خلال تدشين كتاب حول الشراكة الاستراتيجية البحرينية الإماراتية في إكسبو 2020


الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: نحن في الإمارات والبحرين شعبٌ واحد
قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، "إننا اليوم، نعتز غاية الاعتزاز، بالشراكة الاستراتيجية، بين البحرين والإمارات، وبالتزامنا معًا، بدعم قيم الأخوة، والتعاون، والعمل المُشترك بيننا، في كافة المجالات".

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها معاليه، بمُناسبة رعايته في معرض "إكسبو 2020 دبي" لحفل تدشين كتاب "الشراكة الاستراتيجية البحرينية الإماراتية: إرث الماضي.. تحديات الحاضر.. آفاق المُستقبل"، الذي أصدره مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" بالتعاون مع مؤسسة وطني الإمارات، يوم السبت 26 فبراير 2022م، بحضور لفيفٍ من المسؤولين والخبراء والإعلاميين والمُهتمين، وأشار إلى حرص البلدين على تنمية عناصر القوة في علاقتهما الأخوية، "في إطارٍ يُحافظ على تُراثنا الخالد، وإنجازاتنا العميقة، وعلى القيم والمبادئ الإنسانية، التي تُحقق الوحدة والتماسك، في مسيرة المُجتمع – نحن في الإمارات والبحرين، ولله الحمد، شعبٌ واحد، يجمعنا التاريخ العريق، والأهداف المُشتركة، والعزم والقُدرة على التعامل مع تحديات الحاضر، وتطورات المُستقبل، بكفاءةٍ وثقةٍ ونجاح".

وشدد "إن إصدار هذا الكتاب القيم، وهذا الاحتفال بتدشينه، هنا في جناح مملكة البحرين الشقيقة، في إكسبو 2020 دبي، إنما هو تعبيرٌ صادق، عن عُمق العلاقات الأخوية الوثيقة، بين مملكة البحرين ودولة الإمارات، في كافة المجالات، وعلى مختلف المستويات"، لافتًا إلى أن هذا الاحتفال "هو تجسيدٌ حي، لما نشعر به من فخر ومباهاة، من أن الله سبحانه وتعالى، قد وهب للإمارات والبحرين معًا، شعوبًا معطاءة، وقادة عظماء، يُعاهدون الله، إخلاصًا وولاءً وحبًا حقيقيًا، للوطن والأمة، بل وللإنسانية في كل مكان".


فيما أكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" أن العلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أرسى دعائمها الصلبة، وأركانها الراسخة، الأجداد والآباء، كانت وستظل محل كل الرعاية والعناية والاهتمام من قيادتي وشعبي البلدين، وستبقى نموذجًا يحتذى للعلاقات بين الأشقاء.

وأوضح الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن الاحتفال بتدشين هذا الإصدار النوعي الذي قام مركز "دراسات" بإعداده بالتعاون مع مؤسسة "وطني الإمارات"، يواكب مناسبة مرور نصف قرن، على قيام اتحاد دولة الإمارات، والذي كان إيذانًا بدولة محورية ومتألقة، تمكنت من إنجاز خطوات عملاقة ورائدة في كافة المجالات، لتكون خلال فترة وجيزة من عمر الأمم، في مصاف الدول المتقدمة، ولتثبت عملاً وواقعًا أن هذا الاتحاد الوثيق هو الأهم في التاريخ الحديث للمنطقة بأسرها، معربا عن سعادته بالمشاركة في فعاليات "اكسبو 2020 دبي"، باعتباره حدثًا عالميًا، يؤكد المكانة المتميزة التي وصلت إليها دولة الإمارات العربية المتحدة، وما تتمتع به من إمكانات بشرية وتكنولوجية، وانفتاح على مختلف الثقافات.

وأشار رئيس مجلس الأمناء، إلى أن هذا الإصدار، يتخطى حدود الرصد والتوثيق، إلى تقديم رسالة ومنهاج، بأن البلدين في ظل قيادتيهما الحكيمة، يتجهان معًا بخطى واثقة نحو المستقبل، كما يعبّر عن مسيرة فريدة وممتدة، تقدم الكثير من الدروس والعبر، التي نستلهمها بكل فخر واعتزاز.

واستعرض الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، عددًا من أبرز المحطات الرئيسية في علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في الفترة الأخيرة، ومنها الزيارة الناجحة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى دولة الإمارات في شهر نوفمبر الماضي، وما حققته من نتائج إيجابية ومثمرة على كافة المستويات، وإطلاق أول قمر صناعي بحريني إماراتي مشترك، يحمل اسم "ضوء 1"، إلى جانب الدور المحوري للبلدين الشقيقين في الدعوة إلى إحلال السلام والتعايش، واستثمار الشراكات بين الحضارات لخدمة الإنسانية.

وخلص رئيس مجلس الأمناء، إلى أن الكتاب يؤطر لحقيقة ثابتة مفادها أن رباط الأخوة والمحبة بين البلدين والشعبين الشقيقين، سيظل قائمًا ومستمرًا نتوارثه جيلاً بعد جيل، كشركاء في التاريخ والتنمية والسلام.

ومن جانبه، أكد الدكتور ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة "وطني الإمارات"، "إن العلاقة الاستثنائية بين مملكة البحرين الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، تمتد جذورها لعقود طويلة، برهانها على الثوابت التاريخية والوطنية والقومية العربية والأخلاقية، والإنسانية، ماجعل منها نموذجا عربيا متفردا للشراكة الاستراتيجية في مسيرته ومساره، وفي رؤيته المختلفة للمستقبل بكل مفرداته ومستوياته سياسيا وأمنيا ودفاعيا واقتصاديا وتكنولوجيا ومعرفيًا".

مؤكدًا إلى "أن القواسم التاريخية والرؤى المستقبلية المشتركة بين البلدين الشقيقين، تمثل حجر الأساس في إرساء تعاون إقليمي، يضيف الكثير إلى العلاقات البينية، وتعزيز التكامل الخليجي، وحفظ أمن واستقرار المنطقة، مبينا أن هناك توافقًا مشتركًا على الدوام في مختلف المجالات، وحيال مواجهة جميع التحديات، في ظل منهج واقعي ومقاربة عقلانية للرؤى والقضايا القائمة".

مُشيرًا إلى أن هذا الكتاب ليس توثيقًا للشراكة الاستراتيجية بين البلدين فحسب، وإنما هو تأكيد وترسيخ لرؤية البلدين في تأصيل مفردات التضامن العربي من أجل مستقبل يسوده التسامح والتعاون والسعادة والسلام".

ويمثل كتاب "الشراكة الاستراتيجية البحرينية الإماراتية: إرث الماضي.. تحديات الحاضر.. آفاق المستقبل"، إضافةً نوعيةً للمكتبة الخليجية والعربية، حيث يُقدم رؤيةً شاملةً وقراءةً تحليليةً لمُختلف مسارات العلاقات البحرينية - الإماراتية، بما يُسهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.