أطلق مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، ومركز الشباب العربي مبادرة "مجلس شباب اللغة العربية" التي تهدف إلى إثراء مشهد اللغة العربية، وربطه بواقع واحتياجات الشباب ومتطلبات العصر، سعياً إلى تمكين "لغة الضاد" من التطور والتكيف مع مستجداته.

وبحسب القائمين على المبادرة يعتبر "مجلس شباب اللغة العربية" إضافة نوعية لدعم العمل اللغوي بأفكار شابة خلاقة، وإدخال قضايا "العربية" في صلب اهتمام الأجيال الجديدة، وإتاحة المجال أمامها للمشاركة في صياغة مستقبل لغتها.



وتشمل مهام "مجلس شباب اللغة العربية" تنظيم ورش عمل متخصصة للشباب، وندوات تجمعهم بممثلي مجامع اللغة العربية، وتمنحهم جسوراً للتواصل مع مراكز البحث المتخصصة باللغة العربية، علاوة على استضافة محاضرين وباحثين في مجال تطوير معاجم اللغة وتحديثها، للاستفادة من أفضل الممارسات والتجارب الناجحة في الثقافات العالمية، وتوظيفها في ابتكار نموذج عربي رصين.

ويعمل المجلس كذلك على إجراء البحوث الميدانية وجمع الإحصاءات وتنظيم الاستطلاعات، مع التركيز على المفردات المستحدثة التي تمتلك حضوراً في أنشطة وحياة الشباب، ودراسة إمكانية تكييفها مع اللغة العربية وإدماجها في سياقها.

وقال رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم: "تواجه اللغة العربية حزمة من التحديات تتطلب استحداث حلول ومشاريع مبتكرة، ويتصدر الاعتماد على الشباب قائمة الحلول الأكثر فاعلية لتخطي هذه التحديات، ونطمح إلى تمهيد الطريق أمامهم لقيادة مبادرات النهوض بلغتنا وحمايتها. ويُعتبر إنشاء مجلس شباب اللغة العربية محاولة منهجية جادة لتمكين اللغة العربية من استعادة حضورها في الحياة اليومية، وترسيخ دورها في العمل والعلم والتعليم والمجتمع من خلال وضع هذه المسؤولية بين أيدي شبابنا الذين يمثلون المستقبل، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، ورؤية أبوظبي لتكريس مقومات الثقافة والهوية الوطنية الأصيلة".

وقال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة أن "اللغة العربية، نفسها، ليست في خطر، ولكن علاقة أهلها بها ليست في أفضل أحوالها؛ لذا، فإن المبادرات المتعلقة باللغة العربية، الموجهة إلى الشباب، مثل مجلس شباب اللغة العربية، تكتسب أهمية خاصة، وتخلق فرصاً واعدة لتحقيق أهدافنا بربط اللغة الأم بالأجيال الشابة والحياة والعصر".

من جهتها، قالت الدكتورة هنادا طه، أستاذ كرسي اللغة العربية ومديرة مركز "زاي" لأبحاث اللغة العربية في جامعة زايد: "يتيح الاقتراب من الشباب للمؤسسات الأكاديمية بالبحث في فهم رؤيتهم واحتياجاتهم لدعم ارتباطهم بلغتهم وهويتهم، وهم الأقدر على تصميم وتطوير المشاريع والمبادرات التي تلبيها وتستجيب للتطورات المتسارعة".

يذكر ان "مجلس شباب اللغة العربية" يفتح عضويته لجميع الجنسيات، مستهدفاً الأجيال الجديدة من الناطقين بالضاد من عمر 18 إلى 35 عاماً، من مختلف مجالات الدراسة وقطاعات العمل، ومتحدثيها بطلاقة من غير أهلها، من الدراسين والمهتمين بها. ويُشترط التفوق في اللغة العربية، قراءة وكتابة ومحادثة، إلى جانب التمتع بالثقافة العامة، وامتلاك مهارات شخصية متميزة، على أن يكون المرشحون من أصحاب الإسهامات والمبادرات المؤثرة في المجتمع.