العين الاخبارية

بعد نحو عام ستعود "الحدباء" إلى الانتصاب مجدداً في مدينة الموصل القديمة حاضنة جامع النوري الكبير.

منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أعلنت قبل يومين انطلاق المرحلة النهائية لإحياء روح المدينة الأثرية والتراثية، والتي تتضمن إعادة ترميم منارة الحدباء والجامع الكبير إلى جانب كنيسة الطاهرة، بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويأتي ذلك العمل في ظل مبادرة أطلقتها (يونسكو) تحت عنوان "إحياء روح الموصل"، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، تستهدف إرجاع الحياة مرة ثانية إلى الأبنية التاريخية والأثرية التي دمرها الإرهاب.

كان تنظيم داعش الإرهابي عمد خلال سيطرته على الموصل، آخر معاقله، على نسف مئذنة الحدباء، وتدمير الجامع الكبير، فضلاً عن العديد من المباني الدينية والتاريخية التي تقع على مقربة منه.

وجراء العمليات الحربية لاسترجاعها خرجت الموصل من سيطرة التنظيم الإرهابي، مدينة أطلال تجاوز نسب الدمار فيها الـ80%، بعد تدمير أغلب المرافق العامة.

وضمن المشروع الذي أطلقته "يونسكو"، تقدمت دولة الإمارات بدعم سخي من خلال المساهمة في بناء جامع النوري الكبير ومئذنة الحدباء وعدد من الكنائس والمباني الأثرية.

مهندس مشروع إعمار جامع النوري الكبير عمر طاقة يقول: "الإمارات أول من قدم العون من خلال دعم سخي ضمن مشروع إحياء روح الموصل".

وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن "الجانب الإماراتي على اطّلاع بشكل شبه يومي على مجريات العمل، وبما يتناسب مع مستحدثات إتمام المشروع على أرض الواقع".

وبشأن المرحلة النهائية التي أعلنت يونسكو عن انطلاقها، أكد أن "العمل مستمر في الوصول إلى المرحلة الثالثة بعد اكتمال صيانة وتدعيم قاعدة المئذنة، ومن ثم شرعنا في تنفيذ الأساسات وهو المقطع الأصعب، كون ذلك يأتي بالتزامن مع تدعيم قبة الجامع ضمن قاعة المصلى وبشكل لا يتعارض مع الاكتشافات الأثرية التي عثر عليها".

وأشار إلى أن "العمل مستمر في بقية الأبنية الملحقة التي تشمل دار الوضوء والمكتبة ومرافق الحدائق"، مؤكداً أن "كل شيء يجري بحسب التوقيتات الزمنية الموضوعة لغرض إتمام المشروع".

وأكمل: "بدأ التحضر للمرحلة الثالثة التي تشمل البناء، حيث تم إجراء مسح شامل لمعامل الطابوق في العراق بغية اختيار الأفضل منها والأقرب إلى التصاميم الأساسية للمئذنة والجامع بما يتطابق مع أصلها قبل التدمير".

وتابع: "قمنا بعمل نموذج مصغر للمئذنة الحدباء والجامع الكبير بارتفاع مترين بغرض الوقوف على دقة التصميم الأساس الذي سيكون عليها المشروع على أرض الواقع".

يشار إلى أن جامع النوري الكبير في الموصل قد بناه نور الدين زنكي في عام 1173، بعد أن سيطر على المدينة، وهو من مساجد العراق التاريخية، ويقع في الساحل الأيمن للموصل وتسمى المنطقة المحيطة بالجامع محلة الجامع الكبير.

ويشتهر الجامع بمنارته المحدَّبة، عادة ما تقرن كلمة الحدباء مع الموصل، وتعد المئذنة أحد أبرز الآثار التاريخية في المدينة.

بلغ ارتفاع المئذنة عند إنشائها 45 مترا وكانت مستقيمة تماما، لكن في الوقت الذي شاهدها الرحالة ابن بطوطة في القرن الرابع عشر كانت بدأت بالميلان وحصلت على لقبها "الحدباء".