الحرة

بعد تعرضها لضربة كبيرة بسبب جائحة فيروس كورونا في عام 2022، انتعشت المصانع الصينية بقوة غير متوقعة، الشهر الماضي، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

وارتفع المؤشر الرسمي لنشاط الصناعات التحويلية، استنادا إلى استطلاعات مديري المشتريات في الشركات في الصين، في فبراير من الشهر السابق إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عقد.

كما ارتفع مؤشر نشاط قطاع الخدمات، وذكرت الصحيفة أن الارتفاعين يشيران إلى أن الأعمال قد توسعت للشهر الثاني على التوالي، بعد الانكماش أثناء إجراءات الحجر الصحي التي فرضتها بكين للحد من انتشار الفيروس.

وبعد عام من عمليات الإغلاق المتواصلة التي شلت معظم أنحاء البلاد، رفعت بكين القيود دون سابق إنذار، في أوائل ديسمبر.

وأدى الانعكاس المفاجئ في السياسة إلى الكثير من الإصابات وتشير التقديرات التقريبية إلى أن ما يصل إلى 1.5 مليون شخص قد ماتوا في موجة كوفيد لكنه حرر الاقتصاد أيضا.

وجاءت هذه الأنباء المتفائلة قبل أيام فقط من اجتماع قادة الصين لحضور الاجتماع السنوي للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.

والصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وقدرتها التصنيعية هائلة، حيث تنتج مصنوعات أكثر من الولايات المتحدة وألمانيا واليابان مجتمعة.

وكان معدل النمو الاقتصادي في الصين البالغ 3 في المئة بعام 2022 أحد أسوأ المعدلات منذ ما يقرب من نصف قرن.

ويتوقع الاقتصاديون أن ينتعش النمو هذا العام، حيث يتوقع صندوق النقد الدولي توسعا بنسبة 5.2 في المائة.

لكن الضرر الناجم عن ثلاث سنوات من سياسات "صفر كوفيد" في الصين سيستغرق وقتا للشفاء، كما تقول الصحيفة.

وأجبرت عمليات الإغلاق الممتدة الشركات الصغيرة على الإغلاق بشكل دائم، وأثرت حملات الاختبارات واسعة النطاق على الموارد المالية الحكومية.

من جهة أخرى يحفز انتعاش الاقتصاد زيادة في الطلب على الفحم الحجري في الصين، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.

الصين تستهلك نحو ثلث الاستهلاك العالمي من الفحم

الصين تستهلك نحو ثلث الاستهلاك العالمي من الفحم

ويوم الثلاثاء، قالت الصين إن استخدام الفحم ارتفع بنسبة 4.3 في المئة في عام 2022 مقارنة بالعام السابق، وهي زيادة أعلى من المتوقع.

وتعتبر الصين مسؤولة عما يقرب من ثلث اجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.

وتعتبر زيادة استهلاك الصين للفحم علامة سيئة بالنسبة للجهود المبذولة للحد من تغير المناخ، مع أن وول ستريت جورنال تقول إن مشروع الكربون العالمي، وهو اتحاد أبحاث ينتج بيانات سنوية تركز على الانبعاثات وتستخدمها الأمم المتحدة، في نوفمبر، أن انبعاثات الصين قد انخفضت بنسبة 0.9 في المئة.

ويقدر مرصد الكربون حاليا أن انبعاثات الصين انخفضت بنسبة 1.5 في المئة، وقالت وكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع أن تظل انبعاثات الصين ثابتة على نطاق واسع.

ولكن مع تصاعد الاقتصاد الصيني الذي أعيد فتحه حديثا، يمكن أن ترتفع الانبعاثات مرة أخرى، وفقا للصحيفة.

وأضافت الصين رقما قياسيا بلغ 125 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهو إنتاج أكثر من الولايات المتحدة وأوروبا والهند مجتمعة.

وتقول بكين إنها تهدف إلى توفير 160 غيغاواط أخرى من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في عام 2023.

وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإن هذه الطاقة المتجددة ستحول محطات الفحم إلى محطات احتياطية.