الحرة

تشتهر الكثير من الدول بصناعاتها والمنتجات والبضائع التي تصدرها إلى الخارج، ولكل دولة ما يميزها، وعلى غرار صناعة السيارات في ألمانيا والساعات في سويسرا والعطور في فرنسا والحبوب والقمح في أوكرانيا، تتميز تايوان بصناعة المعالجات الرقمية، التي يسميها البعض "الرقائق الإلكترونية"، والتي تدخل في صلب صناعة الإلكترونيات والكهربائيات.

وتبرز تساؤلات نتيجة المخاوف من اجتياح صيني محتمل للجزيرة، وانعكاس هذا السيناريو على الاقتصاد العالمي، وعمليات الصناعة وسلاسل التوريد في جميع أنحاء العالم، مما يفاقم من المشاكل الاقتصادية التي ظهرت بعد جائحة كورونا وتأثرت بالغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي هذا الإطار، يحذر رئيس شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC)، والتي تصنع معالجات لشركات تكنولوجية شهيرة، من أن أي حرب محتملة بين الصين وتايوان "ستجعل الجميع خاسرين".

وقال مارك ليو، رئيس TSMC، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، الأحد، إنه إذا غزت الصين تايوان، فإن مصنع المعالجات "سيكون غير قابل للتشغيل".

وأوضح ليو أن المصنع "لن يكون قادرا على العمل لأنه يعتمد على سلاسل التوريد العالمية".

وشركة TSMC لصناعة المعالجات الرقمية هي "الشركة الأكثر تقدما في العالم" بهذا المجال، و"تصنع المعالجات لشركات أميركية مثل آبل (Apple) وكوالكوم (Qualcomm)، وهي تسيطر على أكثر من 50٪ من سوق أشباه الموصلات في العالم"، وفقا لموقع "سي أن بي سي".

ويذكر أن المعالجات الرقمية وأشباه الموصلات تدخل في صناعة الكثير من المنتجات التي تستخدم يوميا، ومنها الكمبيوتر والهاتف الذكي والسيارة وجميع الاجهزة الإلكترونية الأخرى.

وتأتي هذه التصريحات، في وقت تصاعدت فيه حدة التوترات بين الصين وتايوان في الأيام الأخيرة، مع زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، للجزيرة.

وقال ليو: "الحرب لا تجلب منتصرين، الجميع خاسرون".

وقارن ليو أي نزاع محتمل في تايوان بالغزو الروسي لأوكرانيا، قائلا إنه في حين أن النزاعين مختلفان تماما، فإن التأثير الاقتصادي على الدول الأخرى سيكون مماثلا.

وبحلول عام 2020، كانت تايوان هي الرائدة في صناعة أشباه الموصلات العالمية، عبر شركة TSMC وحدها، التي تمثل أكثر من 50٪ من السوق العالمية، وفقا لموقع "فوكس تايوان".

وتايوان هي مركز عالمي للحوسبة والاتصالات وإدارة البيانات، ولديها مجموعة من الخوادم الكبيرة (سيرفرات) العاملة في البلاد. ويعتقد أن مركز بيانات غوغل في "شانغوا" (Changhua) هو الأكبر في آسيا. وترتبط تايوان جيدا بشبكة كابلات الألياف الضوئية العالمية تحت سطح البحر، وفقا لموقع "آسيا تايمز".

وتمثل الصادرات حوالي 70 في المئة من إجمالي الناتج المحلي في تايوان، ومنتجات الصادرات الرئيسية هي: الإلكترونيات (33.1٪)، منتجات تقنية المعلومات والاتصالات والمنتجات السمعية والبصرية (10.8٪)، المعادن الأساسية (8.8٪)، البلاستيك والمطاط (7.1٪)، الآلات (7.5٪)، وفقا لموقع "تريدنغ إكونوميكس".

وشحنت تايوان ما قيمته 447.6 مليار دولار أميركي من البضائع إلى جميع أنحاء العالم في عام 2021.، وفقا لموقع "worldstopexports"، الذي عدد أبرز 10 صادرات في تايوان، ومنها:

الآلات والمعدات الكهربائية: 219.3 مليار دولار أميركي (49٪ من إجمالي الصادرات).

أجهزة إلكترونية وكمبيوتر: 57.6 مليار دولار (12.9٪).

وتعتبر تايوان أيضا منتجا رئيسيا لآلات ومعدات الرياضة واللياقة البدنية، و"هي رائدة عالميا في صناعة معدات الغولف حيث يتركز 80٪ من الإنتاج العالمي فيها، وفقا لـ"تايوان نيوز" و"سي دبليو" (مجلة كومنويلث).