مريم بوجيري

يتعرض الكثير من الأطفال للسلوك العدواني، ويؤذون به غيرهم من الأطفال أيضا، لكن هل يمكن أن يعزز الوالدان ذلك السلوك في نفوس أبنائهم بصورة خاطئة؟ وكيف تتم معالجة ذلك؟

تقول الأخصائية الاجتماعية أزهار خليل أن مفهوم سلوك الطفل العدواني له تعريفات كثيرة أطلقها علماء النفس على ذلك السلوك، وهو يعد سلوكا غير مرغوب فيه، يعبر عنه الطفل بطرق مختلفه، إما عن طريق ضرب الآخرين أو عضهم أو اللجوء إلى إيذاء الآخرين عن طريق الإيذاء النفسي عبر استخدام الألفاظ البذيئة للإضرار بالآخرين نفسياً والعدوانية، هي طريقة، يلجأ لها الطفل للتعبيرعما بداخله كردة فعل عن موقف معين، وهي تكون طبيعية، ولكن للأسف تكون ردة الفعل لدى بعض الأطفال بطريقه عدوانية.



أما بشأن الأسباب التي تدعو الطفل للعدوانية، فأشارت إلى أن الأسباب كثيرة، ومن أهمها البيئة المنزلية، التي تتعلق بالأم والأب، فدورهما كبير في أن يكتسب الطفل السلوك العدواني، خصوصا إذا وجدت مشاكل داخل الأسرة، مثل العنف بأنواعه سواء عنف لفظي أو جسدي أو نفسي، كأن يمارس الأب تلك الأفعال على الأم والتي يراها الطفل أمامه، ويكتسبها من البيئة المحيطة به. كما أن العدوانية يمكن أن يكتسبها الطفل عبر إخوانه، كأن يفرض الأخ الأكبر مثلاً سيطرته في المنزل على إخوته، أو أن يتم تشجيع الطفل بفرض سيطرته على أخته؛ مما يعزز السلوك العدواني لديه.

وأضافت أن البرامج التلفزيونية أو البرامج التي يشاهدها الأطفال عبر منصة "يوتيوب" أو الألعاب الإلكترونية التي تحتوي على العنف، إلى جانب أن وسائل الإعلام لها دور في توليد العدوانية لدى الطفل، وأحياناً يكون السبب عائد لحالة نفسية يتم معالجتها من قبل المختصين.

أما بشأن علاج تلك الحالة، فأكدت أن الرقابة على الطفل تعد عاملا هاما في السيطرة على حالة الطفل العدوانية، ولها دور هام وكبير جداً من قبل الوالدين لاكتشاف وجود تلك المشكلة لديه بشكل مبكر ومعالجتها، لافتة أن بعض الأهل يشجع أحياناً أبناءهم على السلوك العدواني، وهذا أمر خاطئ، وللأسف هناك الكثير من الأسر يشجعون ابنهم مثلا في المدرسة إذا تعرض للضرب أن يقوم بذات الفعل ورد العدوان، يجب تعليم الطفل آليات الدفاع عن النفس، ولكن ليس بطريقة عدوانية، إذ لها أخلاقيات معينة، فمعظم الأهالي يشجعون أبناءهم على العنف.

وقالت: "يمكن إشراك الطفل في حصص لتعلم لعبة "التايكواندو" لتفريغ الطاقة العدوانية، وتعلم الطفل على الأخلاقيات والمبادئ التي يجب الالتزام بها ليستطيع الدفاع عن نفسه. كما أن الطفل العدواني من الممكن أن يؤثر بجانب سلبي وإيجابي، بحيث يكون الجانب السلبي أن باقي الأطفال لا يتقبلون الطفل العدواني ضمن بيئتهم الطفولية. ومن الممكن أن يلجأ بعض الأطفال للاحتماء بالطفل العدواني ومصادقته ليدافع عنهم في بعض المواقف التي يتعرضون لها، خصوصاً في البيئة المدرسية، ويختلف ذلك بحسب الفئة العمرية".

وأكدت أن بعض الأفلام الكرتونية وأفلام الأطفال تعلم الطفل، وتنمي عنده الحس العدواني إلى جانب ألعاب "البلايستيشن"، ولتلك الألعاب والأفلام أبعاد كثيرة، منها الترويج الاقتصادي أو السياسي أوالنفسي. وبالتالي تؤثر على الطفل مستقبلا، بأن تكون لديه ضغوطات نفسية، خصوصا أن التلفزيون ومنصات المشاهدة للأطفال تزرع الكثير من القيم سواء الخاطئة أو الحميدة، ولذلك يجب على الأهل الانتباه لذلك من خلال تعزيز الرقابة.

ويكون العلاج للسلوك العدواني لدى الطفل عبر المنزل، ومحاولة تحاشي النزاعات الأسرية بقدر الإمكان أمام الأبناء، خصوصا أنها تؤثر بشكل كبير على نفسياتهم، وأهمية تعزيز لغة الحوار في الأسرة من خلال الوالدين مع الأبناء ويتم تدعيمه بالسلوكيات الإيجابية، إلى جانب القصص الهادفة والتي لها تأثير كبير جداً على الأطفال، وأهمية تنظيم الوقت للطفل ومشاركته في هواياته وتنميتها وتشجيعه لقضاء وقت الفراغ فيها، وإذا وصل الطفل لحالة الاضطراب أو الوضع المرضي يمكن استشارة المختصين.