شارك سعادة النائب محمد إبراهيم السيسي البوعينين رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب في النسخة السابعة من حوار روما المتوسطي المنعُقد في العاصمة الإيطالية روما بمشاركة عددٍ من كبار المسئولين والخبراء ورجال الاقتصاد من الدول المُطلة على ضفتي المتوسط، والقريبة من مجاله الاستراتيجي الكبير.

وعبر سعادة النائب محمد إبراهيم السيسي عن سعادته للمشاركة في هذا المنتدى لما له من أهمية كبيرة من خلال تبادل الجهود والإنجازات المبذولة وخاصة في التسامح والتعايش والسلام وحماية البيئة ، ناقلاً سعادته تحيات معالي السيدة فوزية بنت عبدالله زينل رئيسة مجلس النواب الموقرة، وتمنياتها لأعمال هذا المنتدى بالنجاح وتحقيق تطلعات دولنا، مؤكداً على ما تشهده العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية إيطاليا من تقدم وتطور في ظل قيادة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وحرص مملكة البحرين على تنمية أواصر التعاون البناء مع جمهورية إيطاليا في مختلف المجالات.

وأشار سعادة النائب السيسي إلى أن التسامح والسلام والتعايش السلمي كان مبدأ ونهج راسخ في وجدان المجتمع البحريني منذ سنوات طويلة حيث منح حاكم مملكة البحرين في عام 1819 ترخيصاً للمعبد الهندوسي أي قبل 200 عام، ومنح الجاليات بمختلف المذاهب والطوائف بممارسة الحريات الدينية، ثم استمر ذلك النهج حاضراً في نقل هذا التعايش السلمي وحرية الأديان وقبول الآخر من المستوى المحلي إلى المستوى الدولي، ولعل النهج الحكيم لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى قد نقل هذا النهج من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي حيث تم تأسيس كرسي الملك حمد لتدريس الحوار والسلام والتفاهم بين الأديان في إيطاليا منذ عام 2016م، كما تم إطلاق إعلان مملكة البحرين في وثيقة دولية تؤكد على أهمية التسامح وقبول الأخر من واقع المجتمع البحريني عام 2017م، هذا بالإضافة إلى إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في عام 2017م، وتكمن أهميته في إيصال رسالة مملكة البحرين إلى العالم أجمع،، فقد نجحت مملكة البحرين على مدى العصور في وضع أسس راسخة لمبادئ التسامح والتعايش والتنوع الديني والثقافي واحترام الآخر.

ومؤكداً سعادة النائب السيسي أن مملكة البحرين تتبنى موقفا ثابتاً وراسخاً بشأن صون السلم والأمن الدوليين تدعم فيه كافة جهود المجتمع الدولي الرامية لمنع انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، كما أن مملكة البحرين انضمت في إطار هذا الموقف إلى أغلب الاتفاقيات الدولية المعنية، وقامت بسن التشريعات الوطنية ذات الصلة، كما تم إعادة تشكيل (اللجنة الوطنية بشأن حظر استحداث وانتاج واستعمال وتخزين الاسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة، علاوة على ذلك فقد صدقت مملكة البحرين على البروتوكول الاضافي للاتفاق المعقود مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل تطبيق الضمانات في اطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الى جانب التوقيع على معاهدة الأمم المتحدة لتجارة الأسلحة، وفي هذا السياق ندعو سيادتكم الى تبني موقف مملكة البحرين ودول الخليج بخصوص نزع الأسلحة النووية من الخليج العربي، والتصدي لأنشطة ايران المزعزعة للأمن والاستقرار.

ولفت سعادة النائب السيسي إلى أن موضوع البيئة وتغير المناخ يُعد من الموضوعات الهامة في وقتنا الحالي، وهو أحد التحديات الرئيسية التي باتت تقلق العالم، وقد كان لمملكة البحرين مواقف دولية عديدة أكدت من خلالها إلى أهمية الاهتمام وتضافر الجهود الدولية لحماية مجتمعاتنا وحماية البيئة، حيث تضع مملكة البحرين أولوية كبيرة لهذا الملف، فقد انضمت مملكة البحرين إلى العديد من الاتفاقيات الدولية في هذا الشأن مثل: اتفاق باريس في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عام 2016، وغيرها، واستحدثت البرامج والمشاريع الداعمة لهذا التوجه بغية تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تراعي تغير المناخ والمحافظة على البيئة في شتى المجالات البيئية، هذا بالإضافة الى الحياد الصفري.

وأوضح سعادة النائب السيسي أن مملكة البحرين تلتزم دائماً بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، وعدم السماح للتدخل في شئوننا الداخلية، كما أننا ندعم كافة الجهود الساعية الى السلم والسلام في العالم من خلال المباحثات الودية ، والقنوات الدبلوماسية للتوصل للحلول المناسبة لمختلف القضايا، وقد كانت ومازالت مملكة البحرين تدعو لحل جميع النزاعات سلمياً بالجلوس على طاولة المفاوضات ، والعمل على توفير بيئة اقليمية ودولية يسودها السلام والأمن والاستقرار والتنمية المستدامة والتضامن والتعاون.