ألقى الرئيس الإقليمي لشركة هواوي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ستيفن يي، كلمة افتتاحية في قمة سامينا لقادة قطاع الاتصالات التي جمعت كوكبة من قادة الاتصالات وتقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة وحول العالم، مقدماً رؤية الشركة المستقبلية لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات التي تعكس نهج الاستدامة القائم على شعار "اتصال مستدام لاقتصاد رقمي مزدهر".

وأكد أن أولويات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات المستقبلية تتمثل بالاستدام وتنمية المواهب المحلية، وأن دول الخليج العربي ودول كثيرة في المنطقة كانت من أوائل الدول على مستوى العالم في ردم هوة الرقمنة وتبني تقنيات الاتصال الحديثة، وتحتل اليوم مركز الصدارة في نشر شبكات الجيل الخامس 5G واستخداماتها التجارية، وتعمل حالياً على توفير بيئة مواتية للمضي قدماً في تطوير شبكات الجيل الخامس والنصف 5.5G.

وقال ستيفن: "مما لا شك فيه أن الاقتصاد الرقمي يضطلع بدور محوري في دفع عجلة النمو الاقتصادي العالمي. وسيسهم الذكاء الاصطناعي - باعتباره أهم التقنيات- في بناء عالم ذكي وحفز تقدم الاقتصاد الرقمي، حيث عزز الصعود السريع لهذه التقنية الطلب على قدرات الحوسبة بشكل ملموس. ولاكتساب المزيد من الدقة والكفاءة، تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من البيانات التي يجب إرسالها بسرعة ومعالجتها بكفاءة وتخزينها بشكل آمن عبر شبكات الاتصالات".



ومن المتوقع أن تبلغ قيمة الاقتصاد الرقمي المزدهر 30 تريليون دولار بحلول عام 2030. وتؤمن هواوي أن النمو الاقتصادي الرقمي المستدام سيرتكز على ثلاث قدرات: قدرة الإرسال التي تستطيع دعم ما يزيد على 200 مليار اتصال عالمي؛ وقدرة الحوسبة التي تستطيع تلبية متطلبات حوسبة الذكاء الاصطناعي المتنامية بمقدار 500 ضعف؛ وقدرة التخزين المذهلة البالغة 1 يوتابايت (كوادريليون جيجابايت) من البيانات سنوياً.

وشدد على أن بناء هذه القدرات ينطوي على استثمار مستمر في البنية التحتية للاتصال، ونشر التقنيات الخضراء، ودعم المواهب الرقمية المحلية.

وأضاف إي: "يتطلب عالم اليوم المترابط استثماراً في قدرات شبكات الاتصالات. إذ تضطلع هذه الشبكات بدور حيوي في ربط الأفراد مع بعضهم ومع الأشياء، وربط الأشياء مع بعضها، وإرسال البيانات بسرعة ودقة. ويمكن للبنية التحتية المتطورة للاتصال أن تسد الفجوة الرقمية وتطلق العنان لمزايا الاقتصادات الرقمية التي تتطلع لبنائها دول المنطقة".

وأشار إلى أن شبكة الجيل الخامس 5G هي خير مثال على تقنية الاتصال القادرة على تقديم فوائد ملموسة على الأصعدة الاجتماعية، والصناعية، والاقتصادية، والاستدامة. ويوجد حالياً 17 شبكة جيل خامس 5G تجارية في منطقة الشرق الأوسط، بتغطية تصل إلى 45 مليون نسمة.

كما شدد أنه في الوقت الذي تتصدر فيه دول منطقة مجلس التعاون الخليجي المراحل الأولى على مستوى العالم في نشر شبكات الجيل الخامس 5G وتطبيقاتها التجارية، من المهم أن تتواصل جهود تطوير البنية التحتية للاتصال، وتبني أحدث التقنيات في مرحلة شبكات الجيل الخامس والنصف 5.5G لتمكين سرعة نقل البيانات البالغة 10 جيجابت في الثانية في أي مكان، وبالتالي دعم جميع سيناريوهات إنترنت الأشياء، ودمج تقنيتي الاستشعار والاتصال. ويمثل التطور المستمر باتجاه حقبة الجيل الخامس والنصف السبيل لضمان قدرة البنية التحتية على توفير تجربة أكثر شمولاً وإطلاق العنان للقدرات الكامنة في سبيل تحقيق النمو الاقتصادي الرقمي المستدام.

ولفت يي إلى الدور الحيوي لشبكات الجيل الخامس والخامس والنصف كالحلول القائمة على تقنية المعلومات والاتصالات قادرة على إحداث خطوات ملموسة نحو إرساء اقتصاد رقمي، وهو ما يتمثل في العديد من النتائج الهامة مثل تحقيق أعلى معدل وصول إلى الإنترنت لمزيد من الفوائد الاجتماعية، والإسهام في الناتج الإجمالي المحلي، ودفع عجلة النمو الاقتصادي، ورفد نهج الاستدامة بإمكانات جديدة، وتوفير استهلاك الطاقة من خلال شبكات الجيل الخامس 5G.

وأضاف يي: "سيتطلب الاقتصاد الرقمي المستدام ما هو أكثر من الاتصال، إذ يجب منح الأولوية لحلول تقنية المعلومات والاتصالات الخضراء. فمن الضروري أن نأخذ بعين الاعتبار الأثر البيئي الناتج عن تبني التقنية وتوسيع نطاق الشبكات الرقمية. ونحن نستطيع حماية البيئة ومواصلة بناء الاقتصاد الرقمي من خلال إرساء بنية تحتية لتقنية المعلومات والاتصالات تكون صديقة للبيئة وتستهلك الطاقة بكفاءة. علاوةً على ذلك، ستعزز تقنية المعلومات والاتصالات الممارسات المستدامة على مستوى القطاع". وتشير التوقعات إلى أن تبني الحلول الرقمية المدعومة بتقنية المعلومات والاتصالات سيساهم في خفض انبعاثات الكربون العالمية بنسبة 20% بحلول عام 2030.

وأوضح أن الاقتصاد الرقمي المستدام يتطلب مجموعة كبيرة من المواهب المحلية الضليعة في التعامل مع أحدث التقنيات والقادرة على التكيف مع التطورات الجديدة بسرعة. وبالتالي، يتعين على الحكومات والشركات الاستثمار بشكل مستمر في برامج التدريب والتأهيل لضمان بناء قوة عاملة تمتلك المهارات اللازمة لتحقيق النجاح في الاقتصاد الرقمي.

وتتمتع هواوي بتاريخ طويل في العمل مع الحكومات والأوساط الأكاديمية والقطاع لإثراء منظومة مواهب تقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة. وتعمل مبادرات المسؤولية الاجتماعية التي تتبناها الشركة على تمكين آلاف الشباب العرب سنوياً من الارتقاء بمسيرة عملهم في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، بما في ذلك برنامج "بذور من أجل المستقبل"، ومسابقة هواوي السنوية لتقنية المعلومات والاتصالات، وأكاديمية هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات، ومراكز الابتكار المشتركة، والمختبرات، وغيرها من مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات. وفي منطقة الشرق الأوسط، أنشأت هواوي 186 أكاديمية لتقنية المعلومات والاتصالات، وشارك أكثر من 4.000 طالب في برنامجها الرائد "بذور من أجل المستقبل"، مما ساعد أكثر من 57,000 شخص في الحصول على شهادة هواوي. وبشكل عام، دربت الشركة أكثر من 150,000 موهبة بمجال تقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط، وهي ملتزمة بتحقيق المزيد بالتعاون مع الشركاء.

وأضاف يي: "بذلنا جهوداً حثيثة طوال العقود الماضية لإحداث تأثير اجتماعي إيجابي في جميع البلدان التي نعمل فيها، وذلك عبر توفير مئات وآلاف فرص العمل للسكان المحليين، والعمل عن كثب مع الشركاء المحليين، ودعم أكثر من 100,000 من المواهب المحلية في تقنية المعلومات والاتصالات من خلال إطلاق العديد من برامج التدريب والتأهيل. وسنواصل العمل مع شركائنا لاستقدام تقنيات جديدة رائدة إلى المنطقة ستثري حياة السكان بخدمات رقمية غامرة، وتدعم الحلول الذكية التي تسهم في تسريع وتيرة التحول الرقمي للقطاع وتعزز القيمة الاجتماعية المرتبطة بذلك".