يستعد تجار العملات المشفرة في كوريا الجنوبية لتحمل خسائر تزيد عن تريليون وون (2.6 مليار دولار) بسبب إصلاحات تنظيمية، لواحد من أكبر أسواق العملات الرقمية في العالم، من المتوقع أن تغلق على إثرها نحو ثلثي بورصات العملات المشفرة في البلاد.

وذكر تقرير لصحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية نشرته اليوم الاثنين، أن ”لجنة الخدمات المالية، الجهة الرقابية لقطاع المال والاستثمار في كوريا الجنوبية، حددت موعدا نهائيا في الـ24 من الشهر الجاري للبورصات الأجنبية والمحلية للتسجيل كمنصات تداول قانونية في إطار خطة حكومية لتشديد الرقابة على قطاع التشفير المتنامي في كوريا الجنوبية“.

وقالت الصحيفة ”لكن معظم البورصات المحلية تكافح لتلبية شروط الجهات الرقابية، مع توقع إغلاق ما يقرب من 40 من مشغلي التشفير في كوريا الجنوبية البالغ عددهم 60“.



وأضافت الصحيفة “ 4 بورصات كبرى تهيمن على تداول العملات الرقمية في كوريا الجنوبية وهي (Upbit و Bithumb و Korbit و Coinone) والتي تمثل أكثر من 90% من إجمالي حجم التداول“.

وأشارات الصحيفة إلى أن الإغلاق الجماعي للبورصات الأصغر يمكن أن يؤدي أيضا إلى القضاء على 42 من عملات ”الكيمتشي“، وهي عملات رقمية بديلة مدرجة في البورصات المحلية، ويتم تداولها في الغالب بعملة ”وون“ الكورية.

وبحسب الصحيفة أظهرت ”بيانات صناعة التشفير في كوريا الجنوبية أن العملات الرقمية بخلاف الـ ”بيتكوين“، تشكل نحو 90% من تداول العملات المشفرة؛ ما يسلط الضوء على طبيعة المضاربات العالية“.

وقال رئيس شركة التبادل ”Foblgate“، ”لي تشول يي“: ”سيجد المستثمرون أنفسهم فقراء فجأة، وانا اتساءل ما إذا كان بإمكان المنظمين التعامل مع الآثار الجانبية لهذا القانون“.

وقالت الصحيفة: ”لجنة الخدمات المالية، نصحت البورصات التي ستفشل في تلبية الشروط التنظيمية، بإخطار العملاء بأي إغلاق محتمل بحلول يوم الجمعة المقبل“.

وأضافت ”للحصول على ترخيص كمنصة تداول قانونية، يجب أن تشارك بورصات العملات المشفرة في كوريا الجنوبية مع البنوك المحلية، لفتح حسابات مصرفية بأسماء حقيقية للعملاء، غير ان المقرضين المحليين قاوموا ذلك بسبب مخاوف من التعرض لعمليات غسيل الأموال، وغيرها من الجرائم المالية“.

وأشارت الصحيفة إلى أن ”نحو 20 بورصة استوفت بعض الشروط التنظيمية، كإنشاء أنظمة أمان للمعلومات الشخصية، وسيسمح لها بتقديم خدمات تداول العملات المشفرة“.