أظهرت دراسة علمية في جامعة البحرين أن 20% من أولياء أمور المراهقين في البحرين مصابون بـ "النرجسية الوالدية" تجاه أبنائهم بحسب آراء الأبناء، وأن النرجسية لها تأثير سلبي في تقدير المراهق لذاته، وهو الأمر الذي ينعكس على جميع مفاصل حياته.

وسعت الدراسة، التي قدمها الطالب في برنامج ماجستير علم النفس الإرشادي عبدالله الكوهجي، إلى الكشف عن النرجسية الوالدية كما يدركها الأبناء لدى عينة من الطلبة المراهقين في المرحلة الإعدادية بمدارس مملكة البحرين، ومدى تأثير هذا الاتجاه في مستوى تقدير أبنائهم لذواتهم.

وطبق الباحث دراسته على عينة مكونة من نحو 500 طالب وطالبة من المراهقين في الصف الثالث الإعدادي، مستخدماً مقياس ماكبرايد Mcbride (2009) للنرجسية الوالدية، ومقياس براون والكسندر Brown and Alexander (1991) لتقدير الذات.



وأوضح الكوهجي معنى النرجسية الوالدية قائلاً: "إنها تعكس الرغبة اللاشعورية للوالدين ليبقى الأبناء ملتصقين بهم، وتابعين لهم، ويمارسون من خلالهم إشباع نزعتهم النرجسية".

وقال: "إن الوالدين النرجسيين يطلبان سلوكاً معيناً من أبنائهم المراهقين، حيث إنهم يرون أبنائهم امتداداً لهم ويحتاجون أن يمثلهم أبناؤهم في العالم بطريقة تلبي احتياجات الوالدين العاطفية، وعندما يطلب الأبناء تغيير ذلك يرفض الوالدان ويستخفان بأبنائهم مما يؤدي إلى التأثير في ثقتهم بأنفسهم وبمستوى تقدير الذات لديهم وعدم تقديرها بالصورة الصحيحة".

وناقشت الباحث في أطروحته لجنة مكونة أستاذ علم النفس المشارك بجامعة البحرين الدكتور محمد المطوع مشرفاً، وأستاذ علم النفس المشارك في جامعة البحرين الدكتورة أماني الشيراوي ممتحناً داخلياً، وأستاذ علم النفس المشارك بجامعة الخليج العربي الدكتورة مريم الشيراوي ممتحناً خارجياً.

وبحسب نتائج الدراسة فإن هنالك علاقة ارتباطية بين النرجسية الوالدية وتقدير الذات، فكلما زادت النرجسية قل تقدير المراهق لذاته.

ولم تجد الدراسة فروقاً ذات دلالة إحصائية في مستوى النرجسية الوالدية تعزى لمتغير جنس الطالب، وجنس الوالدين، وترتيب الطالب في الأسرة.

وذهب الباحث إلى أن النرجسية الوالدية مفهوم جديد في الدراسات النفسية خاصة على المستوى المحلي، مقترحاً تصميم برامج أو نشرات توعوية بشأن النرجسية الوالدية وتأثير تلك التصرفات الشعورية أو غير الشعورية تجاه الأبناء.