أيمن شكل - تصوير سهيل وزير


دشن مركز عيسى الثقافي مساء الثلاثاء الماضي كتاب "القاضي الأديب الشيخ يوسف بن احمد الصديقي: قاضي البحرين 1962-2009"، من تأليف عبدالناصر محمد الصديقي، حيث يوثق الكتاب سيرة أحد أبرز علماء البحرين المعاصرين.

وجرى حفل التدشين بحضور رئيس مجلس الشورى علي الصالح ورئيس مجلس النواب الأسبق خليفة الظهراني ومستشار الشؤون القضائية والدينية بوزارة شؤون الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة علي آل هاشم، وعدد من رجال الدين والشرع والمؤرخين والمهتمين وأفراد من عائلة الصديقي.

وفي كلمته قال نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، إن إصدار مركز الوثائق التاريخية بالمركز لهذا الكتاب، ينطلق من حرص واهتمام القيادة الرشيدة بتوثيق سير أعلام المملكة وتخليد إنجازاتهم الوطنية، مشيراً إلى لقائه مع مؤلف الكتاب بجلالة العاهل المفدى في مطلع سبتمبر الماضي، وتسلم جلالته وثيقة "روزنامة الزبارة والبحرين"، حيث كانت هذه الوثيقة القيمة من أبرز مقتنيات مكتبته رحمه الله الدينية والتاريخية.


وأضاف الشيخ خالد قائلاً إن جلالة العاهل المفدى استذكر خلال اللقاء مناقب الفقيد الشيخ يوسف الصديقي رحمه الله وحرصه على حفظ هذه الوثائق التاريخية الهامة، كما أثنى على دوره في العلوم الشرعية والدينية والوعظ والإرشاد، منوهاً إلى أن المركز أخذ على عاتقه توثيق سيرة هذه الشخصية الوطنية.

آل هاشم لـ"الوطن": الكتاب يوثق سيرة شخصية قدوة للأجيال

من جانب آخر، استذكر مستشار الشؤون الدينية بالإمارات علي آل هاشم، علاقته بالشيخ يوسف الصديقي رحمه الله، وما تميز به من خصال حميدة ونبيلة جعلته باباً رحباً من السماحة والطيبة، مثمناً جهود المؤلف في تدوينه الكتاب. وقال في تصريح لـ"الوطن": "إن شخصية الشيخ يوسف الصديقي كانت تستوجب أن توضع في مؤلف لتمثل قدوة للأجيال من بعده، مثمنا جهود مركز عيسى الثقافي والمؤلف في إصدار هذا العمل الكبير".

من جانبه، قدم مؤلف الكتاب الباحث عبدالناصر الصديقي، عرضاً حول ما تضمنه الكتاب من فصول حول السيرة الذاتية للشيخ يوسف الصديقي رحمه الله، ورحلته في طلب العلم والمعرفة، وشغفه بالشعر والأدب، فضلاً عن جوانب اهتمامه في حفظ التاريخ والتراث مما تضمنته مكتبته من وثائق ومخطوطات تمثل خزينة علمية قيمة. وذلك بالإضافة إلى منهجه في الوعظ والإرشاد الديني وخبرته في مجال القضاء الشرعي، حيث تميز رحمه الله بالوسطية والاعتدال في طرحه، مما أكسبه قبولاً واحتراماً وتقديراً بين مختلف الفئات من المجتمع.

وأضاف قائلاً: "إنه من الوفاء للشيخ يوسف أن نوثق سيرته ولقد كان أول لقاء به في عام 1959 حيث أسكنني معه في شقته بالقرب من ميدان باب الخلق بالقاهرة، وكنت وقتها لم أتجاوز الحادية عشر سنة، مبعوثاً من صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها".

وأكد آل هاشم أن الشيخ يوسف حصل على شهادة العالمية والتي تمثل الدكتوراه، وتتلمذ على يد نخبة من الشيوخ في مصر من أبرزهم الشيخ أحمد حسن الباقوري والشيخ عبدالحليم محمود وغيرهم، ومن خلاله استطاع أن ينهل العلم من هؤلاء العلماء.

كما أوضح مؤلف الكتاب خلال عرضه علاقات الشيخ الصديقي رحمه الله بحكام البحرين بدءاً بصاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة طيب الله ثراه وصولاً إلى جلالة الملك المفدى، مبيناً أن الكتاب تضمن أيضاً مشاركاته رحمه الله في مختلف الفعاليات المحلية والدولية وعلاقاته بالعديد من العلماء والأعيان في البحرين وخارجها.

واستعرض المؤلف عدداً من مقتنياته والوثائق والمخطوطات النادرة من مكتبة الشيخ الصديقي رحمه الله، والتي تضمنها الكتاب بين فصوله، وقد تم عرضها في المعرض المقام على هامش الحفل.

من جانب آخر، قدم قاضي محكمة التمييز الشيخ الدكتور إبراهيم المريخي تعقيبه حول الكتاب، موضحاً أن المؤلف أحاط بكثير من التفاصيل الشيقة حول سيرة الشيخ يوسف الصديقي رحمه الله، مشيراً إلى أن الكتاب تضمن معلومات تلخص منهاجه العلمي وجزالته في الشعر والأدب، مختتماً كلمته بأبيات من الشعر ثناءً للكتاب ومؤلفه وصاحب السيرة.

وقام مؤلف الكتاب بمعية الدكتور عبداللطيف بن يوسف الصديقي بإهداء هدية تذكارية للمركز، ثم قام المؤلف بتوقيع وإهداء نسخ الكتاب للضيوف والجمهور الحاضرين.