أكد عبد الكريم العمادي أمين سر جمعية التعافي من المخدرات أثر مشروع تأهيل المتعافين عبر الدورات والورش ذات الصلة بريادة الأعمال على "المتعافين" فيها، مشيراً إلى تفاعل المشاركين البارز مع الموضوعات المختلفة التي تم طرحها من قبل عدد من الأكاديميين والمختصين والهادفة إلى كسب مهارات حياتية جديدة، ورسم خارطة طريق لكيفية الدخول في عالم ريادة الأعمال، والذي ساهم في إنجاح البرنامج وتحقيق الغاية السامية منه.

جاء ذلك ضمن ورش تأهيل المتعافين التي انطلقت قبل أسبوعين وأختتمت أعمالها يوم الخميس بمشاركة 25 متعافياً بمقر الاتحاد العالمي لصاحبات الأعمال والمهن البحرينية في مركز الأندلس، والتي تأتي كجزء من مشروع "الاستثمار في الشباب" الذي دشنته جمعية التعافي من المخدرات مطلع العام الجاري بالتعاون مع الاتحاد العالمي لصاحبات الأعمال والمهن البحرينية، والمؤسسة البحرينية للحوار، ومشروع ملهمون، وعدد من الجهات ذات العلاقة.

العمادي: الورش ثرية بالمفاهيم ونتاج لشراكة مجتمعية مثالية



وأوضح "العمادي" أن ورش تأهيل المتعافين المتعلقة بريادة الأعمال والتعرف على مفاهيم وأساسيات سوق العمل شملت عدة جوانب تتعلق بمهارات التواصل مع المجتمع، والتعرف على حاجة السوق، وكيفية الحصول على الدعم من مؤسسة "تمكين"، وغيرها.. منوهاً إلى أن الورش كانت ثرية بالمفاهيم المعززة والمحفزة، وأنها نتاج لشراكة مجتمعية مثالية، وأضاف: "نحن سعيدون جداً بمخرجات هذه الورش، وخاصة بعدما لمسنا أثرها على المشاركين وأولياء أمورهم، وأود الإشادة بجميع الجهات المشاركة ودورهم الفاعل في إنجاح المشروع وترسيخ أهدافه في نفوس المشاركين، وأثمن على وجه الخصوص الجهود الدؤوبة من قبل الأكاديميين والمدربين في هذا المشروع مثل الدكتورة عواطف شرف، علي شرفي، نبيلة القصير، حسن الساري، زهير السعيد، دينا الشملان، جيهان صالح، محمد تيسير، وغيرهم..".

متعافون: البرنامج مصدر تحفيز ونرجو ترجمته على أرض الواقع

من جانبهم عبّر المتعافون المشاركون بالبرنامج عن عظيم امتنانهم وتقديرهم للجمعية لما تقدمه لهم من برامج بنّاءة تسهم في صقل شخصياتهم، مؤكدين أن الجمعية تقدم لهم كل الرعاية التي يحتاجونها لاسيما على الصعيد النفسي والاجتماعي، مما انعكس على سلوكياتهم ورؤاهم المستقبلية، وأصبح مصدر تحفيز لبلورة تلك المهارات وترجمتها على أرض الواقع بعد استكمال برامج التعافي في الجمعية..

أولياء أمور: لمسنا أثر البرنامج ومكتسباته في أبنائنا..

كما أشاد أولياء أمور المتعافين المشاركين في ورش وبرامج جمعية التعافي من المخدرات بالمكتسبات التي لمسوها في أبنائهم من تفاعل وأثر إيجابي، مبيّنين أن الاحتواء الذي يلقاه أبناؤهم والمؤطر بالدعم والتحفيز والإرشاد هو السبيل الأمثل للعودة إلى الحياة الطبيعية، وسلك المسارات الصحيحة في مناخ صحي نقي يتسم بالعناية والتوجيه.

هذا، وقد قدمت جمعية التعافي من المخدرات حزمة من البرامج والدورات وورش العمل في مختلف الجوانب النفسية، الاجتماعية، السلوكية، الإدارية.. وغيرها.. وقد جاءت ضمن خطتها السنوية التي انطلقت منذ مطلع العام الجاري من خلال الحضور الشخصي وكذلك عبر تقنية الاتصال المرئي، وتتطلع الجمعية إلى أن تكون فاعلة بصورة مؤثرة في نشر التوعية بين أفراد المجتمع، ومساعدة من يعاني منهم من شبح تعاطي المخدرات بالطريقة الصحيحة، واحتواء المتعافي من التعاطي، وذلك ضمن منطلق ديني ووطني في تثقيف المجتمع بأضرار المخدرات وكيفية التعامل مع المدمنين.

الجدير بالذكر أن جمعية التعافي من المخدرات هي الجمعية الوحيدة على مستوى البحرين والثانية على مستوى الشرق الأوسط التي تقدم الخدمات العلاجية دون مقابل لمرضى الإدمان من مملكة البحرين ودول مجلس التعاون، وقد افتتحت أبوابها في مارس 2012، واستقبلت على مدار السنوات الماضية مئات المرضى من مختلف الجنسيات خضعوا لبرنامج علاجي متكامل، أما بالنسبة إلى المرضى الذين يتعرضون للانتكاس، فدائماً ما يوجد لهم مكان في الجمعية لتلقي العلاج مرة أخرى حتى يصلوا إلى بر الأمان.