تعرضت ثروة الملياردير الأمريكي، ومالك شركة "تسلا" لصناعة السيارات الكهربائية، لخسائر قياسية فقد خلالها نحو 30 مليار دولار في يومين، لتهبط من 184 مليار دولار إلى 155 مليار دولار وفقا لتصنيف فوربس.

جاء ذلك بعد التراجعات العنيفة لقيمة أسهم "تسلا"، والتي هبطت بحوالي 10 بالمئة خلال تعاملات الثلاثاء لتهبط إلى مستويات 650 دولارا بخسائر بلغت نحو 58 دولارا للسهم.



وقالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، إن ماسك، الذي يحتل المرتبة الثانية في قائمة أثرياء العالم، خسر 15.2 مليار دولار بعد هبوط أسهم "تسلا"، خلال تعاملات الاثنين بنسبة 8.6 بالمئة، إلى مستويات 714 دولارا بخسائر بلغت 67 دولارا للسهم الواحد.

وتراجعت أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية بنسبة 17 بالمئة خلال الأسبوع حتى جلسة الأربعاء عن مستويات عالية قياسية.

ونقلت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، الخميس، عن مصدر مطلع أن تسلا أبلغت موظفيها أنها ستوقف مؤقتا بعض الإنتاج في مصنع لتجميع سياراتها في كاليفورنيا.

وقالت الوكالة، إن العاملين في خط إنتاج سيارات الفئة 3 في فريمونت أُبلغوا بأن الخط سيتوقف في الفترة من 22 شباط/فبراير إلى السابع من آذار/مارس.

ومنذ شهور طويلة يتبادل ماسك وجيف بيزوس مؤسس شركة "أمازون"، التربع على عرش أغنى أثرياء العالم، ولم يحدث خلال تلك الفترة الطويلة أن تخلى إيلون ماسك مؤسس عملاق السيارات الكهربائية عن المركز الثاني في أسوأ التقديرات.

إلا أنه ومنذ لحظات نجح الملياردير العجوز برنارد أرنو في الإطاحة بإيلون ماسك من المرتبة الثانية بقائمة الأغنى في العالم، بفضل تصريحات هامة لرئيس الفيدرالي الأمريكي يبدو أنها قد عمقت من معاناة مؤسس تسلا. وفقا لموقع "Investing".

ورغم أن بيزوس خسر 3.73 مليارات دولار بعد تراجع أسهم بنسبة 2.13 بالمئة إلى مستويات 3180 دولارا للسهم الواحد، إلا أنه احتفظ بالمركز الأول في قائمة أثرياء العالم بثروة بلغت 186 مليار دولار.

ويعتقد خبراء أن الخسارة التي تعرض لها إيلون ماسك تعود إلى حد ما إلى تغريدته في نهاية الأسبوع التي قال فيها إن سعر البيتكوين والإثيريوم مفرط في الارتفاع.

وخلال العام الماضي 2020 قفزت أسهم تسلا بأكثر من سبعة أضعاف بارتفاع 700 بالمئة، وزادت ثروة ماسك بأكثر من 100 مليار دولار ليصبح في إحدى الفترات القريبة أغنى أثرياء العالم.

وتسجل أسهم تسلا تلك الارتفاعات رغم أنها كسبت في الربع الرابع 270 مليون دولار من الدخل الصافي، لكن ذلك كان مدعوما ببيعها 401 مليون دولار من الديون التنظيمية لصانعي السيارات الآخرين الذين يحتاجون إلى الوفاء بالتزامات الانبعاثات.

وقد تجاوزت مبيعات تسلا الائتمانية بشكل ملحوظ صافي الدخل لمدة خمسة فصول متتالية، وقد تصبح هذه الائتمانات أقل قيمة بمرور الوقت، مع زيادة عدد الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية.

وفي مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي قفزت أسهم تسلا إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق لتقفز إلى مستويات 880 دولارا. لكنها سرعان ما لبثت أن تراجعت إلى مستويات 740 دولارا الحالية، تزامنا مع اهتمام رئيسها التنفيذي بالعملات المشفرة.

وهوت بتكوين، أكبر العملات المشفرة، بما يصل إلى ستة بالمئة، الجمعة، لتبلغ أدنى مستوياتها في أسبوعين، إذ أدى اضطراب في أسواق السندات العالمية إلى ارتفاع العوائد وأوقد شرارة مبيعات في الأصول العالية المخاطر.

ونزلت أكبر العملات المشفرة في العالم إلى المستوى المنخفض 44451 دولارا قبل أن تعوض بعض خسائرها. وسجلت في أحدث التداولات انخفاضا 1.3 بالمئة إلى 46 ألفا و588 دولارا.

والبيع تكرار لما شهدته سوق الأسهم، إذ نزلت الأسهم الأوروبية بما يصل إلى 1.5 بالمئة، في ظل تضرر الطلب جراء مخاوف بشأن ارتفاع التقييمات. وتراجعت الأسهم الآسيوية مسجلة أكبر نزول في تسعة أشهر.

وارتفعت بتكوين نحو 60 بالمئة منذ بداية العام، لتبلغ أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 58354 دولارا هذا الشهر إذ تبنت شركات رئيسية مثل تسلا وماستركارد العملات المشفرة.