* ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر "ضمان جودة التعليم من خلال الجائحة"

د. سهير المهندي

تعد المنظومة الإعلامية ذات أهمية كبيرة على المستوى العالمي لما لها من دور كبير بالغ الأثر على المستوى الثقافي والتعليمي والتوعوي ولما لوسائلها من تفرعات عدة تعددت وتنوعت مدارسها وأجيالها.



فكان للجميع الاهتمام بهذه الوسائل الإعلامية كل وما يتوفر لديه من إمكانية وما يتناسب معه من ظروف ومستوى تعليمي حيث ما يتناسب هنا وفي هذا المكان لا يتناسب مع الآخر والظروف، وعليه كانت وسائل الإعلام متعددة وأصبحت اليوم متداخلة كما نرى اليوم جريدة ورقية نفسها بشكل إلكتروني، ومثلها نرى وسائل التواصل الاجتماعي تنقل الأخبار كما هي الأخبار التلفزيونية والإذاعية والصحفية، فأصبح هناك تداخل بأبعاد غير محددة المدى.

ونظراً لهذا التميز الواسع النطاق والانتشار والتنوع كان للمنظومة الإعلامية في تعدد ألوانها وأشكالها ومستوياتها فرصة لأن تستغل في ظل ظروف أزمات عمت وغمت الجميع على المستوى العالمي، وذلك ضمن دراسة وتحت إدارة متخصصين علمياً وفنياً وخبراء لديهم التقنية السريعة لمواكبة التطورات الأسرع في أبرز المجالات التي تساهم في عملية التنمية والتطوير وأساس البناء المجتمعي وهو التعليم والذي يعد الحصن الحصين لتماسك مستوى ثقافة المجتمع وبنائه وتطوره واستمراريته والحفاظ على نسيجة المجتمعي ونسقه.

لذلك كان لقيادة مملكة البحرين الحكيمة والرائدة التي مثلها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بتضافر وتعاون فريق البحرين الوطني للتصدي لفاروس كورونا (كوفيد19) أكبر فرصة لإبراز هذا الدور الذي وضع لبنته حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في العام 2005 وهو مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل بمدرسة الهداية الخليفية.

مشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل:

وبذلك كانت التوجيهات الملكية السامية آنذاك تتركز على ضرورة أن تكون الخدمة التعليمية العصرية متوافرة للجميع في إطار تكافؤ الفرص بين أبناء البحرين، وضرورة العمل المستمر على مواكبة التعليم للعصر والأخذ بمستجداته العلمية والتكنولوجية.

ومن هذا المنطلق جاء هذا المشروع ليحقق انتقالاً نوعياً من التعليم التقليدي إلى التعليم القائم على توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وتطوير النظام التعليمي في البحرين تطويراً نوعياً والارتقاء بمخرجاته في إطار الجهود الوطنية لتعزيز مجتمع المعلومات واقتصاد المعرفة من خلال الاستفادة من مصادر المعرفة المتنوعة، مما سمح لكل طالب أن يتعلم وفق قدراته وللمعلم أن يتواصل مع الطلبة ويتابعهم ويقومهم بشكل أفضل، كما سمح لولي الأمر التواصل مع المدرسة بشكل إيجابي.

ومن هذا المنطلق، عملت وزارة التربية والتعليم على التحول إلى مرحلة التمكين الرقمي، لتعزيز أهداف مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، بما يضمن وصول الطالب للتعلم الإلكتروني في كل زمان ومكان، تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، حيث تم تحقيق هذا التمكين من خلال عدد من الخطوات العملية، من بينها توفير بوابة تعليمية إلكترونية، وإنتاج المحتوى الرقمي للمواد الدراسية ونظام لإدارة محتوى، وتنمية الموارد البشرية المستدامة في المجال الرقمي، حيث أسهم هذا المشروع في إنتاج المعرفة، وعزز المشاركة الفاعلة في إنتاج المحتوى الرقمي والاقتصاد القائم على المعرفة، استكمالاً لمنظومة المشروعات المرتبطة بالثقافة الرقمية، مثل: جائزة اليونسكو- الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم، وجهود المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال الذي يعمل في المملكة تحت مظلة اليونسكو، وبذلك عززت مرحلة التمكين الرقمي طريقة التعلم من خلال الأجهزة الرقمية، بما يراعي الفروق الفردية والسرعة الذاتية للمتعلم، بتوظيف عناصر الصوت والصورة والحركة، ورفع مستوى تحصيل الطالب، وتوفير التكلفة على المدى البعيد، وجعل العملية التعليمية أكثر جاذبية، ودعم لجميع فئات الطلبة، وخصوصاً الذين يعانون من صعوبات أو تعثر.

وبذلك أصبح النظام التعليمي ضمن هذه الرؤية التجديدية يمتلك كفاءة أكبر لمواجهة تحديات عصر المعلوماتية والانتقال نحو مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة، بزيادة الاستفادة من التكنولوجيات التعليمية المتطورة، وتعزيز العلاقة بين المدرسة والمجتمع وزيادة التفاعل بينهما، وتطوير دور المعلم وتحقيق التكامل بين مختلف المواد الدراسية.

وبذلك أصبحت المنظومة الإعلامية جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية وصارتا منظومتين متداخلاتين وضروريتين كل منهما يخدم الآخر.

الحكومة الإلكترونية وخدماتها:

ومن خلال الجهود الرائدة التي كانت لها رؤية بعدية ومستقبلية من قيادتنا الحكيمة ساهمت وساعدت على تسهيل وتيسير الأمور في استخدام المنظومة الإعلامية والاتصالية في العملية التعليمية وخلقت التعاون ضمن النسق المؤسسي بين مختلف مؤسسات المجتمع، فاعتبرت البحرين إحدى الدول الرائدة في العالم التى أدركت أهمية توظيف التطورات التكنولوجية من أجل خدمة مكونات المجتمع من مواطنين ومقيمين وأصحاب الأعمال والشركات حيث أخذت حكومة البحرين خطوات بارزة لضمان تعزيز التحول الرقمي في القطاع العام والتركيز على الأساليب والتوجهات التشغيلية المتركزة على تطوير الخدمات وخدمة المواطن.

إن المتغيرات السريعة للتحول الرقمي أدت الى تحول نوعي في مستوى التفاعل والتواصل بين المواطنين وقطاع الأعمال والحكومة واعتبر هذا التحول أحد المبادرات الرئيسة بناء على توجيهات اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وعضوية الوزراء وأصحاب القرار المعنيين بالتحول الرقمي.

فكان الدور البارز الذي قامت به الحكومة الإلكترونية في تسهيل هذه المهمة، حيث انطلقت رحلة توفير الخدمات الحكومية إلكترونياً مع تأسيس هيئة الحكومة الإلكترونية في أغسطس 2007 بموجب مرسوم ملكي، ينص على أن تتبع الهيئة مجلس الوزراء، وتهدف إلى تنسيق وتنفيذ برامج الحكومة الإلكترونية وفقاً للاستراتيجيات والخطط والبرامج التي تضعها اللجنة العليا لتقنية المعلومات التي يرأسها نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.

كما صدر في أكتوبر 2015 المرسوم الملكي رقم (69) حول دمج الجهاز المركزي للمعلومات وهيئة الحكومة الإلكترونية وإقرار مسمى "هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية" للهيئة الجديدة والتي قامت بالعديد من المهام منها على سبيل المثال : اقتراح السياسة العامة والتشريعات والقرارات المناسبة لتنفيذ برامج الحكومة الإلكترونية، والبرامج اللازمة لتقنية المعلومات والبيانات وتقديم الخدمات وتيسير الاتصالات بين كافة أجهزة الدولة، وإنشاء قنوات إلكترونية لتقديم خدمات الحكومة الإلكترونية، إضافة لتقديم الدعم الفني والمساندة العلمية إلى الوزارات والجهات الحكومية الأخرى حيث تلخصت رحلة الحكومة الرقمية للمملكة في خمس مراحل وهي:

- مرحلة ما قبل إنشاء اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات

- استراتيجية الحكومة الإلكترونية 2010

- الاستراتيجية الوطنية للحكومة الإلكترونية 2016

- تحديث الاستراتيجية الوطنية للحكومة الإلكترونية 2018

- استراتيجية الحكومة الرقمية 2022

إيجابية كورونا (كوفيد19) في التحول الرقمي الجديد:

وبالنظر إلى آخر مرحلة وهي المرحلة المقبلة التي نعيشها حيث أنجزت الحكومة الإلكترونية 4 مراحل ونشهد اليوم التحضير للمرحلة المقبلة والأخيرة وبذلك كانت جائحة كورونا (كوفيد19) أو هذه الأزمة فرصة سانحة ومحفزة وسريعة للعمل على المرحلة الخامسة من عمل الحكومة الإلكترونية التي جعلت الأمر يسير في استخدام المنظومة الإعلامية الرقمية بكافة وسائلها ولكافة الاستخدامات فكانت العملية التعليمية التي كانت سهلة وميسرة في استخدام العالم الرقمي للتعليم عن بعد بالنسبة لجميع الفئات والقائمين على العملية التعليمية في مختلف المؤسسات وغيرها من المجالات.

المنظومة الإعلامية والاتصالية للعملية التعليمية ومستخدموها:

مع بداية أزمة كورونا (كوفيد19) شهدنا التسارع الإيجابي في استخدام التكنولوجيا عن طريق وسائل الإعلام في التعليم عن بعد لكافة المستويات التعليمية الجامعية والمدارس فانطلقت الدروس التعليمية عبر تلفزيون البحرين ونقلها بأوقات منظمة لمن ليس لديه أجهزة إلكترونية وسرعة انتقالها عبر التطبيقات التي استفادت منها مختلف الفئات من خلال الأجهزة الذكية وأصبحت مسخره لمستخدميها والمستفيدين منها في أي وقت وفي أي مكان، وكان لها جانب توعوي وتثقيفي عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعد جزءاً من المنظومة الإعلامية الحديثة للتأكيد على وجود المحتويات المنهجية عبر الوسائل الإعلامية.

إن هذا الأسلوب من الاستخدام التعليمي لم يكن جديداً، بينما استحدث حيث كان من الأساليب القديمة المستخدمة في الثمانيات والتسعينيات إذ شهدنا بعض شاشات التلفاز التي كانت تنقل دروساً تعليمية لحصص الرياضيات والعلوم واللغة العربية والإنجليزية، أي المواد الأساسية ومنها كذلك الفيزياء والكيمياء والأحياء وغيرها من المواد التي كانت تعد كدروس تقوية يقوم بشرحها بعض الأساتذة في قنوات تعليمية مخصصة، وفي قنوات فردية باجتهادات شخصية لخبرات متخصصة في مجالات التعليم ضمن تخصصها ومنها كانت جمهورية مصر العربية والجزائر والمغرب والمملكة العربية السعودية وغيرها من القنوات وهذا كان على سبيل المثال.

كما شهدنا أيضاً التعليم الجامعي عن بعد، حيث قامت بعض الجامعات في الدول الأوروبية وغيرها من الدول العربية بتوفير التعليم الجامعي عن بعد أيضاً. وكانت هناك البرامج التثقيفية المتنوعة المرتبطة بالتعليم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي كل ذلك كان أمراً اختيارياً ولكن أصبح اليوم أمراً إجبارياً للراغبين في التعليم ومواصلة مسيرتهم التعليمية في ظل أزمة فيروسية.

أثر المنظومة الإعلامية على التعليم عن بعد

المنظومة الإعلامية بمختلف وسائلها كان لها الدور الكبير في سرعة نقل المعلومة والوصول إلى مختلف الفئات والمراحل الدراسية لمختلف المناهج التعليمية وفي الأوقات المحددة والمتفق عليها ضمن مواعيد العمل المخصص لذلك لتحقيق التعليم عن بعد بشكل فعال حيث كان من أهم إيجابية استخدام وسائل الإعلام للتعليم عن بعد التالي:

1.سرعة وصول المعلومات في أوقاتها المحددة

2.سهولة وصول التعليم لمختلف الأفراد في أي مكان وفي أي وقت حيث سجلت الدروس الخاصة بالمناهج الدراسية للرجوع لها في أي وقت بما يتناسب مع ظروف المعنين بها.

3.إمكانية التفاعل الإلكتروني ومواكبة العصر الرقمي لمختلف الفئات.

4.نقل مختلف الأفراد من العصر التقليدي إلى العصر التكنلوجي والرقمي الإجباري بعد أن كان اختيارياً.

5.المرونة في بيئة العمل

6.الحصول على مزيد من الوقت لاستغلاله

7.الوقت محدد إلكترونياً والاستفادة منه بكل دقائقه.

8. التعليم في وسط أسري بعيداً عن ثقافات أخرى والابتعاد عن مساوئ الحياة وتلاشي خوف الأهالي في اختلاط أبنائهم برفاق السوء.

9.الاقتصاد في التكاليف على الغذاء والملابس والنقل

10.التخلص من مشكلات الازدحامات والنقل للوصول إلى المدارس والجامعات والأعمال في الفترات الصباحية.

11.حرية الطلبة في الظهور بالصورة ومعالجة لبعض الحالات الاجتماعية الفقيرة التي ليس لديها إمكانية توفير الملابس المدرسية والكماليات التي تظهر الطالب بأحسن حال أمام زملائه وتلافي ظاهرة المظاهر والتباهي بالجاه وغيره.

12.الابتعاد عن المساوىء الأخلاقية التي قد تنتقل من فرد إلى آخر ومن جيل إلى غيره.

13. الحصول على غذاء صحي للطلبة من منازلهم بعيداً عن مشتريات الأغذية الخارجية

14.الوصول إلى جميع الطلاب وبأكبر عدد ممكن وفي نفس الوقت.

15.العملية التعليمية مراقبة ومقننة ليس فقط من قبل وزارة التربية والتعليم أو التعليم العالي وإنما أيضاً من قبل الأسرة والمجتمع بأكمله.

16.تعزيز الانتماء الوطني في ظل مواصلة وحرص الطلبة والأسرة على التزام أبنائهم في التواصل مع القائمين على العملية التعليمية بالمؤسسة.

17.أن تكون العملية التعليمية من خلال هذه المنصات تحت مراقبة الأسرة ورعايتها.

18.إعطاء فرصة للمعلمين في إيجاد وسائل إبداعية وتقديمها إلى طلبتهم عبر المنصات الإعلامية والإلكترونية.

19. انعشت سوق الإلكترونيات والأجهزة التي تستخدمها المنظومة الإعلامية.

20.إمكانية استخدام الفيديوهات التعليمية الشيقة إلكترونياً والكتب الرقمية وسهولة نقلها ووصولها بعيداً عن استخدام الأوراق وحمل الشنط وتوصليها إلى مختلف الدارسين وأولياء أمورهم للمتابعة وفي أي وقت وأي زمان ومكان.

21. متابعة الحالات الصحية المزمنة من الطلبة وسط أسرهم ومحيطهم الاجتماعي وتخفيف العبء على المسؤولين في التعليم حيث يكونون في ظل ورعاية آبائهم.

ومن المميزات من يستخدم الأسلوب الأمثل للوسائل التي يتم عن طريقها التعليم عن بعد من حيث إمكانية المرسل التكنولوجية وقدرته على استخدام ما يتوفر في هذه الوسائل من إمكانيات فنية متقنة تجعله قادراً على خلق مواد إبداعية تجذب المتتبع والمستقبل للرسالة التعليمية سواء كان من الطلبة أو أولياء أمورهم كما هي البرامج التلفزيونية التي بها فكرة إبداعية تحقق صدى جماهيرياً عالي النطاق.

سلبيات التعليم عن بعد بمختلف وسائل الإعلام

1.عدم انتباه بعض الطلبة الذين لا يهتم أولياء أمورهم بمتابعة دروسهم عبر الوسائل الإعلامية والتكنولوجية لأميتهم التكنولوجية في استخدام الأجهزة الإلكترونية المتمثلة في الحواسيب أو الهواتف الذكية بخلاف التلفاز أو الإذاعة.

2.نسيان بعض الطلبة لأوقات دروسهم التعليمية والتي يمكن الرجوع إليها مسجلة حيث لم يحظوا بالتفاعل الإيجابي وقت المحاضرة المباشرة.

3.عدم جدية بعض الطلبة في متابعة محتوى الدروس والمواد الدراسية التي تشرح وتراخي البعض عن المشاركة عن طريق التعليم عن بعد

4.عدم وجود التفاعل الإيجابي في طلب إعادة ما لا يفهم لأن الوقت محدد إلكترونياً في التعليم عن بعد.

5.انقطاع الشبكة الإلكترونية لبعض الأجهزة أو عدم وصولها أو انقطاع الكهرباء أو فقد الاتصال أو عدم الوضوح للصوت أو الصورة مما يشوش على العملية التعليمية.

6.عدم توفر الأجواء الدراسية للبعض داخل المنازل والتي تشغل البعض أموراً أخرى مشاغبة ومشوشة على انتباه الطلبة لدروسهم التعليمية.

7.التعليم عن بعد يركز على التعليم دون التربية في ظل الأزمة والتي قد تتلخص فقط في ظل الإطار الأسري حيث كانت المؤسسة التعليمة مساهمة في العملية التربوية للطالب مع المؤسسة الأسرية والمجتمعية.

8.عدم توفر الأجهزة المطلوبة للتعليم عن بعد سواء كانت الأجهزة الإلكترونية أو الشبكة الإلكترونية أو الأجهزة التلفزيونية للأسر الفقيرة في حال لديها أكثر من طالب في مراحل مختلفة.

9. صعوبة على المعلم في إعطاء مادة التعليم عن بعد دون تفاعل الطلبة معه ما يؤدي إلى إجهاد مستنزف من المعلم للطالب ولا تفاعل من قبل الطرف الآخر، والذي يرجعنا إلى أسلوب التلقين بدلاً عن أسلوب التفاعل الإيجابي.

10.التصنع في نقل المحتوى من قبل المعلم للطالب ومن قبل الطالب للمعلم في تلقي المعلومة.

11.عالم افتراضي مفتوح يكشف عن أسرار البيوت والشخصيات وتعاملها مع العملية التعليمية والتي قد تؤثر بدورها على ثقافات الأسر وتؤثر على العملية التربوية من جانب آخر التي أصبحت محكمة في إطار المنظومة الأسرية.

12.التأثير على الجانب الصحي للطلبة من كثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية بدافع التعليم والتثقيف والترفيه حيث أصبح الطالب يقضي وقته وحياته داخل هذه الأجهزة ومع هذه الوسائل دون أن يغفل عنها لحظة.

13.أصبحت عبئاً مالياً يتحمله الأهالي ذوي الدخل المحدود لتوفير أجهزة إلكترونية للمنظومة الإعلامية بدل الكراسات والأوراق والأقلام.

14.تراجع سوق الكتب الورقية والمكتبية.

15.التأثير على الجانب الغذائي على الطالب والذي يجعل حياته مقيدة بالجلوس أمام شاشة تلفاز أو كمبيوتر أو متابع عبر الأجهزة الذكية بمختلف البرامج والتطبيقات التي يحملها.

16.القضاء على المواد الدراسية المهارية مثل التربية الرياضية والموسيقى وغيرها من المهارات مما ينقل الطالب لأن يكون نظرياً فقط دون أن يستخدم المهارات الحركية.

17.تتركز الجهود فقط على المؤسسة التعليمية والقائمين عليها لإعداد ومراقبة وتنظيم أوقات وغيره للطالب للتعليم عن بعد من خلال هذه المنصات.

آليات العمل مع المنظومة الاعلامية في ظل الأزمات:

ومن خلال هذه الآثار السلبية لا ننسى بأن المنظومة الإعلامية بمختلف وسائلها لها دور توعوي وتثقيفي مرتبط ومتصل بالدور التعليمي لتكون هناك تحديات لمواجهة هذه الآثار منها، المسؤولية الاجتماعية المتطلبة منه لمواصلة البناء واستمرارية مقومات الحياة في ظل الأزمات الفيروسية فكان من الضروري أن تتوفر الخبرات والإمكانيات والاستراتيجيات ليتمكن الجميع من السير على خطى سديدة رصينة حكيمة فكانت:

1.الشبكات الإلكترونية التي سهلت عملية التواصل في الوسائل الإعلامية وأجهزتها.

2.كما هناك الأمن السيبرالي للحفاظ على الخصوصيات ومحاسبة المخترقين والقراصنة الإلكترونيين حتى يتمكن الجميع من العمل بأمن على مختلف المنصات الإعلامية التقليدية المرئية او المسموعة او المقروءة إضافة إلى الحديثة الإلكترونية منها بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي عبر الأجهزة الذكية وغيرها.

ومن آثار استخدام التعليم عن بعد عن طريق الوسائل الإعلامية بمختلف أشكالها وأنواعها

القضاء على كثير من الظواهر المجتمعية منها:

1. ظاهرة الازدحامات المرورية

2.ظاهرة انتشار وتفشي بعض الأخلاقيات غير المرغوبة مجتمعياً.

3.ظاهرة التفكك الأسري

4.ظاهرة الضغوط العصرية وعدم توفر الوقت وصراع الزمن.

5.ظاهرة التباهي بالمظاهر والكماليات.

6.ظاهرة فساد الأخلاقيات بالاختلاط

7.ظاهرة الضعف والإنهاك الصحي بسبب نقص التغذية الصحيحة

وغيرها الكثير من الظواهر التي من خلال جائحة كورونا (كوفيد19) السلبية في جانبها الصحي الإيجابية في جانبها المجتمعي والتي جاءت ضارة ولكنها جاءت بمكامن وبأهداف أحدثت تغييراً مجتمعياً جديداً وخلقت أنظمة مواكبة مع العصر التكنولوجي والرقمي فرب ضارة كانت نافعة.

حيث كانت البحرين على أتم الاستعداد لهذه المواجهة ولذلك نجحت في إدارة هذه الأزمة التي جعلتها خير موطن يشهد له العالم في هذا الفكر المسبق النير الذي له أبعاد مستقبلية في التعليم والذي أكد عليه حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، في عدد من المحافل الوطنية وكان آخرها ما جاء في كلمته الوطنية لأبنائه الطلبة والمعلمين فيما تمر به البلاد من جائحة كورونا (كوفيد19).

التوصيات

1.التعليم الإلكتروني من خلال الدورات والبرامج التثقيفية الإلكترونية لمواكبة هذا العصر الرقمي لمختلف أولياء الأمور والمسؤولين من خلال الدورات المتنوعة على أيدي خبراء التقنيات الفنية الإلكترونية.

2.إيجاد برامج تستقطب الطلبه وتشجيع وزارة التربية والتعليم المدرسين على إيجاد أفكار إبداعية في التعليم الإلكتروني وطرح المسابقات الخاصة في ذلك.

3.تسجيل أسماء أولياء الأمور لدى وزارة التربية والتعليم لمن يقوم بمتابعة الزامية ابنه للدروس ومحتوى المواد التعليمية لتحملة المسؤولية في عدم إغفال ابنه عن الحصص الدراسية.

4.إيجاد ساعات مكتبية عبر التعليم عن بعد إضافية لمن لديه مستوى ضعيف في التعليم كما هي الدروس الخصوصية.

5.إيجاد شبكة اتصالات خاصة بالتعليم بالتنسييق مع شركات الاتصال ووزارة التربية والتعليم والأهالي.

6.تخصيص أماكن في منزل الطالب مهيأة المحيط أثناء تعليمه الإلكتروني حتى يكون صافي الذهن ولا يوجد ما يشاغب العملية التعليمية له .

7. تحديد الأوقات الصحية في متابعة الطلبة على أجهزة الكمبيوتر حتى لا تتأثر أبصارهم بأضواء الأجهزة الإلكترونية من خلال تنسيق الوقت من قبل أولياء الأمور والجهة التعليمية أو تؤثر على الجانب النفسي لهم.

8.توفير بطاقة طالب لشراء أجهزة إلكترونية بأسعار مناسبة للجميع كما هي حقيبة المدرسة.

9.ربط المكتبات العامة مع المؤسسات التعليمية من خلال أرقام سرية للطلبة المنتمية لأي مؤسسة تعليمية يمكنهم الدخول للكتب المطلوبة والمراجع التي يحتاجون إليها بعد تراجع سوق الكتب الورقية.

* أكاديمية إعلامية وتربوية