وجهت كتيبة "آزوف" التي تدافع عن موقع آزوف ستال بمدينة ماريوبل (جنوب شرق أوكرانيا) نداءً إلى الولايات المتحدة للمساعدة على "إجلاء جرحانا وحشد كل الجهود للمساعدة على إخراج كتيبتنا" من الحصار، فيما حذرت بريطانيا من تلاعب في عملية انفصال خيرسون عن أوكرانيا وانضمامها لروسيا.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية السبت، إن الإدارة العسكرية المدنية التي فرضتها روسيا في منطقة خيرسون الأوكرانية ستطلب من موسكو الانضمام إلى روسيا الاتحادية.

وأضافت الوزارة في نشرة دورية على تويتر، أنه "إذا أجرت روسيا استفتاء على الانفصال في خيرسون، فإنها ستتلاعب بنتائجه دون شك لإظهار أن هناك أغلبية واضحة تؤيد الانفصال عن أوكرانيا".



وتابعت: "حقيقة أن روسيا نجحت فقط في فرض قيادة محلية موالية لها في خيرسون تسلط الضوء على فشل الغزو الروسي في إحراز تقدم نحو أهدافه السياسية في أوكرانيا".

فيما أورد المعهد الأميركي لدراسة الحرب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يعتزم على الأرجح ضم جنوب وشرق أوكرانيا إلى روسيا الاتحادية في الأشهر المقبلة"، وفقاً لـ"فرانس برس".

وذكر المعهد أن "أوكرانيا وشركاءها الغربيين لا يملكون على الأرجح سوى فسحة فرص محدودة لمساندة هجوم مضاد في المناطق المحتلة قبل" ضمها.

قصف روسي مكثّف

وقال متحدث باسم رئاسة الأركان الأوكرانية فجر السبت إن الروس "لم يوقفوا هجومهم في منطقة عمليات الشرق، العدو يواصل ضرباته الصاروخية على البنى التحتية الصناعية وإطلاق النار على أهداف مدنية في كل أنحاء أوكرانيا".



وذكرت رئاسة الأركان في بيانها الصباحي اليومي أن الجيش الروسي استخدم في منطقة دونيتسك وتافريا "قذائف هاون ومدفعية وقاذفات صواريخ ووسائل جوية لإلحاق أقصى قدر من الإضرار بالجيش الأوكراني" مستهدفاً "عناصر وتعزيزات ومباني".

وأكد صد عشر هجمات روسية خلال 24 ساعة في محيط دونيتسك ولوغانسك.

وأوردت رئاسة الأركان الأوكرانية أن الجيش الروسي يواصل "محاصرة وحداتنا قرب مصنع آزوف ستال. وشن ضربات مدفعية وجوية واسعة النطاق".

ووجه سفياتوسلاف بالامار مساعد قائد كتيبة آزوف التي تقاتل في آزوف ستال نداءً إلى الولايات المتحدة للمساعدة على "إجلاء جرحانا وحشد كل الجهود للمساعدة على إخراج كتيبتنا" من الحصار.

وقال متحدثاً من أمام المصنع "هناك نحو 600 جريح في آزوف ستال، الروس يواصلون قصف المستشفى العسكري" مؤكداً: "سنقاوم طالما أننا قادرون على ذلك".

زيارة خيرسون

في سياق موازٍ، زارت نائبة رئيس مجلس الدوما آنا كوزنتسوفا خيرسون، إذ عقدت اجتماعات عمل مع ممثلي إدارة المدينة، وناقشت القضايا الإنسانية الملحة مع رئيس الإدارة العسكرية والمدنية للمنطقة، فلاديمير سالدو، وفق ما أوردته وكالة "ريا نوفوستي".

وقالت كوزنتسوفا: "من المهم بشكل عام بناء نظام في الاتجاه الاجتماعي وتعيين الأشخاص المسؤولين الذين سينفذون هذه المهام في مجال الحماية الاجتماعية بنفس الطريقة التي تزداد بها المدفوعات والمزايا الآن في روسيا. مستعدون لتقديم كل أنواع المساعدة في هذا الاتجاه".

وفي 15 مارس الماضي، سيطرت القوات الروسية على منطقة خيرسون جنوب البلاد بأكملها، لكن في وقت لاحق، بدأت الإدارات العسكرية والمدنية في هذه المنطقة وفي جنوب زابوروجيا المجاورة، استخدام الروبل الروسي، فيما انطلقت عملية البث الإذاعي والتلفزيوني الروسي.

وتتّهم كييف، موسكو، منذ أسابيع بالرغبة في تنظيم "استفتاء"، يهدف إلى إعلان استقلال هذه المنطقة مثلما فعل الانفصاليون المؤيدون لروسيا في دونباس في عام 2014.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في 22 أبريل الماضي، مهدداً: "لن تكون هناك جمهورية خيرسون شعبية. إذا كان أحد يريد ضماً جديداً، فستُفرض عقوبات أشد على روسيا".

معارك دونباس

وتدور معارك ضارية في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، حيث تركز موسكو هجومها بدون تحقيق تقدم يذكر، فيما تجري مفاوضات "صعبة جداً" حول مصير آخر المدافعين عن مدينة ماريوبل الاستراتيجية على البحر الأسود.

وقال حاكم منطقة لوغانسك، سيرجي جايداي، مساء الجمعة على فيسبوك: "هناك معارك كثيفة على الحدود مع منطقة دونيتسك قرب بوباسنا"، مشيراً إلى خسائر كبيرة بالعناصر والعتاد من الجانب الروسي.

وأضاف: "الوضع فظيع، لكنهم ما زالوا يحاولون تحقيق أهدافهم، لكننا علمنا من اعتراض اتصالات هاتفية أن كتيبة كاملة رفضت شن هجوم لأنهم يرون ما يجري".

من جانبه، أفاد مسؤول دفاع أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن العمليات العسكرية الروسية "تتركز بشكل أساسي حالياً في دونباس"، مضيفاً: "ما زلنا نرى بصورة عامة أن الروس لا يحققون تقدماً يذكر في هذه المنطقة".

وتابع المصدر: "المدفعية الأوكرانية تتصدى للمجهود الروسي لتحقيق تقدم، بما في ذلك جهودهم لعبور نهر دونيست، ما ينعكس على قدرتهم على إرسال تعزيزات مهمة إلى شمال دونباس".

أسعار الغاز للمستهلكين

في سياق آخر، قالت صحيفة "بيلد إم زونتاج" الألمانية السبت، إن المفوضية الأوروبية تدرس التخلي عن قواعد المنافسة في الاتحاد الأوروبي من أجل السماح للحكومات بوضع حد أقصى لأسعار الغاز للمستهلكين، حال انقطاع الإمدادات الروسية.

ونقلت الصحيفة عن وثيقة للمفوضية الأوروبية بشأن "التدخلات قصيرة المدى في سوق الطاقة"، إنه يجب السماح للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتنظيم أسعار المستهلكين لفترة انتقالية لحمايتها من الارتفاع المفاجئ حتى قبل حدوث نقص حاد.

وذكرت الوثيقة، بحسب الصحيفة، أن "تمويل هذا التدّخل يتطلب مبالغ كبيرة"، إذ تزود روسيا الاتحاد الأوروبي بـ40% من احتياجاته من الغاز.

ومن المقرر أن تكشف المفوضية الأوروبية عن خطة مفصلة هذا الشهر للتخلي عن الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027 رداً على غزو روسيا لأوكرانيا.

وحذّر الاتحاد الأوروبي في مارس الماضي، من أن محاولة فرض حد أقصى لأسعار الغاز بالجملة قد تسبب مشاكل وتقوض جهود التحول إلى الطاقة الخضراء.