بمناسبة اليوم العالمي للطفل، الذي يوافق 20 نوفمبر من كل عام، يحق لمملكة البحرين أن تفتخر بما حققته من نجاحات وإنجازات في مجال ضمان حقوق الطفل على الأصعدة كافة، بما فيها التعليم.

فقد واصلت زارة التربية والتعليم دورها الحيوي في توفير الخدمة التعليمية لجميع مستحقيها، في ظل بيئة إيجابية محفزة، وتجلى ذلك بصورة تدعو للفخر والاعتزاز خلال الظروف التي فرضتها جائحة كورونا على القطاع التعليمي، حيث ضمنت الوزارة استدامة الخدمة التعليمية لجميع الطلبة بمختلف المراحل الدراسية، بما في ذلك فئات التربية الخاصة المتنوعة وطلبة المنازل وغيرهم، محققةً نتائج طيبة في هذا المجال، بشهادات محلية وخارجية.

وقد سخرت الوزارة كل إمكانياتها لضمان عدم توقف عملية النمو المعرفي لدى أطفال مملكة البحرين، إيمانًا منها بأن التعليم للجميع، مع الدمج بين نظامي الحضور الفعلي والتعلم عن بعد الذي تنفذه الوزارة سواءً من خلال المحتوى الرقمي، البوابة التعليمية، الدروس الافتراضية، والحصص التعليمية التلفزيونية، وقنوات اليوتيوب والتي من بينها قناة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك اتساقًا مع اتفاقية حقوق الطفل لمنظمة اليونسكو التي تكفل الحق في التعليم الذي يُعتبر أساسياً لممارسة جميع حقوق الإنسان الأخرى.



كما خصصت الوزارة قسمًا لإلزام التعليم، والذي نجح منذ تأسيسه في إعادة العديد من الأطفال الذين بلغوا سن الإلزام (من 6 إلى 15 سنة) والمنقطعين عن الدراسة لأسباب مختلفة إلى مقاعد دراستهم، من خلال جهود كبيرة بذلت لرصدهم، ومعالجة أسباب انقطاعهم من خلال العديد من الآليات.

وعززت الوزارة المحتوى التعليمي الرقمي الذي يتضمن المئات من المقررات الدراسية، وعشرات الالاف من الإثراءات التعليمية الإلكترونية، وأسئلة الامتحانات النهائية السابقة ونماذج الإجابة عليها، وشكلت العديد من فرق العمل لإنجاز الدروس الجديدة التي يتم تحميلها على المحتوى التعليمي الرقمي لمختلف المراحل التعليمية، وكذلك نشر عشرات الالاف من حلقات النقاش والأنشطة والدروس من إنتاج معلمي المدارس ضمن العلاقة المباشرة بين المعلم وطلبته، وتحميلها على المحتوى الإلكتروني الرقمي، وتحميل الدروس المرئية على قنوات 14 قناة اليوتيوب، خدمة لجميع فئات الطلبة، بما يساعد على العودة إليها في أي وقت للدراسة والمراجعة.

ووظفت الوزارة تقنيات التعليم الرقمية المناسبة لقدرات الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها: الحصص الافتراضية المخصصة للطلبة ذوي صعوبات التعلم وبطء التعلم، بتخصيص أيام للدروس الافتراضية، وأخرى للدروس والأنشطة والتطبيقات وحلقات النقاش عبر البوابة التعليمية، مع توظيف تطبيق (كاهوت) الرقمي، ومتابعة الدروس المتلفزة، وتوفير قنوات تواصل عديدة مع الطلبة وأولياء أمورهم، للدعم والمساندة وتذليل أي عقبات قد يواجهونها إضافة لإعداد المئات من الدروس الإلكترونية بما يراعي ظروف وخصائص ومتطلبات كل فئة، ويتم رفعها على البوابة التعليمية وقناة اليوتيوب الخاصة بإدارة التربية الخاصة، وللطلبة من مرضى السرطان والسكلر والربو وغيرها من أمراض تُعرّض أصحابها للخطر بنسبة أكبر، وبعض فئات الاحتياجات الخاصة، جعلت الوزارة الدراسة لهم بوسائل التعلّم عن بعد، بصورة كاملة، بما يراعي احتياجاتهم الصحية والأكاديمية.

وقامت الوزارة بعملية التصوير المرئي للمئات من الدروس للمواد في جميع المراحل الدراسية، مع إيلاء أطفال الحلقة الأولى الأولوية في توفير خدمة شرح دروس متلفزة لهم في بيئة صفية تحاكي الواقع وتوظيف استراتيجيات تعليم وتعلم تجذب الطفل وتثير دافعية للتعلم، وتقدم هذه الدروس من قبل مجموعة من معلمي المدارس الحكومية، ويتزامن رفعها على قنوات اليوتيوب مباشرة بعد بثها على التلفزيون.

وحرصت الوزارة أن تكون فئة طلبة المنازل ضمن الفئات المستفيدة من الخدمات التعليمية المقدمة عن بعد، حيث وفرت لهم خدمة التسجيل الإلكتروني والكتاب الدراسي والمحتوى الرقمي الذي يستطيعون الولوج إليه من خلال موقع الوزارة.

وعند تطبيقها الحضور الطلابي الفعلي بشكل جزئي، بحسب رغبة أولياء الأمور، حرصت الوزارة على توفير البيئة المدرسية الآمنة، بتطبيق الإجراءات الاحترازية المعتمدة، وتلبية احتياجات ومتطلبات استدامة التعليم بالحضور، ووضع الخطط الدراسية المرنة والمناسبة لجميع الصفوف الدراسية،حيث حققت هذه الخطوة نجاحاً كبيراً، نتيجة التنظيم المتقن.

هذا وقد حققت مملكة البحرين مكتسبات وإنجازات كبيرة للأطفال في المجال التربوي والتعليم لا يمكن إيجازها ببضع سطور، ولكن جميعها تؤكد ضمان تكافؤ الفرص التعليمية بين الأطفال وأحقيتهم في الحصول على التعليم بالبيئة الآمنة المناسبة لهم التي أفرزت العديد من الإبداعات والمواهب الطلابية على اختلافها بما فيها جميع فئات طلبة الاحتياجات الخاصة ممن حققوا انجازات مشرفة على الصعيد المحلي والخارجي.