محمد الرشيدات



مكاتب السفر تتسابق على تقديم العروض..

أبل: وجهات جديدة يغلب الفضول عند السائح البحريني لاستكشافها

أمين: وكالات السفر تراعي الإمكانات المادية للمسافرين


استحوذت دول أوروبا على النصيب الأوفر بنسبة 70% كإحدى الوجهات المرغوبة عند السائح البحريني نظراً إلى كلفتها السياحية المنخفضة، فيما تراعي معظم وكالات السفر والسياحة بالمملكة ميول المواطنين والمقيمين بحسب إمكاناتهم المادية، لتكون الخيارات المطروحة متاحة أمامهم.

وأكد رئيس جمعية مكاتب السفر والسياحة في البحرين جهاد أمين لـ«الوطن» وجود مصداقية وواقعية بالنسبة للعروض التي تقدّمها مكاتب السياحة والسفر في البحرين، إلّا أن اختلافاً قد يحدث في جزئية الأسعار يكون نتيجةً للطلب المتزايد على تلك البرامج السياحية.

ونوّه إلى أنّه كلّما تأخّر الوقت بين لحظة الحجز وموعد السفر ترتفع الأسعار، لتصبح تلك العروض التي طرحتها المكاتب السياحية غير متوافرة.

أمين أشار أيضاً إلى ظهور بعض وجهات السفر الجديدة التي باتت تلفت نظر السائح البحريني وتجذبه إليها، بعدما تم افتتاح خطوط طيران مباشرة لها، ولعلّ من أبرزها روسيا وإسبانيا وإيطاليا واليونان، بالإضافة إلى بولندا والبوسنة والشمال من فرنسا ممن أصبحت خيارات معتمدة لدى السائح تنافس جورجيا وماليزيا وأذربيجان.

ولفت إلى أن معظم وكالات السفر والسياحة بالمملكة لطالما راعت ميول المواطنين والمقيمين للسفر والسياحة بحسب إمكاناتهم المادية، لتكون الخيارات المطروحة متاحة أمامهم، وتحديداً السفر إلى العواصم الأوروبية المناسبة لذوي الدخل الجيد، ليتراوح متوسط كلفة السفر إلى بعض الدول الأوروبية بين الـ1000 والـ1400 دينار للفرد الواحد شاملاً تذاكر الطيران والسكن والتنقلات بين ما لا يزيد عن 4 عواصم أوروبية لمدة لا تقل عن 10 أيام و14 يوماً، متوقعاً أن تكون موسكو هي العاصمة الأوروبية الأكثر زيارة هذا العام بسبب رحلات الطيران المباشرة إليها عبر خطوط طيران الخليج تعتمدها رحلات جماعية للذهاب إلى العاصمة الروسية وإلى مدينتي سوتشي وسانت بطرسبورغ بسعر تذكرة للشخص تتفاوت بين الـ250 والـ280 ديناراً.

فيما وصف جاسم أبل صاحب أحد المكاتب السياحية، الموسم السياحي هذا العام بـ«الجيد» حتى الآن، وخصوصاً فيما يتعلّق بمدى إقبال السائح البحريني على زيارة مختلف الدول السياحية التي اعتاد على زيارتها، أو كتلك التي طفت إلى السطح مؤخّراً كوجهات جديدة يرغب في استكشافها، فيها من البرامج الممتعة والأماكن العصرية والطبيعية ما يستحق خوض التجربة.

وأكّد أنه منذ انتهاء العام الدراسي وتحديداً من منتصف شهر يونيو حتى أواخر شهر أغسطس يبدأ موسم الرحلات الصيفية، الأمر الذي تسارع فيه مكاتب السياحة بطرح برامجها ووجهاتها السياحية ووضعها بين يدي المواطنين والمقيمين على حدّ سواء ممن يحددون الوجهة التي في الغالب ما تكون الدولة المستهدفة تتمتّع بجو معتدل وبارد نسبياً في مثل هذه الفترة من السنة، وينشط فيها المجال السياحي الخارجي على سبيل الحصر، نظراً إلى ما تشهده البحرين وباقي دول الخليج من ارتفاع كبير في درجات الحرارة، لتجد رغبة قوية من قِبَلِ الأُسَرْ والأفراد لقضاء فترة من الزمن خارج المملكة كعادة سنوية من أجل بثّ الحيوية في نفوسهم وتجديد المزاج والترفيه عن الروح لتكون إيجابية بعيداً عن ضغوط الحياة.

وأضاف أن معظم مكاتب السياحة في البحرين تقدّم منتجات متنوعة وباقات متعددة ومؤمّنة لزيارة مختلف الدول التي نجحت في أن تكون وجهة سياحية معتمدة، تشمل تأشيرة السياحة إذا تطلّب الأمر، وتذاكر الطيران، وحافلات حديثة تُقلّ السياح من وإلى المطار، وخلال ذلك إلى مختلف المراكز الترفيهية والتاريخية، وحجز الفنادق، وتحديد البرامج السياحية في البلد الذي يريد السائح زيارته، ورسوم دخول المناطق السياحية، بالإضافة إلى وجود مرشد سياحي ومشرف إداري لمتابعة راحة المسافرين.

أبل أشار كذلك إلى أن دول القارّة الأوروبية تحظى بالنصيب الأكبر وبنسبة 70% كإحدى الوجهات المرغوبة عند السائح البحريني، مسترسلاً في ذكر البلدان التي وضعت ذاتها على الخارطة السياحية حديثاً، لتصبح مرغوبة عند السائح الخليجي عموماً، ومنها دول البلطيق، مثل ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، وغيرها من باقي البلدان من أهمّها بولندا، التي تشهد إقبالاً كبيراً من قِبل الراغبين في زيارتها نظراً إلى كلفتها السياحية المنخفضة، ولرخص الأسعار فيها، ولما تتمتع به من طبيعة خلّابة في أغلب مناطقها، فضلاً على قربها لأبرز الدول الأوروبية مثل النمسا وألمانيا والتشيك وسويسرا وإيطاليا ومعظم الدول الإسكندنافية، والتي هي دول يحرص السائح على زيارتها بين الحين والآخر إما من أجل السياحة أو التجارة أيضاً.

إلى جانب ذلك تبرز العديد من الدول التي نجحت في تسويق نفسها سياحياً، مثل الشمال التركي والبوسنة عبر رحلات طيران مباشرة من البحرين إلى سراييفو، ناهيك عن جمهورية قرغيزيا التي لا تبعد عن البحرين سوى 3 ساعات بالطائرة، وتكثر فيها المناظر الخلابة والأجواء الباردة والساحرة في ذات الوقت، وطبيعة جميلة من ماء وخضرة وجبال تضمّ العديد من المغامرات التي يمكن للسائح خوضها كالتسلّق وركوب التلفريك، إلى جانب حقيقة الأجواء الإسلامية فيها ووفرة الأكل الحلال، وسهولة السفر إليها.

وتشهد روسيا هي الأخرى إقبالاً لافتاً على زيارتها من قبل المواطنين بسبب وجود رحلة مباشرة من المنامة إلى موسكو على متن طيران الخليج، بالإضافة إلى جوّها البارد قليلاً وخصوصاً في هذه الفترة من العام، ناهيك عن بنية تحتية قوية ومتطورة، وجميع مقومات السياحة النموذجية.

أبل نوّه إلى أن الأسعار في الوقت الحالي تعتبر إلى حد ما منخفضة إذا ما قورنت بالأسعار المتداولة العام الماضي، وذلك بسبب ربط الرحلات بفترات طويلة مع الطيران والفنادق وخط سير الرحلة السياحية والكثير من البرامج التي يتم وضعها في إطار باقة متكاملة، وهذا ما من شأنه التخفيف عن جيب السائح، حيث إذا أراد الذهاب بمفرده إلى إحدى الدول الأوروبية على سبيل الذكر بعيداً عن حسابات الباقة سيكلّفه ذلك أكثر من 1400 دينار لمدة 10 أيام، في حين إذا رغب بالسفر ضمن مجموعات سياحية فستكلّفه ذات المدّة 800 دينار فقط، لذلك العوائل تتّجه للتسجيل في قروبات سياحية، وتحديداً كتلك المكونة من أكثر من 5 أشخاص للحصول على سعر تفضيلي وفرصة سياحية ممتعة.

إلى الجانب الآخر من الآراء، يرى المواطن عبدالرحمن علي أن بعض الدول السياحية من بعد أن انتشر صيتها السياحي بدأت في رفع أسعار البرامج والعروض حتى الأماكن الترفيهية التي تجذب السائح أثناء زيارته لها، مشيراً إلى أنه من خلال رحلته التي قام بها إلى إحدى الدول الأوروبية فوجئ بوجود مبالغ إضافية فرضتها هذه الدولة على السائح الخليجي تحديداً، على الرغم من معرفته للأسعار الفعلية قبل وصوله، وكان لا بُدّ من الاستسلام للواقع ودفعه الزيادة دونما أي اعتراض.

وبيّن أن عديد بلدان العالم المشهورة سياحياً لا تألو جهداً في استخدام أحدث أساليب الدعاية والإعلان لجذب السياح إليها، وتقديم عروض تنافسية تزيد من نسب الإقبال على زيارتها من مختلف الجنسيات لتصبح وجهة سفر مفضّلة من حيث تكاليف المعيشة والإقامة وقلة اشتراطات السفر.

ونوّه إلى أنه استطاع العام الماضي عبر جهده الشخصي أن يقتنص عرضاً من نافذة إحدى المواقع لزيارة البوسنة والإقامة فيها لمدّة 8 أيام بسعر لا يتجاوز الـ300 دينار، شملت الفندق والمواصلات وحضور بعض البرامج الترفيهية، والذهاب إلى بعض الأماكن الطبيعية.