غيَب الموت عصر اليوم الاثنين، الداعية الكويتي أحمد القطان، عن عمر يناهز 76 عاماً، عقب أزمة صحية ألمت به في الآونة الأخيرة أدخل على إثرها المستشفى، قبل أن يفارق الحياة بعد مسيرة طويلة قضاها في الدعوة.

وكان الشيخ أحمد قد تعرَض مؤخراً لوعكة صحية استلزمت دخوله العناية المركزة في المستشفى، وفق ما أعلنه ذووه الذين طالبوا بالدعاء له دون الكشف عن تفاصيل وضعه الصحي.

ونعى نواب ودعاة وأكاديميون ونشطاء كثر من داخل الكويت وخارجها الداعية الراحل، الذي يعتبر واحداً من أشهر الدعاة والخطباء المعروفين في العالم العربي والإسلامي.



وقال النائب الدكتور عبدالعزيز الصقعبي ”إنا لله وإنا إليه راجعون نعزّي أنفسنا وأهل الكويت والعالم الإسلامي أجمع بوفاة الداعية الجليل والمربي الفاضل خطيب منبر الدفاع عن الأقصى الشريف الشيخ #أحمد_القطان رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وأهله ومحبيه الصبر والسلوان“.

وكتب النائب فايز الجمهور ”اللهم ارحم واغفر لعبدك الشيخ #أحمد_القطان وأسكنه الفردوس الاعلى وتجاوز عنه وجميع موتى المسلمين وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان“.

كما نعى الداعية السعودي عادل الكلباني الشيخ القطان، داعياً له بالرحمة والمغفرة.

ووصف الكاتب والمحامي سعد الحوفان الداعية الراحل بـ ”الشيخ المدافع عن المسجد الأقصى“، قائلاً ”منبر الدفاع عن الأقصى فقد شيخه الشيخ/ أحمد القطان...الذي إنتقل إلى رحمة ربه“.

وولد الشيخ القطان في منطقة المرقاب بمحافظة العاصمة عام 1946، والتحق بمعهد المعلمين في الكويت وتخرج منه عام 1969، بدأ مسيرته الدعوية منذ سبعينيات القرن الماضي، له العديد من المؤلفات العلمية والدروس والخطب المسجلة.

عُرف الداعية الراحل بدفاعه عن المسجد الأقصى وأسس نهاية السبعينيات ”منبر الدفاع عن الأقصى“، وعمل خطيباً في عدة مساجد في الكويت، كما عُرف بدفاعه عن الكويت أثناء الغزو العراقي العام 1990، حيث سافر آنذاك إلى العديد من الدول العربية والعالمية لشرح القضية الكويتية حتى تحرير بلاده.

حرص القطان خلال مسيرته الدعوية على تقديم الدروس والمحاضرات التطوعية والثابتة في مدارس الكويت منذ منتصف التسعينيات، كما قدم العديد من الدروس الثابتة والسلاسل الكاملة في إذاعة القرآن الكريم مثل برنامج ”مسيرة الخير“، وسلسلة ”الفاروق بعد الصديق“، وسلسلة ”ذي النورين والسبطين“، إضافة إلى دروس في لجان العمل الاجتماعي والفضائيات والمؤتمرات ولجان العمل النسائي ومراكز القرآن.

حاز الداعية الراحل عام 2009 على لقب ”أفضل أستاذ للجيل المسلم“ في جائزة أستاذ الجيل والمقدمة من ملك البحرين.

ومن أبرز مؤلفاته العلمية: سلسلة اللمسات المؤمنة للأسرة المسلمة، وسلسلة تربية الأولاد في الإسلام، وسلسلة خواطر داعية.

محاولة اغتياله

وسبق أن كشف الداعية القطان في لقاء إعلامي سابق عن نجاته من محاولة اغتيال من قبل أحد الأشخاص، قال إنه تم إرساله من قبل شخص آخر يدعى (صبري البنا).

وقال القطان آنذاك إنه ”التقى بالشخص المكلف باغتياله قبل موعد عملية الاغتيال وقام بإلقاء التحية عليه والتعرف على وجهه بقصد اغتياله في الجمعة التي تلي هذا اللقاء لتنفيذ العملية“.

وأوضح الداعية القطان، أن ”الشخص المكلف بعملية اغتياله حضر في الجمعة المحددة إلى المسجد وبرفقته مسدس لتنفيذ ما أُرسل إليه، إضافة إلى ركن سيارة مفخخة أمام المسجد بداخلها شخصين والتي كان من المقرر تفجيرها عقب عملية الاغتيال للتغطية على منفذ الاغتيال“.

وأضاف أنه ”في يوم الاثنين الذي سبق موعد تنفيذ العملية سافر إلى بريطانيا لارتباطه بمحاضرة للاتحاد الوطني هناك، مما أحبط عملية الاغتيال، و بعد أن ظن المنفذ اكتشاف أمره لعدم وجود الشيخ القطان في المسجد، توجه إلى لجنة الزكاة ليعترف لها بكل شيء مطالباً بتحويله إلى وزارة الداخلية لترحيله خوفاً من القتل“.

وذكر الداعية الراحل حينها أنه ”تم على الفور تسليم المنفذ إلى وزارة الداخلية وتشكيل فرقة لتفكيك المتفجرات والقبض على الرجلين اللذان كان من المقرر أن يفجرا السيارة“.