عماد المختار

تشهد مملكة البحرين صباح يوم الأحد عودة آلاف طلاب المدارس الحكومية إلى مدارسهم، إيذانا ببدء العام الدراسي الجديد 2018/2019م، والذي استعدت له وزارة التربية والتعليم بما يستجيب لمتطلبات مشاريعها التطويرية التي سهرت على تنفذها ضمن مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، لاسيما مشروعي "تحسين أداء المدارس" و"التمكين الرقمي في التعليم"، بما يسهم في النهوض بجودة التعليم الحكومي إلى مستويات عالمية.

وكان وزير التربية والتعليم د.ماجد بن علي النعيمي قد اطمأن خلال زيارته عددا من المدارس،حيث التقى أعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية، على استعدادات المدارس لاستقبال الطلبة يوم الأحد المقبل الموافق 9 سبتمبر الجاري.

و أعلنت وزارة التربية والتعليم عن إنشاء المدرسة الابتدائية الإعدادية للبنات بمنطقة المالكية، والمدرسة الابتدائية الجديدة بمدينة حمد، اللتين من المتوقع أن تستقبل الطلبة في العام الدراسي الحالي . كما ستعيد الوزارة إنشاء مدرستي مريم بنت عمران الابتدائية للبنات وعمر بن الخطاب الابتدائية الإعدادية للبنين وفق مواصفات حديثة، قصد توفير بيئة مدرسية مناسبة تستوعب المشاريع التطويرية التي تنفذها "التربية".

وفي وقت سابق قالت القائم بأعمال وكيل الوزارة لشؤون التعليم والمناهج لطيفة البونوظة إن الوزارة أعدت خطة لتحويل أعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية وطلبة هاتين المدرستين إلى مدارس أخرى قريبة من سكنهم لمواصلة الدراسة مع بداية العام الدراسي الجديد 2018-2019م، حيث سيتم تحويل طالبات مدرسة مريم بنت عمران الابتدائية للبنات إلى مدرسة أبوعبيدة بن الجراح، فيما يتم تحويل طلبة مدرسة أبوعبيدة بن الجراح إلى مدرسة عمر بن عبدالعزيز الابتدائية للبنين، أما طلبة مدرسة عمر بن الخطاب فسيكون تحويلهم إلى مدرسة البسيتين الابتدائية للبنين ومدرسة طارق بن زياد الإعدادية الثانوية للبنين.

كما اهتمت التربية خلال العطلة الصيفية بصيانة 192 مدرسة، شملت الأجهزة الكهربائية والمكيفات والتمديدات الصحية والمضخات والمبردات، ومنها 25 مدرسة خصتها وزارة الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني بصيانةشاملة.

وكانت إدارة الموارد والتجهيزات وزارة التربية والتعليم قد بدأت في منتصف أغسطس الماضي عملية توزيع الكتب الدراسية للفصل الدراسي الأول والكتب المشتركة على المدارس الحكومية والخاصة، وتتجه إدارات المدارس إلى توزيع نحو 4 ملايين كتاب على طلبة المراحل التعليمية الثلاث، والتي تمت قبل عودتهم لمقاعد الدراسة. كما دعمت المدارس الخاصة هذا العام بـ 201 ألفا و615 كتابا، لمواد اللغة العربية والتربية الإسلامية وتاريخ وجغرافيا البحرين والتربية للمواطنة، حسب ما أفادت مديرة إدارة التعليم الخاص بالتربية أحلام العامر.

وأعدت الوزارة خطة لنقل الطلبة إلى مدارسهم، بتخصيص 650 حافلة مدرسية جاهزة لنقل نحو 37 ألف طالب وطالبة من مدارسهم وإليها، مع انطلاق العام الدراسي الجديد وتوفير 9حافلات للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مزودة بكراسٍ متحركة ومصعد كهربائي حسب تصريح الوكيل المساعد للموارد المالية والخدمات بوزارة التربية خالد الغريب.

أما على صعيد المناهج التربوية، فقد أكـد وزير التربية والتعليم د. ماجد النعيمي أن العام الدراسي الجديد سيشهد تطبيق عدد من المناهج الدراسية الجديدة في مختلف المراحل الدراسية، وتطوير عدد آخر منها، بما في ذلك المنهج الخاص بمرحلة رياض الأطفال، مؤكداً وجود منهج جديد للغة الإنجليزية يمكـّن طالب الابتدائي من قراءة 81 قصة، و17 كتاباً جديداً ضمن منهج الخبـرات التعليمية لرياض الأطفال.

ولفت إلى أن تطوير المناهج سيشمل العديد من المواد ومنها اللغتان العربية والإنجليزية، إضافة إلى الرياضيات، التربية للمواطنة، التربية الإسلامية، تقنية المعلومات والاتصال.

وتستهدف التربية حصول 40% من مدارس مملكة البحرين الحكومية على تقدير جيد أو أعلى في مراجعات الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب خلال الفترة القادمة، مع استمرار تقديم الدعم للمدارس ذات الأداء المنخفض، عن طريق تقديم المساعدة الفنية والإدارية والتربوية والتعليمية والتدريبية والاستشارية، بهدف تجويد وتطوير أداء المدارس ورفع كفاءتها الإنتاجية والارتقاء بمستوى مخرجاتها.

فيما أنهى قطاع الموارد البشرية بالوزارة إجراءات ترقية 496 من الموظفين البحرينيين، والتي شملت مديري المدارس والمديرين المساعدين، والمعلمين الأوائل، ورؤساء الخدمات الإدارية والمالية ومنسقيها، واختصاصيي الإرشاد الاجتماعي الأوائل، وفنيي المعلومات الأوائل، وفنيي نظم المعلومات.

وكانت إدارة التعليم المستمر بوزارة التربية والتعليم قد أعلنت عن فتح باب التسجيل للجمهور في برنامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بمستوييه الأول والثاني، وفي مراكز التعليم المسائي.

يذكر أن
البحرين تحتل المركز الرابع على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في التعليم للعام 2018م، حسب
ما جاء في التقرير السنوي لمجموعة بوسطن الاستشارية للعام 2018م بشأن مستويات الرفاه حول العالم، الذي أكد أن البحرين قد تقدمت من المرتبة 47 في العام 2011م إلى المرتبة 43 في العام 2018م من بين 152 دولة شملها التقرير، وقد تحققت هذه النتيجة الإيجابية بفضل ارتفاع المؤشرات الخاصة بالاستقرار الاقتصادي والبنية التحتية والتشغيل والمساواة والصحة والتعليم والدخل الفردي.

واحتلت البحرين المركز الرابع بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما يتعلق بالمؤشر الخاص بالتعليم، وذلك بحصولها على (62.9 نقطة)، حيث أكد التقرير أن أداء المنظومة التعليمية في البحرين قد شهد تقدماً ملحوظاً بين عامي 2011م و2018م، إذ كان ترتيبها في العام 2011 الثاني عشر بين مجموعة شمال إفريقيا والشرق الأوسط (بــ43.4 نقطة)، وتطوّر ترتيبها في العام 2018م لتكون الرابعة بين دول هذه المنطقة (62.9 نقطة)، مما يؤكد أن التعليم في البحرين قد كان له دور إيجابي ومهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة ورفع معدلات الرفاه في المملكة.