ذكر موقع بلومبيرغ أن الاكتتابات العالمية تخطت حاجز 600 مليار دولار وهي أفضل قيمة خلال الأعوام السابقة.

وحطمت العروض العامة الأولية لشركة لوبل المتخصصة بحلول الطاقة الشمسية الرقم القياسي السابق لها هذا العام، بسبب طفرة الشيكات على بياض والشركات التي تستفيد من التقييمات المرتفعة.

وجمعت نحو 2850 شركة ضمنها شركات استحواذ ذات أغراض خاصة (SPAC) ، أكثر من 600 مليار دولار في الاكتتابات العامة الأولية، محطمة جميع السجلات والعائدات التي تم التوصل إليها في عام 2007 وفقاً لبيانات مؤشر بلومبيرغ.



وتصدرت مجموعة شركات ريفيان الناشئة والمتخصصة بالشاحنات الكهربائية، حيث جمعت ما يقارب 12 مليار دولار في نيويورك هذا الشهر.

وفي آسيا احتلت شركت تشاينا تيليكوم الصدارة في الاكتتاب الأولي لها بقيمة 8.4 مليار دولار في أغسطس، بينما احتلت شركة الشحن البولندية InPost المرتبة الأولى في أوروبا بإدراجها 3.2 مليار دولار في أمستردام يناير الماضي.

واستفادت هذه الشركات من ارتفاع أسعار الأسهم القياسي، بسبب دعم البنك المركزي للمستثمرين من ناحية تدفق السيولة، كما ساعد التعافي الاقتصادي من الوباء، إلى جانب إجراءات التحفيز على تعزيز أرباح الشركات.

أزمة شركات التكنولوجيا

تسببت الحملة الصارمة التي شنتها الصين على شركات التكنولوجيا خلال الصيف في حدوث موجات من الصدمة في الأسواق العالمية، ما أوقف الاندفاع القياسي لإدراج الشركات الصينية في الولايات المتحدة، كما ألقى بظلاله على سوق الاكتتاب العام في هونغ كونغ.

ارتفاع مذهل

دفعت طفرة الشراء بالتجزئة أسواق الأسهم إلى الانطلاق هذا العام، إلى جانب شهية المستثمرين للقطاعات الرائجة.

وشركة ريفان التي لم تحقق أي إيرادات بعد، تضاعفت قيمتها أكثر من الضعف في جلساتها الأولى، لتتجاوز فولكس فاغن في قيمتها السوقية، بينما ارتفعت قيمة شركة SK Bioscience الكورية بنسبة 160% في بدايتها.

مخاوف

أدت هذه المكاسب الضخمة في أسواق الأسهم، إلى إثارة المخاوف في حدوث فقاعة، حيث بلغت أرباح مؤشر S&P 500 أكثر من 21 ضعف الأرباح المتوقعة للعام المقبل، وتقترب الأسهم من أعلى مستوياتها منذ فقاعة الدوت كوم في عام 2000.

هبوط

سجلت شركة Kuaishou Technology منافسة TikTok واحدة من أقسى الاكتتابات الأولية في عام 2021، حيث انخفضت بنسبة 16% عن سعر إدراجها.

وفي حين أجل البعض خطط الاكتتاب العام الأولي إلى عام 2022، فإن المخاطر على أسواق الأسهم العالمية تتراكم، خاصة وسط ارتفاع التضخم الذي قد يؤدي إلى تشديد السياسات النقدية.

ومن الممكن أن تؤدي الزيادات في أسعار الفائدة إلى إعاقة النمو الاقتصادي، وإبطاء زخم الأرباح.

وقال تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، إن تحطيمات الاكتتابات الأولية للأرقام القياسية، خاصة فيما يتعلق بالشركات الأمريكية، يعود إلى عدة أسباب، منها زيادة الأموال النقدية وسط أسعار فائدة منخفضة جداً، كما أن الشركات الناشئة التي كانت في أمس الحاجة للنقود ساهمت في هذا الارتفاع.

وتفاجأ الخبراء من وتيرة التحول في الأسواق العامة التي بدأت خلال الوباء عندما ضخ الكونغرس الأمريكي والاحتياطي الفيدرالي تريليونات الدولارات في البنوك ما ساعد على ارتفاع تقييمات الشركات إلى مستويات تاريخية، وجعلها أكثر جاذبية لإدراج الأسهم.

ووفقاً لبيانات CB Insights تضاعف عدد الشركات الخاصة التي تقدر فيمتها بمليار دولار أو أكثر إلى أكثر من 900 شركة في جميع أنحاء العالم، 400 شركة منهم في الولايات المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أن آخر مرة ارتفع فيها قيمة الأسواق بهذا الشكل، كانت بين عامي 1995-2000، عندما انقض المتداولون في وول ستريت على قوائم شركات الإنترنت، وكانت إحدى اللحظات الحاسمة للعصر هي الاكتتاب الأولي لشركة أمازون في عام 1997، حيث طرحت الشركة التي كانت تبلغ من العمر حينها 3 سنوات بأقل من مليار دولار، وتبلغ القيمة السوقية لشركة أمازون الآن 1.87 تريليون دولار.

واستغرق الأمر حتى عام 2021، ليعود هذا الاتجاه القوي، حيث بلغ المبلغ الذي تم جمعه حتى الآن 147 مليار دولار، متجاوزاً الرقم القياسي البالغ 108 مليارات دولار الذي تم تسجيله خلال ذروة طفرة الدوت كوم في عام 1999.