وكالات

ناقش وزيرا خارجية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، اليوم الأحد، الجهود الدولية تجاه برنامج إيران النووي، كما بحثا تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.



والتقى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اليوم، وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن، وذلك على هامش قمة قادة دول مجموعة العشرين المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما.

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، وسُبل تعزيزها في كافة مجالات التعاون والتنسيق المشترك.

وناقش الوزيران خلال اللقاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وجهود إرساء دعائم السلام التي يبذلها البلدان الصديقان بالمنطقة والعالم.

كما بحثا الجهود المشتركة في مواجهة التغير المناخي وحماية البيئة بما يعزز من التنمية المستدامة دولياً، واستعرض الجانبان مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" اللتين ستسهمان في حماية كوكب الأرض وتحقيق المستهدفات الدولية في هذا الشأن.

فيما تطرق الجانبان إلى التطورات الأخيرة في جمهورية السودان، وأهمية تعزيز العمل المشترك لدعم كل ما يحقق الأمن والاستقرار في السودان الشقيق، وتبادلا وجهات النظر حيال البرنامج النووي الإيراني والجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن.

حضر اللقاء الأمير فيصل بن سطام بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية إيطاليا.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال في وقت سابق اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة "على اتفاق تام" مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا بشأن إعادة إيران إلى الاتفاق النووي، لكنه أضاف أنه من غير الواضح ما إذا كانت طهران مستعدة للعودة إلى المحادثات "بطريقة مجدية".

جاءت تصريحات بلينكن خلال مقابلة مع شبكة "سى إن إن"، اليوم الأحد.

وفي السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأحد، إن روسيا تدعم بالكامل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن الاتفاق النووي الإيراني (JCPOA) بالشكل الذي أبرم فيه الاتفاق دون استثناءات أو إضافات.

وقال الوزير للصحفيين على هامش قمة G20 ردا على سؤال فيما إذا كان تكثيف الاتصالات يمكن أن يؤدي إلى عودة الأطراف إلى تنفيذ الصفقة: "على ما يبدو أن تكثيف الاتصالات يعني إن الأطراف تريد التوصل إلى اتفاق. ويمكن استعادتها فقط بالشكل الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي في عام 2015، وأي إضافات وأي انسحابات غير مقبولة من الجانب الإيراني ونحن نؤيد تماما هذا النهج ".

واشترطت إيران للعودة إلى التفاوض بشأن الاتفاق النووي موافقة واشنطن على "العودة إلى النقطة التي انسحب منها" الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أي إلغاء كافة العقوبات اللاحقة التي فرضتها أميركا بعد انسحابها من الاتفاق عام 2018.

وقال وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان في حوار صحفي اليوم: "إننا نناقش كيفية التفاوض واستئنافه"، مؤكداً: "هناك طريق واحد وبسيط للعودة إلى التفاوض، وهو الموافقة على العودة إلى النقطة التي انسحب منها ترمب".

وتابع: "باعتقادي، إذا كانت هناك إرادة جادة في أميركا للعودة إلى الاتفاق النووي، لا نحتاج إلى كل هذه المفاوضات على الإطلاق. يكفي أن يصدر الرئيس الأميركي أمراً تنفيذياً اعتباراً من الغد يعلن من خلاله العودة إلى النقطة التي انسحب منها ترمب. لكن المشكلة هي أننا نسمع هذه الإرادة والنية في رسائل الأميركيين، لكننا لا نرى هذه الإرادة على أرض الواقع".

وفي السياق نفسه، قال عبداللهيان: "على أية حال، نحن أحد الأطراف في المفاوضات، وبقية الدول في الطرف الآخر. لكننا الطرف الرئيسي في ذلك ويجب علينا أن نرى كيف يمكننا العمل لضمان أقصى قدر من الحقوق والمصالح لشعبنا".

وحول تأثير المفاوضات النووية على علاقات إيران الإقليمية، قال وزير الخارجية الإيراني: "علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث خلال المفاوضات وما إذا كانت الأطراف الأخرى لديها إرادة جادة بمواصلة المفاوضات"، مؤكداً أن "طاولة المفاوضات هي نوع من الصراع والحرب الدبلوماسية، ويجب الدفاع عن مصالح البلاد"، حسب تعبيره.

ورداً على سؤال بشأن ما هي أصعب عقبة تعرقل استئناف المفاوضات في الوقت الراهن، أجاب عبداللهيان: "لا أرى أي عقبات في الداخل، مشكلتنا هي نوع اللعبة التي يرغب فيها الأميركيون على وجه التحديد".