الشرق الأوسط

توصلت دراسة جديدة نشرت بمجلة «Aging and Health» إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق معرضون بشكل أكبر لخطر المشكلات المعرفية في وقت لاحق.

وأظهرت الدراسة الجديدة التي شملت 3748 مشاركًا من فنلندا، أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق في منتصف حياتهم أكثر عرضة للإصابة بمشكلات معرفية في وقت لاحق من حياتهم، وذلك حسبما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.



ووفق باحثي الدراسة، تشمل هذه المشاكل المعرفية مشاكل في الذاكرة والتركيز والقدرة على التعلم. وكلما طال الأرق من المرجح أن تكون وظائف الدماغ هذه أسوأ مع مرور السنين، بينما إذا خفت أعراض الأرق، تميل الوظيفة الإدراكية إلى البقاء بصحة جيدة في وقت لاحق من الحياة.

ومن المعلوم أن صحتنا العقلية (والجسدية) تعتمد على قدر لائق من النوم، لكن القليل من الدراسات تعرضت لها وان إجراء استطلاعات للمتابعة شملت من هم بين 15 و 17 عامًا بعد إجراء التقييمات الأصلية للمشاركين. ونتيجة لذلك، فإن المشاركين الذين كانوا في منتصف العمر وكانوا موظفين في بداية الدراسة تقاعدوا في وقت المتابعة، وقد بلغوا سن التقاعد القانوني أو لأسباب تتعلق بالإعاقة.

وفي هذا الاطار، أوضح باحثون بجامعة هلسنكي في ورقتهم البحثية أن «نتائجنا أظهرت أن أعراض الأرق بالفعل في سن العمل يمكن أن تزيد من خطر التدهور المعرفي في سن التقاعد». كما «أظهر التحليل أن زيادة شكاوى النوم كانت مرتبطة بمشاكل أكثر خطورة في الوظيفة الإدراكية الذاتية».

وقام الباحثون بتعديل العوامل الصحية الأخرى المعروفة بأنها مرتبطة بالتدهور المعرفي في الشيخوخة؛ وتشمل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، والسمنة، والسكري، والاكتئاب، وانخفاض مستوى النشاط البدني. فيما يقول مؤلفو الدراسة إن التعرض للأرق وعلاجه في وقت مبكر يمكن أن يحول دون مشاكل صحة الدماغ وحتى الأمراض مثل ألزهايمر في وقت لاحق من الحياة، على الرغم من أن البحث لا يكفي لإظهار السببية بشكل قاطع. بعبارة أخرى «لا نعرف على وجه اليقين أن الأرق هو السبب في زيادة خطر التدهور المعرفي، على الرغم من أن الارتباط الملحوظ يستدعي بالتأكيد إجراء تحقيق في المستقبل».

وأوضح الباحثون أن «الاكتشاف المبكر لأعراض الأرق في منتصف العمر يمكن أن يكون نقطة تدخل محتملة لتحسين نوعية النوم ومنع التدهور المعرفي في وقت لاحق من الحياة... وقد توفر هذه الإجراءات الأموال وتحسن رفاهية الفرد وتضيف جودة حياة في سياق الشيخوخة».

ويشير فريق الدراسة إلى أن هناك طرقًا عديدة لتحسين جودة نومنا، بما في ذلك الحصول على إيقاع نوم أكثر انتظامًا، والتأكد من إدارة بيئة نومنا بشكل جيد (من حيث درجة الحرارة والإضاءة)، والتحقق من عادات الأكل والشرب(بما في ذلك استهلاك القهوة).