الخير، وأفضلها اليوم التاسع يوم عرفة، ثم اليوم العاشر يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر، ويوم عرفة يكفر الله فيه السنة التي قبله والسنة التي بعده، يعني صيام يوم عرفة تكفر به السنتان التي قبله والتي بعده عند اجتناب الكبائر لأنها تكفر بها الصغائر عند اجتناب الكبائر.