فاطمة يتيم

كشف الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة الدكتور محمد بن مبارك بن دينة، عن حجم النفايات المنزلية في البحرين، والتي تصل إلى حوالي 5500 طن يومياً، مؤكداً أن المرأة البحرينية لها دور كبير في التقليل من حجم هذه النفايات، وتملك قدر من الوعي حول كيفية الاستفادة من بعض المواد القابلة للتدوير وإعادة استخدامها بطرق حديثة ومبتكرة.

وقال بن دينة لـ"الوطن": "انطلاقاً من إيمان المجلس الأعلى للبيئة بأهمية دور المرأة في الحفاظ على البيئة قام المجلس بإعداد بعض البرامج البيئية الخاصة بالمرأة لتكون أكثر فاعلية في الحفاظ على البيئة البحرينية وعاملاً رئيسيا في النهوض بمستوى الوعي البيئي السليم لدى أفراد الأسرة وذلك من خلال ممارسة السلوك المستدام في المنزل".

وأضاف أنه تحقيقاً لهذا الهدف قدم المجلس الأعلى للبيئة بالتعاون مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية محاضرة توعوية حول تفعيل دور المرأة في حماية البيئة لما يقارب 50 مشارك ومشاركة في منتدى البيئة الأول، حيث اطلع الحضور على أهم الإحصائيات التي رصدتها مملكة البحرين حول المخلفات المنزلية، وعلى حجم التحديات التي تواجهها مملكة البحرين في هذا الجانب، ودور المرأة البحرينية في تقليل حجم النفايات المنزلية التي تصل إلى حوالي 5500 طن يومياً، وكيفية الاستفادة من بعض المواد القابلة للتدوير وكيفية إعادة استخدامها بطرق حديثة ومبتكرة، وكيفية اختيار البضائع والمواد الاستهلاكية الصديقة للبيئة.

وفيما يتعلق بآخر المشاريع التوعوية التي نفذها المجلس، قال بن دينة: "بالتزامن مع العطلة الصيفية نفذ قسم التوعية والتثقيف البيئي بالمجلس الأعلى للبيئة مشروعاً توعوياً تحت شعار "صيفنا بيئي" وذلك في إطار حرص المجلس على زيادة الوعي البيئي وتعزيز المشاركة المجتمعية لا سيما في فترة الصيف التي تزداد فيها الفعاليات والبرامج الصيفية، وذلك من خلال تقديم الورش التدريبية والتفاعلية والمحاضرات والمسابقات والعديد من البرامج الثقافية التي تتوافق مع اهتمامات الأطفال من أجل إكسابهم المهارات في مجال إعادة التدوير والحفاظ على البيئة وتتماشى مع رؤية ورسالة وأهداف المجلس الأعلى للبيئة".

وأكد أن المجلس يسعى من خلال هذا المشروع إلى استغلال الفعاليات الكبرى في مملكة البحرين التي تشارك فيها أعداد كبيرة من مختلف شرائح المجتمع في مختلف المحافظات بمملكة البحرين، وتوصيل الرسائل البيئية للمجتمع المدني وتوعيتهم بأهم القرارات البيئية القائمة وتعزيز المسؤولية البيئية لدى المشاركين، وذلك في خط متوازٍ مع أهم المناسبات البيئية المحلية والدولية والمشاريع البيئية التي ينفذها المجلس الأعلى للبيئة في مملكة البحرين.

وبالنسبة للأهداف المنشودة من وراء المشروع، قال بن دينة: "تعتبر مهمة الحفاظ على البيئة مهمة مستمرة يتناقلها الأجيال من جيل لآخر، ومن هذا المنطلق يحرص المجلس الأعلى للبيئة بأهمية استمرارية الوعي البيئي لدى المجتمع وضرورة نقله هذه المسؤولية للأجيال القادمة، من أجل أن يكون أبناء المستقبل متسلحين بالثقافة والوعي الكافي لمواجهة التحديات البيئية المتنوعة، حيث يعتبر غرس المفاهيم البيئية والسلوك البيئي السليم لدى الأطفال أحد أهم أهدافنا التوعوية البيئية، وتندرج تحت هذا الهدف الرئيسي العديد من الأهداف الفرعية التي يسعى مشروع "صيفنا بيئي" لتحقيقها من خلال البرامج المتنوعة التي قدمها مع مختلف الجهات الحكومية والأهلية، مثل إيصال المجتمع البحريني إلى مرحلة الإدراك التام بفوائد التدوير من أجل بيئة مستدامة، وتنمية مهارات العمل البيئي الجماعي، وزرع روح المسؤولية المجتمعية تجاه الحفاظ على البيئة لدى الأبناء الناشئة، وإزكاء روح التنافس بين طلاب وطالبات المدارس لتشجيعهم على العطاء وبذل المزيد في سبيل الحفاظ على البيئة".

وأكد أن قسم التوعية والتثقيف البيئي لدى المجلس الأعلى للبيئة ينفذ سنوياً العديد من البرامج التي تسهم في تغيير سلوك المواطن وتوجيهه نحو الإيجابية في تعامله مع البيئة، ويعمل القسم على تقديم المحاضرات وورش العمل التوعوية التي تهدف لزيادة الوعي البيئي وترسيخ المفاهيم البيئية لدى الأفراد، بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة والأهلية مثل وزارة التربية والتعليم وهيئة البحرين للثقافة والاثار ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية.

وفي هذا الصدد، قال بن دينة إن المجلس قدم 8 ورش عمل توعوية للأندية الصيفية التابعة لوزارة التربية والتعليم وذلك خلال النشاط الصيفي لهذا العام الذي تنظمه الوزارة، حيث استفاد ما يقارب 250 طالبا وطالبة من ورش العمل والمحاضرات التي تم تقديمها بطرق حديثة وإبداعية تساعد على غرس أهم المفاهيم البيئية لدى الأطفال وتحث على توظيف طاقاتهم وأفكارهم في سبيل الحفاظ على البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتابع، "كما قدم المجلس 27 ورشة عمل في مهرجان صيف البحرين الذي تنظمه هيئة الثقافة والآثار في قلعة أحمد الفاتح، واستطاع المجلس استقطاب ما يقارب 2400 طفل وطفلة طوال الشهر الذي أقيم فيه المهرجان، حيث اشتملت هذه الورش على الأنشطة والبرامج الثقافية التي تتوافق مع اهتمامات الأطفال والتي تهدف إلى تعليم الأطفال مهارات إعادة تدوير المخلفات وإعادة استخدام المواد المستهلكة من أجل الحفاظ البيئة، وكذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للبيئة نظم المجلس بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار ومكتب الأمم المتحدة للبيئة، فعالية ترفيهية وثقافية في استوديو 224 بمحمية ومتنزه دوحة عراد، شملت ورشة فنية توعوية حول أهمية الحفاظ على البيئة وجودة الهواء من عوامل التلوث المتعددة، بحضور 45 مشاركا ومشاركة".

وعن كيفية استهداف المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية، أكد بن دينة "يسعى مشروع "صيفنا بيئي" لتعزيز التعاون التوعوي مع مختلف المؤسسات الخاصة والمجتمع المدني من خلال المشاركة في المعارض والمحاضرات والبرامج التي تنظمها الجهات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، ومن هذا المنطلق شارك المجلس الأعلى للبيئة في العديد من المعارض والفعاليات الصيفية مثل "معرض طيران الخليج البيئي" الذي سلط الضوء على أضرار المخلفات البلاستيكية وكيفية الحد منها، والحملة الخاصة بإعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية التي أطلقها المجلس مؤخراً بالتعاون مع شركة الاتصالات "زين البحرين" والتي تهدف إلى إعادة تدوير الأجهزة الالكترونية والحد من المخلفات الإلكترونية، كما ساهمت الإدارة في دعم الحملة التوعوية لاستخدام الأكياس البديلة بالتعاون مع عدد من المحلات التجارية الكبرى في مملكة البحرين، بالإضافة للعديد من حملات التنظيف التي نظمتها الإدارة بالمجلس مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص مثل حملة تنظيف نادي البحرين لليخوت التي شارك فيها حوالي 15 متطوعا وحملة تنظيف شمال البحرين التي شارك فيها 10 غواصين متطوعين لتنظيف قاع البحر من المنطقة الشمالية وحملة تنظيف جزيرة ربض الشرقية التي شارك فيها ما يقارب 40 متطوعا وذلك بالتعاون شركة الجنوب للسياحة“.

أما عن الفترة الحالية قال بن دينة إن المجلس الأعلى للبيئة بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة والمنظمات الأهلية وبمشاركة 253 متطوعا نظم حملة توعوية تحت عنوان "بحرنا نظيف" بهدف نشر الوعي والثقافة البيئية بأهمية الحفاظ على نظافة السواحل، حيث انطلقت الحملة بتنظيف 4 شواطئ في محافظة المحرق وسيتواصل العمل كل يوم سبت على 8 سواحل أخرى في محافظة الجنوبية والعاصمة والشمالية ليصل العدد إلى تنظيف 12 شاطئاً".