منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح "وسام الاستحقاق العسكري" بدرجة "قائد أعلى"، وهو أرفع تكريم في الولايات المتحدة لقادة الدول، وأشار البيت الأبيض في بيان، أن آخر مرة مُنح فيها هذا التكريم كانت في عام 1991.

وقال البيت الأبيض، في بيان الجمعة: إن أمير الكويت "بصفته زعيماً في الشرق الأوسط لعقود من الزمان، كان صديقاً وشريكاً لا يتزعزع للولايات المتحدة. قدم دعماً لا غنى عنه للولايات المتحدة خلال عملية حرية العراق، وعملية الحرية الصامدة، وحملة هزيمة (داعش)".

وتشير عملية "حرية العراق" إلى الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 للإطاحة بنظام صدام حسين، في حين تشير عملية "الحرية الصامدة" إلى العملية العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة في عام 2001 وأسقطت حكم طالبان في أفغانستان، وتشير حملة هزيمة "داعش" إلى جهود التحالف الذي أنهى سيطرة التنظيم على أجزاء من سوريا والعراق.



وتسلم نجل أمير الكويت الأكبر الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح الوسام نيابة عن والده أمير الكويت، في حفل خاص مساء الجمعة.

وأكد البيت الأبيض في بيانه أن أمير الكويت يعتبر "دبلوماسياً لا مثيل له، حيث شغل منصب وزير خارجية بلاده لمدة 40 عاماً، وأن وساطته الدؤوبة في حل النزاعات في الشرق الأوسط نجحت في تجاوز الانقسامات في ظل أصعب الظروف.. ويسر الرئيس (ترمب) أن يمنح هذا التكريم لصديقه العزيز الأمير".

وقال البيان: إن "وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى يعتبر وساماً مرموقاً نادراً ما يُمنح، ولا يمكن منحه إلا من قبل الرئيس الأميركي، لرؤساء الدول أو رؤساء حكومات البلدان الأخرى"، لافتاً أن آخر مرة تم تكريم أحد بهذا الوسام كان قبل 30 عاماً.

ما وسام الاستحقاق الأميركي؟

في عام 1941 وخلال فترة الحرب العالمية الثانية، بدأت الولايات المتحدة منح "وسام الاستحقاق" بعد إقراره من الكونغرس، وذلك باعتباره تكريماً مميزاً للأفراد العسكريين والمدنيين الأميركيين والأجانب، وفي السنوات اللاحقة استُحدثت 4 فئات أو "درجات" من الجائزة، تعدُّ فئة "القائد العام" أرفعها، وكانت مخصصة لقادة القوات العسكرية الأجنبية.

واستلهمت الولايات المتحدة هذه الجائزة من وسام جوقة الشرف الفرنسي، الذي أنشأه نابليون بونابرت عام 1802، وهو ما يعكس التشابه في الاسم والتصميم بين الميداليتين، إضافة إلى أن كليهما يمنح وفق درجات.

وفي البدايات، كانت قيمة وأهمية ومساهمة الأشخاص تُحدد درجة الجائزة، وبالنسبة لغير الأميركيين، فإن رتبة الشخصية المكرمة وموقعها يحددان ذلك، لكن الكونغرس الأميركي، آنذاك، منح الرئيس فرانكلين روزفلت صلاحية وضع معايير الدرجات الأربع.

وخلال الحرب العالمية الثانية، والسنوات التي تبعتها، مُنح وسام الاستحقاق العسكري للأدميرالات والجنرالات الأجانب، تقديراً لإسهماتهم في تعزيز السلم والاستقرار الدوليين. ويعد الرئيس الصيني السابق شيانج كاي شيك من أوائل غير الأميركيين الذين حصلوا على الوسام.

ومنذ تأسيس الجائزة، تُمثل درجة "قائد أعلى" التي حصل عليها اليوم أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، أرفع أوسمة الاستحقاق العسكري الأميركي، وتمتاز "ميدالية" وسام الاستحقاق بشكلها المستوحى من ختم الولايات المتحدة الشهير، وفي وسط الميدالية هناك 13 نجمة، ترمز إلى الولايات الأميركية التي اتحدت في بداية تأسيس الدولة نهاية القرن الثامن عشر.

نادراً ما تمنح الولايات المتحدة هذه الجائزة الرفيعة، ويعد الجنرال البريطاني كينيث آندرسون أول من حاز وسام الاستحقاق العسكري الأميركي عام 1943.

ومن بين القادة الذين مُنحوا هذا الوسام، الرئيس الصيني جيانغ كاي شيك عام 1943، وملك بريطانيا جورج السادس 1945، وتقلده في العام نفسه الأمير عبد الإله بن علي الهاشمي، عندما كان ولي العهد خلال حكم الملك فيصل للعراق.

وفي عام 1947 منحت الولايات المتحدة وسام الاستحقاق العسكري، درجة قائد أعلى، للملك عبد العزيز آل سعود، وفي العام نفسه تقلّده شاه إيران محمد رضا بهلوي، وفي عام 1961 مُنح الوسام إلى اللواء الليبي سنوسي الأطيوش.