أوردت رئيسة قسم الموارد الطبيعية والبيئة بجامعة الخليج العربي الدكتورة سمية يوسف قطاع إدارة المخلفات في قائمة القطاعات الأكثر مساهمة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بعد قطاع الطاقة والزراعة والصناعة، موكدةً أن التكلفة البيئية والاقتصادية والاجتماعية للممارسات غير المستدامة لإدارة المخلفات والتي تتمثل بردم المخلفات في المرادم دون استغلال مكوناتها، والتي من الممكن أن تعتبر أساسا لصناعات كثيرة تساهم في تنويع الاقتصاد وحماية البيئة، وتوفير فرص عمل وتساهم بشكل كبير في القضاء على البطالة في المجتمع، وبالتالي تساهم بتحول المجتمع الى الانتاج بدلاً من الاستهلاك.

وبيّنت خلال محاضرة نظمتها جمعية الكيميائيين البحرينية تحت عنوان: "الإدارة المستدامة للمخلفات الصلبة" تعريف بالمخلفات الصلبة وأنواعها ودوافع زيادة معدل انتاجها، ومفهوم الادارة المستدامة للمخلفات وأهميتها عالميا ومحليا، ومنهجية الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة، مستعرضة في الوقت ذاته اهداف التنمية المستدامة ومدى ارتباط الادارة المستدامة للمخلفات بها، وابرز الخيارات والتقنيات المستدامة لكل نوع، وجدوى بعض التقنيات المستدامة لمملكة البحرين، وما هو الاقتصاد الدائري وعلاقته بالإدارة المستدامة للمخلفات وفوائده.

وشددت على اهمية الوعي المجتمعي بأنماط الاستهلاك المستدامة واهمية تنمية سوق إدارة المخلفات عالميا، موضحةً ابرز التقنيات المستدامة لادارة المخلفات الصلبة، حيث قالت: "ان تقنيات تحويل المخلفات الى طاقة من خلال التخمر اللاهوائي، والحرق المتطور دون انبعاثات تعتبر من التقنيات المجدية اجتماعيا واقتصاديا وبيئيا لمملكة البحرين؛ ويجب الاستثمار فيها، كما ان مشاريع التسميد ايضا تعتبر فعالة لتحويل المخلفات العضوية الى سماد يستخدم في الزراعة محليا وربما يتم تصديره".



مبيّنة الحاجة الى تفعيل الاستراتيجية الوطنية لادارة المخلفات ومركزية ادارة القطاع تحت مظلة واحدة مع وجود إطار تشريعي تنظيمي متكامل ومترابط يساهم بتحقيق تطور ملموس، حيث قالت: "وجود سياسة فصل للمخلفات من المصدر من شانه ان يزيد كفاءة وفعالية تشغيل العديد من التقنيات في هذا المجال"، كما شددت على اهمية انماط الحياة المستدامة، والسلوك الاستهلاكي الواعي، والشراء الذكي، وبناء القدرات في هذا المجال، واشارت الى انه تم طرح الدبلوما المهنية في ادارة المخلفات من قبل كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي، لبناء القدرات والنشر الوعي محليا واقليميا، حيث ان التسجيل لازال مفتوحا للراغبين وستبدأ الدراسة في 31 اكتوبر الجاري.