أكد الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني على أن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله تقدم مثالاً للعمل بروح الفريق الواحد الذي يقود نحو الإنجاز والتميز، منوهًا معاليه بحرص مملكة البحرين على زيادة الاستثمار في المجالات الداعمة لرأس المال البشري والتي تم على إثرها إطلاق العديد من البرامج والمؤسسات الداعمة للمواطنين بما يلبي طموحاتهم في مجال المال والأعمال، مشيرًا إلى أن توظيف الفرص المتاحة لتعزيز مخرجات الإرشاد والتوجيه والتدريب ومواءمتها مع متطلبات التنمية ومختلف مجالاتها سيسهم في تطوير القطاعات وخلق المزيد من الوظائف التي يعود نفعها لصالح المواطنين.

جاء ذلك خلال افتتاح الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني النسخة الثانية من منتدى الإرشاد الشرق الأوسط المقام تحت عنوان "إعطاء الأولوية للإرشاد في عالمٍ جديد" والذي تم تنظيمه كحدث يجمع ما بين الحضور الفعلي والافتراضي لمناقشة مجموعة من الموضوعات المرتبطة بتغيرات سوق العمل الناجمة عن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) ودور الإرشاد في تنمية رأس المال البشري، حيث بيّن معاليه بأن تواصل عملية الإرشاد والتوجيه والتدريب ضمانة لانتقال المعرفة بين الأجيال، وقال معالي الوزير، نعتز ونفتخر ونتعلم ممن سبقونا من أهل الخبرة ، وبدورنا يجب علينا أن ننقل ما تعلمناه منهم وتجربتنا ومعرفتنا إلى الآخرين ليضيفوا عليه من معرفتهم، منوهاً بأهمية العمل على تطوير هذه الآلية لتكون ضمن عمل مؤسسي قائم على أهداف وإستراتيجيات واضحة ومحددة، لضمان ديمومة عملية الإرشاد والتطوير.

وقال الوزير في كلمته إنه في فبراير 2020 وجه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى تشكيل الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا وغرفة عمليات مشتركة تعمل على مدار الساعة، بالرغم من عدم تسجيل أي حالة إصابة في البحرين آنذاك، وكان ذلك ضمن النهج الاستباقي ورؤية سموه حفظه الله السديدة لإدارة أزمة كورونا، منوهاً معاليه أنه بعد 11 يوماً من وضع الخطط تم تسجيل الحالة الأولى في مملكة البحرين، حيث كانت كافة الخدمات اللوجستية جاهزة للتصدي لهذه الجائحة بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية في الدولة والتي عملت كفريق واحد.



وأكد معاليه أن العالم استفاد من عدة دروس من جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، أبرزها كيف يمكن للمجتمعات أن تضع المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة، وكيف تباين ذلك بين البلدان، ليثبت بأن الدول التي تضع مصلحة المجتمع أولاً كان أداؤها في تجاوز تحدي الجائحة أفضل، إلى جانب أهمية التوريد، ودور التكنولوجيا في ذلك، وأضاف: نحن محظوظون في مملكة البحرين بما تملكه الكفاءات الوطنية من حس عالي بالمسؤولية وما يتميزون به من حب للتحدي وعشق الإنجاز.

وأشار إلى أهمية الترابط المجتمعي وانعكاس ذلك على حياة الفرد، قائلاً: إذا نظرنا إلى البلدان التي تمتلك نسبة عالية من الأفراد ذوي العمر الطويل ، سنرى بأن لديهم روابطاً مجتمعية قوية، لأن التواصل والتفاعل الاجتماعي له دور كبير في حياة البشر واستقرار النواحي النفسية والصحية على الفرد والمجتمع، منوهاً إلى أنه تعطلت الكثير من تلك الروابط الاجتماعية بسبب جائحة فيروس كورونا وتداعياتها، ويمكننا أن نرى بوضوح تأثير ذلك. مشيراً إلى قيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله للجهود الوطنية للتصدي للجائحة منوهاً بأن سموه كان يؤكد على أهمية حماية المجتمع من تداعيات الجائحة على الصعيد الصحي والنفسي، موضحاً معاليه أن هذا ما تم تضمينه في عملية صنع القرار منذ اليوم الأول من خلال الحفاظ على حرية الحركة والتنقل دون اللجوء للحضر الجزئي أو الكلي مع اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية المجتمع من انتشار فيروس كورونا.

وبيّن الوزير في كلمته أيضاً أهمية الثقة وبنائها في المجتمعات من خلال توفير المعلومات اللازمة والالتزام بنهج المصداقية دون غيره، حيث تم تدشين وقبل اكتشاف أول حالة استراتيجية إعلامية متكاملة ضمن الجهود الوطنية للتصدي ومازالت مستمرة ومفعلة ومازال الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا يتابع بشكل مستمر تساؤلات الناس ومخاوفهم خلال جائحة فيروس كورونا ويُباشر بالرد عليها سواء عبر وسائل الإعلام المختلف أو عن طريق المؤتمرات الصحفية وغيرها.

وأكد بأن الدول التي أثبتت مكانتها في التنمية والتقدم هي تلك التي تعاملت مع الموارد البشرية والموارد المالية بنفس الأهمية ، لافتا إلى أن جميع الأولويات والبرامج الحكومية بمملكة البحرين تستند إلى هذا المبدأ ومنها خطة التعافي الاقتصادي التي تم تدشينها مؤخراً.