جهود كبيرة وعظيمة تقوم بها السلطات المختلفة في المملكة العربية السعودية لإنجاح موسم حج هذا العام 1439هـ، وذلك بتوجيهات سديدة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، من أجل راحة حجاج بيت الله الحرام، في كل المراحل بدءا من إستقبالهم في المطارات ومداخل العبور ومن ثم أداء فريضة الحج، ومغادرتهم لبلدانهم في أمن وأمان، بعد أن وفرت لهم قيادة المملكة العربية السعودية كل سبل الراحة وجهزت لهم كل السبل والآليات والخدمات التي تعينهم على أداء هذه الفريضة العظيمة.

إن المملكة هي البلد الوحيد في العالم قاطبة التي تستضيف مليونين من البشر من كل أنحاء المعمورة ولمدة تقارب الأسبوعين، لا ينقصهم شيء من شرب وأكل وإقامة وتنقل في أمن وسلام وراحة واطمئنان.

وبما أن أمن الحج من أهم العناصر التي يقوم عليها أداء هذه الفريضة فإن السلطات الأمنية بالمملكة العربية السعودية لا تألو جهداً في ترسيخها والإهتمام بها بإعداد العدة لها وتوفير كافة الإمكانيات من كوادر بشرية مدربة وآليات ومركبات وأمور فنية وتقنية تحقق في مجملها الهدف الكبير والمتمثل في راحة حجاج بيت الله الحرام الذين تكبدوا المشاق وجاءوا إلى أرض الحرمين الشريفين لأداء هذا الركن العظيم من الإسلام الحنيف، وقد تجردوا من كل مشاغل الحياة وأخلصوا النية لله ، شاكرين له سبحانه على ما وفقهم و مكنهم من زيارة الأراضي المقدسة ملبين داعي الحج.



وفي المؤتمر الصحفي الثالث للأمن العام لموسم حج هذا العام 1439هـ الذي عقد السبت في مقر الأمن العام بمشعر منى لشرح الخطط الأمنية العامة أكد مساعد قائد قوات أمن الحج للعمليات الخاصة اللواء محمد بن وصل الأحمدي " أن الأمن العام وضع خطة متكاملة ومحكمة التنفيذ لأداء مهمة عظيمة لا مثيل لها في العالم شرف الله بها حكومة وشعب هذه البلاد المباركة في خدمة وراحة حجاج بيته العتيق".

وأبان"أن الخطط روعي فيها الخرائط التي تساعد على السير في الطريق الصحيح والسليم الذي يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة التي تصبوا إليها قيادتنا الرشيدة في تحقيق مظلة الأمن والأمان والراحة والاستقرار لقوافل الحجيج منذ قدومهم إلى الديار المقدسة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين وتمكينهم من أداء عباداتهم ومناسكهم في أجواء إيمانية كاملة".

وحسب وكالة الانباء السعودية (واس) لفت الأحمدي إلى أن "هناك خططاً مجزأة إلى 6 مراحل: المرحلة الأولى بدأت في 20 / 11 وتستمر حتى منتصف ليلة 7 / 12 ومن ثم تعقبها المراحل الأخرى التي تبدأ من صباح يوم 14 / 12 وحتى يوم 20 / 12 / 1439هـ، وجميعها تعمل على خدمة وراحة الحجاج.

وأكد أن خطط ، الجمعة الماضية حققت ولله الحمد نجاحاً باهراً رغم كثافة عدد الحجاج الذي شهدوا الصلاة في الحرم المكي الشريف والذين قدروا بأكثر من مليون و200 ألف مصل فلم تسجل أي ملاحظات في النواحي الأمنية والخدمية وإدارة الحشود وهذا بفضل من الله وتوفيقه ثم بتضافر جهود الجميع".

وفي ذات السياق أفاد مساعد قائد قوات أمن الحج لشئون الأمن الجنائي اللواء ناصر القحطاني, أن مهمة الأمن الجنائي في الحج تتمثل في متابعة ما يرتكب في الحج من جرائم أو مخالفات أو الخروج عن الأمن وتحويلها إلى الجهات المختصة والعمل على منع الجريمة قبل وقوعها وملاحقة من يرتكب الجريمة والقبض عليه وتقديمه بعد جمع الأدلة إلى النيابة العامة للتحقيق معه وتقديمه للقضاء وذلك من خلال إدارات الضبط الجنائي والضبط الإداري والتحريات والبحث الجنائي وتقنية المعلومات والتجهيز والتموين ووحدة العلاقات والإحصاء،لافتاً إلى أن لدى الأمن الجنائي قاعدة كاملة ومراكز شرطة في المشاعر المقدسة.

وأوضح أن "هذا العام تم استحداث أمرين جديدين يتمثل الأول في استخدام وتطبيق برنامج (أمن الحج) لمعالجة القضايا وسيكون تجربة خلال موسم حج هذا العام وفي حالة نجاحه سوف يكون رسمياً ويعمم في السنوات القادمة بمشيئة الله تعالى، فيما يتمثل الأمر الثاني في وجود 50 فرقة في المشاعر المقدسة للتبع كل من يخالف حملات الحج النظامية أو من يحج دون تصريح وذلك على مدار الساعة مبيناً أن كل من يبيت خارج المقرات المخصصة لحملات الحج سواء في الساحات الخاصة بالجمرات أو في ساحات ومحيط مسجد الخيف في منى أو في الطرقات سوف يتم تبصيمهم فإذا كان المخالف سعودياً تطبق بحقه التعليمات وإذا كان المخالف مقيماً يبعد من البلاد مباشرة بعد الحج وتطبق في حقه أقصى العقوبات وإذا كان المخالف لا يقيم إقامة نظامية فيستبعد من الحج مباشرة ويسلم إلى دار الإيواء".

من جهته تحدث قائد مهام شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء عبداللطيف الشتري، عن خطة شرطة المنطقة التي تنطلق منذ وصول الحجاج إلى مكة المكرمة وتستمر حتى مغادرتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية ليتم تأمين تنقلاتهم بكل يسر وسهولة وأمان.

ولفت إلى أن هناك 40 نقطة موزعة بتنسيق واستراتيجية معنية لتنفيذ مهامها على الوجه المطلوب مع وجود مهام لوحدات أمنية سرية لتحقيق خطة قيادة أمن الحج في منع الحجاج المخالفين من الوصول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والعمل على فرض الهيبة الأمنية لمنع دخول أي مواد محظورة وكذلك فرض الحصار على مناطق الدخول إلى المشاعر المقدسة ومنع التسلل إليها من أحياء مكة المكرمة علاوة على وجود فرق متحركة لإقامة نقاط تفتيش مفاجئة مع تزويد النقاط بأجهزة ذكية للتأكد من نظامية التصاريح".

وأبان "أن هناك متابعة دقيقة ومستمرة للإستراحات التي تأوي المخالفين لرصدها وتوقيع الإجراءات النظامية بحقها وكذلك هناك متابعة لحملات الحج الوهمية ومتابعة من قبل شرطة محافظات المنطقة البالغ عددها 17 محافظة لمهربي الحجاج المخالفين أو الحجاج المخالفين من الوصول إلى مكة المكرمة من خلال إقامة نقاط تفتيش في الطرق".

الخدمات الصحية في الحج

وفي إطار الاهتمام الذي توليه السلطات السعودية لراحة الحجاج خصصت هيئة الهلال الأحمر السعودي ١٢٧ مركزًا إسعافياً دائمًا ومؤقتاً، و ٣٦١ سيارة إسعاف و٢٠ دراجة، وأكثر من ١٨٦١ شخصاً للفرق الإسعافية والقوى العاملة في نطاقات مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، لتقديم الخدمات الإسعافية والطبية كافة لضيوف الرحمن، وذلك ضمن خطة الهيئة للإستعداد لموسم حج عام 1439هـ.

وتوزعت المراكز الإسعافية الدائمة والمؤقتة في نطاق العاصمة المقدسة ومشعر منى ومشعر عرفات والمزدلفة والمدينة المنورة ، فضلاً عن نطاق الإسناد، حيث تضم العاصمة المقدسة ٢٢ مركزاً إسعافياً دائماً، و١٥ مركزاً إسعافياً مؤقتاً مدعوماً بـ ٨٧ سيارة إسعاف مجهزة ، و ٦٥٣ شخصاً من الفرق الإسعافية والقوى العاملة، كما خصصت هيئة الهلال الأحمر السعودي في مشعر منى ٢٦ مركزاً إسعــافياً مــؤقتاً مدعـوماً بـ ١٠٠ سيارة اسعاف، وأكثر من ٥٣٤ شخصاً، ما بين فرق إسعافية وأطباء وفنيين وإداريين، وتخصيص ٣٢ مركزاً إسعافياً مؤقتاً و٩٢ سيارة إسعاف مجهزة في مشعر عرفات والمزدلفة وأكثر من ٣٤٤ من القوى العاملة لتقديم كافة الخدمات الطبية إلى الحجيج.

وفي منطقة المدينة المنورة، جهزت هيئة الهلال الأحمر السعودي ١٥ مركزاً إسعافياً دائماً و٦ مراكز أخرى مؤقتة، و٦٦سيارة إسعاف و ٢٨٢ من القوى العاملة لتقديم الخدمات الطبية والإسعافية لزوار المسجد النبوي، كما خصصت هيئة الهلال الأحمر السعودي مركزاً إسعافياً مؤقتاً و٢١ شخصاً من القوى العاملة و٢٥ سيارة إسعاف لنطاق الإسناد، فضلا عن ١٥ سيارة للتدخل السريع و٩ عربات قولف و٢٠ دراجة.

توزيع الهدايا على الحجاج

قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة بالإدارة العامة للإشراف الميداني, بتوزيع الهدايا على حجاج بيت الله الحرام سعياً منها لإيصال روح الإخاء لحجاج بيت الله الحرام وترحيباً وفرحاً بقدومهم.

وعبّر ضيوف الرحمن عن شكرهم وامتنانهم لما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله من خدمات وتسهيلات لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.

من جهته أكد مدير عام الإدارة العامة للإشراف الميداني محمد العميري, أن ذلك يأتي وفقاً لتوجيهات ولاة أمر هذه البلاد بمتابعة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وتطلعات الحكومة في تقديم أرقى خدمة لحجاج وزوار البيت العتيق، وإدخال السرور والبهجة في نفوس ضيوف الرحمن, وهذا ما مضت عليه حكومتنا الرشيدة - منذ عهد المؤسس وحتى عصرنا الزاهر.