لا يهدأ العنف المتزايد من قبل هندوس متطرفين بحق المسلمين في الهند، وأخيراً، توفي مسنّ هندي، متأثراً بإصابات بالغة تعرض لها، بعد ضربه من قبل مسؤول في الحزب الحاكم بالبلاد (بهاراتيا جاناتا)، اعتقاداً منه بأنه مسلم.

وأفادت صحيفة «هندوستان تايمز» الهندية بأن الواقعة حدثت في 20 الجاري بولاية «ماديا براديش» وسط البلاد،وقد نشر فيديو وثّق الواقعة.

وطلب المعتدي دينيش كوشواها من الضحية أن يُظهر بطاقة هويته، وحاول الأخير البحث عنها لكنه لم يجدها، ليقوم المعتدي بصفعه على وجهه، قائلاً: «هل أنت محمد؟»، واستمر بضربه.



ووفق الصحيفة، فإن المقتول لم يكن مسلماً، بل من أتباع الديانة الجينية، وهي ديانة روحانية معتنقة في جنوب قارة آسيا. وأضافت أن الضحية كان يعاني اضطرابات عقلية مرتبطة بكبر سنّه.

وندّد نشطاء وحقوقيون بالحادثة. وقال أحدهم: «هذا ما وصلت إليه الهند. رجل مضطرب نفسياً يُضرب حتى الموت شكّاً في أنه مسلم».

ووجه ناشط آخر رسالة للقضاء: «أنا متأكد من أن هذا لا بد أن يكون قد أثار غضب ضمير المحكمة العليا كمؤسسة وكذلك جميع القضاة».

«ملفات كشمير»

ومنذ أشهر، يعاني المسلمون في الهند عنفاً غير مبرر، يهدد باندلاع حرب دينية عرقية في أي وقت، ففي الأسابيع الماضية، أطلقت الشرطة النار على سيدة مسلمة، ومنعت تجمع مسلمين في مسجد تاريخي، كما أقيم مخيم تدريبي في إحدى الولايات لتدريب شباب هندوس على استخدام السلاح.

وتصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين عقب بث فيلم «ملفات كشمير»، الذي يحكي قصة خيالية لطالب جامعي، اكتشف أن والديه من هندوس كشمير قد قُتلا على أيدي «متشددين إسلاميين» وليس في حادث، كما أخبره جده.

وأثار الفيلم جدلاً ساخناً على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال مؤيدون إنه سلّط الضوء على جزء دموي مهمل من تاريخ كشمير، في حين قال منتقدون إنه لا يستند إلى حقائق ومعاد للإسلام.

بدوره، أشاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالفيلم، ورفض الانتقادات، واصفاً إياها بالمؤامرة لتشويه سمعة الفيلم.

ولطالما كانت كشمير منطقة مضطربة على طول حدود الهند مع باكستان، وتمثّل موضوعاً حساساً.