تلقت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء دعوة للمشاركة في الاجتماعات الدورية للجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية بشأن استدامة أنشطة الفضاء الخارجي على الأمد البعيد التي يعقدها مكتب الامم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (UNOOSA)، والتي تعد مملكة البحرين إحدى أعضاءها، حيث يقوم المكتب حاليا بالعمل على مشروع يهدف لرفع الوعي العالمي بمبادئ هذه اللجنة، ويعد المشروع حاليا في مرحلته الثانية. ويعكف المكتب على إعداد تقرير شامل سينشر بنهاية الربع الاول من العام الجاري. يستعرض هذا التقرير تجارب الدول الاعضاء في اللجنة في مجال الفضاء وتعزيز التعاون الدولي ومشاركة المعلومات ورفع مستوى الوعي العلمي والمجتمعي. وسيتم استخدام هذا التقرير لتشكيل التوجه العام للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي وضمان استدامة أنشطة الفضاء الخارجي على الأمد البعيد وتعزيزها، بالمعنى الذي يحمله على الصعيد الدولي والمبين في المبادئ التوجيهية المعتمدة من قبل المكتب.

وقد قام عدد من أعضاء فريق البحرين للفضاء برئاسة الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بتقديم ايجاز وطني لممثلي الامم المتحدة يستعرض جهود المملكة في قطاع الفضاء وخططها التشغيلية للاستخدام السلمي لهذا القطاع، وكذلك التحديات التي واجهتها وكيف تمكنت من تحويلها إلى فرص وقصص نجاح.

وقد قام أعضاء الفريق باستعراض السياسة العامة للمملكة والاطر التنظيمية للأنشطة الفضائية والتطرق الى تجربة المملكة في بناء القدرات الوطنية في قطاع الفضاء والتي أنتجت الاطلاق الناجح لأول قمر صناعي بحريني ضوء-1. كذلك تم مناقشة الدراسات البحثية التي قام بها مهندسي ومحللي من منتسبي الهيئة، والتي تهدف الى تلبية احتياجات المملكة وكذلك تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة، وأيضا تم استعراض جهود الهيئة في تعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء من خلال الانضمام للعديد من المنظمات الاقليمية والدولي، وبين الفريق لممثلي الامم المتحدة الدول والجهات التي تم التعاون معها في العديد من المشاريع والابحاث في الفترة الماضية. كما تم مناقشة المشاريع والخطط المستقبلية للهيئة والتي تهدف إلى تاسيس قطاع فضائي مستدام في المملكة.



وقد أشاد ممثلي الامم المتحدة بالهيئة وجهودها في خلق بيئة مستدامة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي. وكذلك تمت الاشادة بإنجازات الهيئة التي تم تحقيقها في وقت قياسي بالرغم من العديد من التحديات التي واجهت الهيئة مقارنة بالدول الاخرى الناشئة في هذا القطاع، خصوصا الدراسات النوعية في مجالات عديدة مثل التغير المناخي واستخدام الطاقة النظيفة، وغيرها مما ساهم في تعزيز البحث العلمي في المملكة.

وعن مشاركته في هذا الاجتماع، قال مهندس الفضاء أشرف خاطر: "تعد هذه أول مشاركة للهيئة في اجتماعات تقديم الايجاز لهذه اللجنة والتي تهدف الى تنظيم الانشطة الفضائية. لقد سعدت بالمشاركة في هذا الاجتماع مع أخواني وأخواتي في فريق البحرين للفضاء، وأنا فخور بإبراز دور الهيئة كممثل لمملكة البحرين في تعزيز الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي."

أما مهندسة الفضاء أمينة البلوشي فقد قالت: "اتاحت لنا المشاركة في هذا الاجتماع الفرصة للاطلاع على الجهود المبذولة من الامم المتحدة في اتاحة استخدام بيئة الفضاء لجميع البلدان بصرف النظر عن درجة تطورها الاقتصادي أو العلمي وبدون أي نوع من التمييز ومع إيلاء الاعتبار الواجب لمبدأ المساواة. وأيضا سمح لنا الاجتماع بالتواصل مع القادة وصناع القرار في قطاع الفضاء في مكتب الامم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي مما يعزز الجهود المبذولة من الهيئة في مجال التعاون والتنسيق الدولي لتحقيق الاستفادة القصوى لمملكة البحرين."

وقد أشاد الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء الدكتور محمد إبراهيم العسيري بمشاركة فريق البحرين للفضاء في الاجتماع وتقديم عرض الايجاز بكل احترافية حيث حظي بإشادة ممثلي الامم المتحدة، وأضاف العسيري: "تعد المشاركة في هذا المحفل فرصة لاستعراض تجربة المملكة في مجال الفضاء، وإبراز الجهود المبذولة من قبل الهيئة لتحقيق رؤية القيادة الحكيمة حفظها الله ورعاها في جعل مملكة البحرين في مصاف الدول الرائدة في مجال الفضاء عبر استغلال علومه وتقنيته وتسخيرها لصالح تحقيق الازدهار والتطور. كما تعد المشاركة في هذا الاجتماع الهام انطلاقة لمشاركات كثيرة ومتنوعة في المحافل الدولية خلال الفترة المقبلة بمشيئة الله."