شارك سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية (156)، والذي عقد اليوم في مقر جامعة الدول العربية في مدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية الشقيقة، برئاسة معالي الدكتور الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بدولة الكويت، رئيس الدورة الحالية للمجلس.

وخلال الاجتماع، وجه سعادة وزير الخارجية كلمة أكد فيها أن الوطن العربي يواجه اليوم تحديات سياسية وأمنية متعددة وظروفًا صعبة، الأمر الذي يستدعي منا عملاً عربيًا مشتركًا أكثر فعالية، بل إننا مطالبون بتبني إستراتيجية عربية مشتركة تجاه هذه المتغيرات والتحديات، تراعي الحفاظ على المصالح الحيوية للأمة العربية، وحماية الأمن القومي العربي.



وأوضح إن ما يحدث في عدد من الدول العربية الشقيقة أمر محزن ومؤلم، لا استقرار ولا أمن ولا سلام، ولاجئين ومهجرين يعانون قسوة العيش والحياة، وقلة المساعدات الإنسانية التي تخفف عنهم معاناتهم، ولا حلول سياسية في الأفق لإنهاء الحروب والصراعات الدامية التي تسببت في سفك الدماء الزكية وتدمير المدن والقرى والبنى التحتية، وتهدد الأمن القومي العربي، وتعرض الأمن والسلم الدولي لخطر كبير دون أي اهتمام ملموس من المجتمع الدولي.



وأضاف أن بعض الدول الشقيقة ابتليت بوجود ميلشياوي مسلح، يتلقى دعمًا إقليميًا متواصلاً، وهو ينتهك القوانين الوطنية لهذه الدول ويهدد أمنها واستقرارها ومصالحها الحيوية، ويعطل مسيرتها التنموية ونموها وازدهارها، مشيرًا إلى أن التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية لا تزال مستمرة، بل أنها مع الأسف مصحوبة باعتداءات عسكرية متواصلة تنتهك سيادة الدول واستقلالها، ودعم كبير للتنظيمات الإرهابية المتطرفة بالمال والسلاح، في مخالفة صريحة لمبادئ حسن الجوار وكافة القوانين والمواثيق الدولية.



وأكد سعادة وزير الخارجية على إن الأمن المائي في عدد من الدول العربية يتعرض لخطر كبير، فمصر والسودان يواجهان سويًا مشروع سد النهضة الأثيوبي، وتأثيره المتوقع على حصة البلدين من نهر النيل، التي يحتاجها البلدان لسد احتياجات الشعبين الشقيقين وتلبية متطلبات التنمية والازدهار فيهما، مشيرًا إلى أن سوريا والعراق يواجهان انخفاضًا كبيرًا في حصتهما المائية في نهري الفرات ودجلة، وباقي الروافد التي تمر في الأراضي العراقية مما تسبب في وقوع أضرار كبيرة على حياة مواطنيها وجهودها التنموية.



وحذر سعادة وزير الخارجية من أن الإرهاب يشكل خطرًا مستمرًا على أمن واستقرار الدول العربية، مما يضع الوطن العربي أمام تحد كبير يتطلب منه مواصلة جهودنا المشتركة لمكافحة التنظيمات الإرهابية المتطرفة كداعش والقاعدة وحزب الله والحوثي وجبهة النصرة، وغيرها من التنظيمات المدرجة على قائمة الإرهاب الدولي، والتي لا تزال تتلقى دعمًا من دول إقليمية لتنفيذ أطماعها وأهدافها المدمرة في وطننا العربي.



وأوضح إن ما حدث في أفغانستان، الدولة المسلمة الشقيقة، يضع علينا كدول عربية مسؤولية مضاعفة لمد يد العون والدعم الإنساني لمساعدة الشعب الأفغاني على تجاوز الظروف الصعبة التي يعانونها، والعمل على تحقيق السلام والاستقرار وضمان أمن المواطنين الأفغان، والإسراع في تشكيل حكومة وطنية تمثل كافة أطياف وفئات المجتمع الأفغاني، وتلتزم بالقوانين والمواثيق الدولية. وينبغي العمل كذلك على ألا تتحول أفغانستان إلى مركز لإيواء التنظيمات الإرهابية والتي لا تزال نشطة في بعض الدول كداعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات.



وشدد سعادة وزير الخارجية على إن كل تلك التحديات الصعبة تضعنا أمام مسؤولية كبرى تستوجب منا موقفًا حازمًا لمعالجة تلك التحديات والتعامل معها بكل حكمة وعزيمة لحماية الأمن القومي العربي والدفاع عن مصالح الأمة العربية وحق شعوبها في الحياة الكريمة والأمن والاستقرار والازدهار.



وقد بحث المجلس عددًا من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال وأتخذ بشأنها القرارات المناسبة.