إرم نيوز


يحتفل المسلمون حول العالم، يوم الإثنين، بحلول عيد الفطر المبارك، الذي يأتي هذا العام للمرة الأولى بعد أن أزالت أغلب الدول القيود التي سبق أن فرضتها بسبب جائحة كوفيد 19.

وإلى جانب الطقوس الدينية التي يحرص المسلمون على أدائها سواء في عيد الفطر أو عيد الأضحى، ثمة عادات وتقاليد يحرص المسلمون أيضا عليها في مثل هذه المناسبات، والتي قد تختلف بين دولة وأخرى.

ومن كوسوفو، مرورا بألبانيا وفرنسا، ووصولا إلى الأوروغواي، تواصل ”إرم نيوز“ مع المراكز الإسلامية في تلك الدول، رصد مظاهر الاحتفال بعيد الفطر لدى الجاليات المسلمة في تلك الدول.


ويرى كثيرون أن الأعياد عموما، ليست فقط مناسبات دينية، بل هي طقوس عائلية واجتماعية أيضا، ما يجعل للأعياد ملامح مشتركة، وأخرى خاصة بكل مكان، ومرتبطة بعادات وتقاليد وموروث ثقافي.

وفي كوسوفو، البلد الذي عانى ويلات الحرب نهاية تسعينيات القرن الماضي، يحافظ المسلمون هناك على إقامة شعائر العيد ورمضان في كل عام، تماما كما يفعل المسلمون حول العالم، مع بعض الأمور الأخرى التي أصبحت تقليدا سائدا.

ويقول مدير مكتب مفتي جمهورية كوسوفو، ومسؤول العلاقات والمشاريع مع دول الخليج، وأستاذ كلية الدراسات الإسلامية في العاصمة بريشتينا، بسيم محمدي: ”عاشت كوسوفو رمضان بأجواء مفعمة بالحياة والحركة، وفي العشر الأواخر أقبل المسلمون على المساجد لأداء الشعائر الدينية، حيث حضروا الدروس الرمضانية والمحاضرات التي أقيمت في المساجد“.

ويضيف محمدي في تصريحات لـ“إرم نيوز“: ”قامت المشيخة الإسلامية في كوسوفو بتنظيم إقامة صلاة الليل في الجوامع الرئيسة في المناطق المختلفة حيث أقبل عليها المسلمون، وامتلأت المساجد في جو من الطمأنينة“.

ويتابع أنه ”يتم خلال رمضان، تنظيم برامج تربوية، ودعوية، وتعليمية، واجتماعية مكثفة، كما تم توزيع أكثر من 30 ألف سلة غذائية للأسر المحتاجة“.

ويستطرد بالقول ”هذا فضلا عن مشاريع إفطار الصائم لأكثر من 50 ألف شخص في مختلف مناطق كوسوفو، وذلك بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة، ووزارة الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية، وسفارة المملكة العربية السعودية في ألبانيا“.

العيد في كوسوفو

وعن فعاليات ”المشيخة“ في العيد، أشار محمدي إلى أن أهمها وأبرزها هو ”إقامة صلوات العيد في جميع مناطق جمهورية كوسوفو، حيث تقام فيها الأنشطة المختلفة وبرامج عديدة“.

ويقول ”يحضر صلاة العيد الرجال والنساء والأطفال، وتسود أجواء الفرحة لدى الجميع بعد أن تمكنوا من أداء شعيرة الصيام.. كما تقام أنشطة للأطفال حيث تُوزع عليهم هدايا العيد في مختلف مناطق كوسوفو“.

ويضيف ”كما جرت العادة على أن يزور رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وكبار المسؤولين، مفتي الجمهورية في أول أيام العيد“.

ويتابع ”بعد أداء صلاة الفجر في المساجد، يقام برنامج احتفالي يشمل محاضرة قصيرة وأناشيد حتى يحين وقت إقامة صلاة العيد.. وبعد الصلاة يهنئ الناس بعضهم بعضا متعانقين وفرحين بتمكنهم من أداء شعيرة الصيام، وبعد ذلك تبدأ الزيارات العائلية فيما بينهم“.

وبحسب محمدي، فإن نسبة المسلمين في كوسوفو، تبلغ 96%، يمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية واستقلالية، مشيرا إلى أنه يوجد في البلاد أكثر من 800 مسجد.

العيد في ألبانيا

وإلى الجارة ألبانيا، وتحديداً عاصمتها ”تيرانا“، يقول الداعية نظمي كورتي، إمام مسجد ”ساوك القديم“، إن نسبة المسلمين في ألبانيا تفوق الـ70%، مضيفا أن طقوس العيد لديهم، تتمثل بإقامة اجتماعات واسعة في الساحات والميادين الرئيسة، وتقام بعد ذلك صلاة العيد، حيث يصل عدد المصلين لأكثر من 10 آلاف مصل في جميع مساجد العاصمة.

ويضيف كورتي في تصريحه لـ“إرم نيوز“: ”يقوم بخطبة صلاة العيد رأس المشيخة الإسلامية، وبعد صلاة العيد يهنئ بعضنا بعضا ونزور الأهل والأصحاب، كما نزور الأقارب، وفي وقت الظهيرة تجتمع الأسر للغداء، وتستمر معايداتهم لمدة ثلاثة أيام“.

ويتابع إمام المسجد ”انقضت أيام العشر الأواخر، وكانت من أهم أيام رمضان عند مسلمي ألبانيا، علما بأننا مررنا بفترة شيوعية صعبة، وكثير من الناس كانوا تركوا الصيام والعبادات الدينية، ولكن مع سقوط الشيوعية عاد جزء كبير من الشعب الألباني للالتزام الديني“.

ويشير إلى أن ”مساجد العاصمة باتت تمتلئ بالشباب في شهر رمضان، ومن الأمور اللافتة أنه حتى بعض المسيحيين يشاركون المسلمين في صيام العشر الأواخر، وليلة الـ27 تحديدا تقربا لله“.

ويلفت إلى أن ”هناك عددا من المشاكل تواجه الدعوة والعمل الإسلامي في ألبانيا، لاسيما من قبل بعض الأحزاب اليمينية المتشددة، والتي بات لبعضها قوة وصوت في الاتحاد الأوروبي“.

العيد في الأوروغواي

أما طقوس العيد للجالية الإسلامية في الأورغواي، وتحديدا في العاصمة ”مونتفيديو“، يقول أمين عام المركز الإسلامي وإمام المسجد فيه، الشيخ إبراهيم الدسوقي الألفي، إن برنامج العيد لديهم يتلخص في تزيين المكان وإعداد الفطور الجماعي بعد صلاة العيد، وتقديم الحلوى والألعاب للأطفال.

ويقول الدسوقي في حديثه لـ“إرم نيوز، إن ”هذه الهدايا يأتي بها بعض أهل الخير وأبناء الجالية يتشاركون فيها مع إدارة المركز الإسلامي لدعمه“، مشيرا إلى أنه رغم أن الجالية المسلمة في الأوروغواي تعتبر صغيرة إلا أن هناك ترابط اوتماسكا فيما بينهم.

ويشير إلى أن رمضان، شهد توافد أبناء الجالية على المسجد، لا سيما مع وجود الفعاليات المتنوعة، من إعداد وجبات الإفطار للصائمين، وكذلك فتح المسجد طوال اليوم للمعتكفين والذاكرين، وكذلك إقامة الدروس والمحاضرات وتجهيز السحور.

أما عن الدعم المالي للمركز، فأوضح الدسوقي أنه لا يتلقى أي نوع من الدعم المالي من أي جهة، كونه لا يتبع جهة معينة فهو مركز محلي رسمي ومسجل لدى الدوائر المختصة في الدولة وله دستوره وتصريح من وزارة التربية والثقافة، لنشر وممارسة الشعائر الإسلامية.

وقال إن ”دعم المركز يتم من خلال بعض الاشتراكات لأبناء الجالية، وكذلك من خلال عملية الإشراف على الذبح الحلال“.

ويؤكد الدسوقي عدم وجود أي عقبات مع الدولة، قائلاً ”بالعكس الدولة هنا تكفل لنا كافة السبل لممارسة الشعائر الدينية والاجتماعية، وكل ذلك ضمن النظم والقوانين والضوابط الشرعية“.

ويضيف ”كما تحرص الدولة في شهر رمضان على مشاركة المسلمين هذه الأجواء، وتنظم لهم موائد الإفطار“.

رمضان والعيد في فرنسا

من جهته، يقول الشيخ نور الدين طويل، رئيس المركز الثقافي الإسلامي بمدينة ”درانسي“ شمال باريس في فرنسا، وإمام المسجد فيه، إنه قبل بداية رمضان شهد المركز استعدادات من قبيل تنظيف المسجد وصيانته، وكذلك نصب خيمة صيام رمضان التي تتبع لأكثر من 150 شخصا لتناول وجبة الإفطار فيها.

ويضيف أنه ”منذ إعلان رؤية هلال رمضان فتح المركز أبوابه لاستقبال المصلين لصلاة التراويح، والذين كانوا أتوا من مدينة درانسي ومن المناطق المجاورة لها“.

ويتابع ”أما في العشر الأواخر من رمضان فشهد المركز حضورا مكثفا جدا إلى المركز، حيث بلغ المصلون في صلاة التراويح قرابة 7 آلاف مصل من الجنسين“.

ويستطرد بالقول ”في كل يوم وبعد صلاة العصر، أُقيم درس شرعي حول رمضان، وقبل التراويح موعظة من أحد المشايخ الذين يستضيفهم المركز“.

ويشير إلى أنه ”خلال رمضان شهدنا اعتناق بعض الأشخاص للإسلام، وهم خمسة شبان وفتاتان، قاموا بنطق الشهادتين قبل صلاة التراويح“.

أما عن برامج العيد، فقد يبين الشيخ طويل أنها تبدأ بحضور عميد بلدية ”درانسي“ مع والي المنطقة، لتهنئة المسلمين بالعيد وذلك قبل الصلاة.

ويضيف ”بعد ذلك تقام صلاة العيد على فوجين لكثرة المصلين حيث كل فوج لا يقل عن 9 آلاف مصل في داخل المسجد وفي ساحاته الخارجية.

ويتابع أنه بعد انتهاء الصلاة يبدأ توزيع الشاي والقهوة والتمر والحلويات خارج المركز للزوار والمصلين.

ويشير رئيس المركز الإسلامي، إلى أن ”المركز والمسجد التابع له، يحصلان على الدعم المادي من قبل أبناء الجالية الإسلامية في المدينة، ولا يوجد أي جهة رسمية تدعمه“.

ويلفت إلى أن ”المركز يعتبر من أكبر مراكز فرنسا وأجملها، حيث قامت ببنائه البلدية وقدمته للمسلمين على أن يقوموا بشرائه، وهم يسعون جاهدين للوصول إلى ذلك الهدف، إلا أن أيديهم ليست طائلة، وينادون إخوانهم من كل مكان للوقوف معهم لدعمهم حتى يتم شراء المركز ويكون في أيدي المسلمين“.

ويقول ”ندفع مبلغا ماليا كبيرا للحكومة في كل شهر، قدره 6500 يورو، وبعد أن يصل إجمالي ما دُفع، إلى المبلغ المطلوب، يكون المركز مُلكاً للمسلمين“.