أيمن شكل:

أكد المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري أن النظام الصحي في البحرين يحتوي على كثير من الأسس والمواصفات التي تمكنه من أن يكون من أقوى الأنظمة الصحية في الإقليم وعلى مستوى العالم، وهو نظام قائم على خطط قائمة وسليمة، قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى ويضم كوادر وطنية ذات مستويات عالية من المهارة والعلم والمعرفة في مختلف مستوياتهم وتخصصاتهم.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي لختام أعمال الدورة الـ68 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط التي عقدت في القاهرة خلال الفترة من 11 إلى 14 أكتوبر الجاري تحت شعار "إعادة البناء على نحو أفضل وأكثر إنصافاً.. نظم صحية أقوى ومجتمعات قادرة على الصمود".



وأشار في رده على سؤال "الوطن" إلى أن البحرين تتمتع بنظام صحي قوي ومتين قائم على تقسيمات قوية بحسب ما توصي به منظمة الصحة العالمية، وبالأخص في الرعاية الصحية الأولية، وفي مجال المعلومات وأتمتمة المعلومات، مبيناً أن البحرين تعتبر متقدمة في هذا المجال، وكذلك مجال الأمن الصحي وتوفير الإمكانات اللازمة للعاملين في القطاع الصحي من أجل تقديم خدمات صحية متميزة.

وأضاف قائلاً: "كان لي الشرف بزيارة البحرين كأول دولة في الإقليم بعد الإعلان عن جائحة كوفيد 19، وهناك كثير من قصص النجاح شاركناها مع دول الإقليم في مختلف الاجتماعات الدورية لفريق الطوارئ، وكانت تجربة ثرية استفادت منها دول الإقليم".

وأكد أنه تمت استضافة المختصين من البحرين لعرض تجربتهم في الاجتماع الدوري الذي يعقد في جنيف بحضور المدير العام للمنظمة، وعدد من الوزراء من مختلف دول العالم للاستفادة من تجربتهم، حيث استطاعت البحرين التعامل بنجاح مع الجائحة منذ الأيام الأولى بتفعيل الآليات المتبعة في حالات الطوارئ المماثلة.

وفي استعراضه مجريات المؤتمر، أشار المنظري إلى أن الإقليم يشهد نزاعات أجبرت أكثر من 32 مليون شخص على النزوح قسراً والفرار عبر الحدود، وهو ما يمثل 40% من النازحين قسراً في العالم، فيما نوه بالإجحاف الكبير في توزيع اللقاحات في الإقليم.

وقال: "إن اللجنة حثت الدول الأعضاء للعمل على تطعيم نسبة 40% من السكان بنهاية 2021، و70% بحلول منتصف 2022، وفقاً لغايات منظمة الصحة العالمية"، ودعا البلدان ذات الدخل المرتفع للتبرع باللقاحات.

ولفت إلى أن اللجنة الإقليمية طالبت الدول الأعضاء بتعزيز قدرة النظم الصحية على الصمود من خلال دمج التأهب للطوارئ الصحية في التعزيز العام للنظام الصحي، وإرساء تمويل مستدام من أجل التأهب للطوارئ الصحية والاستجابة لها بصفتها أولوية حكومية واضحة في الميزانية الوطنية.

وأشار إلى أن الجائحة كشفت عن ثغرات ومواطن ضعف في قدرات البلاد فيما يتعلق بآليات رصد الأمراض، لافتاً إلى أن اللجنة أصدرت قراراً يعتمد الإستراتيجية الإقليمية للترصد المتكامل للأمراض، وحث الدول الأعضاء على اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق آليات ترصد كاملة ترتبط بنظم الترصد العالمي بحلول 2025، ووضع الموازنات لتحقيق هذا الهدف، ووضع آليات وحوكمة واضحة تسمح لممثلي المجتمعات المحلية للمساهمة بفاعلية في الصحة العامة.

وأضاف أنه لا يمكن القول إن العالم قد تخطى مرحلة الخطر في الجائحة أو التحكم فيها دون الأخذ بالأسباب وهي الالتزام بالتدابير الوقائية وعلينا أن نسعى جميعاً بكل جدية للمساعدة على نشر اللقاحات وتغطية أكبر نسبة من التطعيم، فستظل البشرية جمعاء في خطر من المرض وتحوراته بغض النظر عن نسب التطعيم في كل دولة.

4 أوراق بحثية مهمة في المؤتمر

من جانب آخر، استعرضت مدير إدارة البرامج في منظمة الصحة العالمية الدكتور رنا الحجة، الأوراق التي تمت مناقشتها في الدورة ومن أبرزها 4 أوراق تناقش أهمية الاستجابة للطوارئ الصحية بشكل عام لكي تكون من أولويات المنطقة، وتم تقديم إستراتيجية لتسريع جاهزية دول المنطقة وقدرتها على مواجهة كل الطوارئ الصحية وكذلك الكوارث، مؤكدةً أن الجائحة أظهرت ضعف الأنظمة الصحية بالمنطقة بها لمواجهة الطوارئ.

كما طرحت الورقة الثانية أهمية المعلومات في المساعدة على مواجهة الطوارئ وأهمية الترصد للأمراض ودمج أنظمة الترصد في الدول المختلفة في منصة رقمية وقالت إنه "قد تم تقديم إستراتيجية إقليمية لمساعدة الدول للوصول إلى هذا الدمج".

وناقشت الورقة الثالثة أهمية المشاركة الاجتماعية بكل القرارات الصحية وتطبيقها، مبينةً أن الجائحة أظهرت أهمية المشاركة الاجتماعية من حيث الالتزام بالإجراءات الوقائية وأخذ التطعيمات وتم تقديم خطة طريق لإشراك المجتمعات.

وفي الورقة الرابعة تم التطرق إلى مرض السكري الذي يعتبر من أكثر الأمراض المنتشرة بشكل مخيف في المنطقة ونسبته التي تعتبر الأعلى في العالم، ومضاعفاته، وقالت: "تم تقديم إطار عمل إقليمي للوقاية من العوامل المسببة للمرض وتحسين طرائق العلاج وتنظيمها عن طريق إنشاء إستراتيجيات محددة لعلاج السكري".

وكشف مدير إدارة البرامج بمنظمة الصحة عن أن كل اللقاحات الموجودة حالياً ليست فعالة بنسبة 100% وقالت: "إن اللقاح ليس هو الحماية الوحيدة ولكن نتوجه إليه لتخفيف الوفيات".

6 دول تصنع اللقاحات في المنطقة

وحول تصنيع اللقاحات قالت رنا: "منذ قرابة العام ونحن نعمل مع الدول التي لديها القدرة على تصنيع اللقاحات لتقوية قدرتهم على إنتاج اللقاحات، وهي 6 دول تقوم بتصنيع اللقاحات في المنطقة، ما أدى إلى توفير اللقاحات بشكل أكبر وتخفيف العبء المالي، ونعمل مع باقي الدول لتقوية الطاقة الإنتاجية لهذه الدول، فيما شددت على تقوية القدرة التنظيمية في الدول للتعامل مع كل الأدوية أو اللقاحات الجديدة".

وأوصت بتطعيم الأطفال من عمر 12 إلى 16 ممن لديهم أمراض مزمنة ويمكن إصابتهم بأعراض خطيرة، مشيرة إلى أنه في الوقت الحالي هناك تجارب سريرية للأطفال تحت سن 12 عاماً، وستكون هناك بيانات خلال أشهر بشأن أمان وفاعلية اللقاحات لهم.

وأكدت أن كوفيد 19 لم ينته بشكل تام وقالت: "عندما دخل متحور دلتا زاد عدد حالات الإصابات، وخاصة مع انخفاض نسبة التلقيح في المنطقة، ولم نصل إلى هدف المنظمة في اللقاحات، حيث كان الهدف الوصول إلى نسبة 10% من الحاصلين على اللقاح في العالم نهاية سبتمبر الماضي و40% نهاية العام الجاري، فيما لم نصل في منطقتنا إلى 20% كنسبة إجمالية للإقليم ونتمنى التسريع والإقدام على أخذ اللقاحات".

وفي ذات السياق نوه وزير الصحة الليبي ورئيس اللجنة الإقليمية الثامنة والستين لمنظمة الصحة العالمية الدكتور علي الزناتي، إلى الملفات التي يعتزم التركيز عليها في الدورة الحالية، وفي مقدمتها ملف جائحة كورونا والسيطرة عليها وتعزيز الاستجابة الجماعية للطوارئ، وإنشاء غرفة طوارئ للإقليم للدعم المتبادل، وإنشاء بروتوكلات موحدة للعلاج.

وأكد أهمية التركيز على ملف الرعاية الأولية والصحة النفسية للطفل لإنشاء أجيال متصالحة مع نفسها، وقال: سيكون لقضية أطفال طيف التوحد دور كبير من الاهتمام في عمل اللجنة الإقليمية، مشدداً على أهمية التنمية المستدامة ومشاركة أعلى السلطات في الدول لإيجاد حلول لبعض المشاكل المتعلقة بالتنمية المستدامة.

وأوضح أن اللجنة الإقليمية تركز كذلك على الاهتمام بالأمراض المزمنة والحث على مساعدة الفئات التي تعاني منها، مشيراً إلى أن قطاع الصحة في ليبيا أصيب بضرر كبير خلال السنوات العشر العجاف وانتزعت مكونات النظام لمناطق أخرى، ولفت إلى مناطق الصراعات في الإقليم ومعاناتها مع تضرر النظم الصحية بسبب الصراعات وفي مقدمتها اليمن.