وصل السبّاح التونسي نجيب بالهادي، اليوم السبت، إلى تونس بعد أن قطع مسافة 155 كيلومترا سباحة من إيطاليا إلى تونس، في تحدٍّ هو الأصعب لبالهادي، الذي بلغ من العمر 70 عامًا وأجرى مؤخرا عملية جراحية في القلب.

وانطلق نجيب بالهادي في السباحة من جزيرة ”بانتالاريا“ الإيطالية، يوم الخميس، ووصل اليوم السبت إلى شاطئ مدينة الحمامات من محافظة نابل التونسية، واستقبله عدد من المواطنين التونسيين والمسؤولين.



وقطع نجيب بالهادي مسافة 155 كيلومترا دون توقف، وأمّن هذه الرحلة فريق من الجيش التونسي والحرس الوطني، إلى جانب فريق طبي يراقب أداءه من إيطاليا إلى تونس.

ونجيب بالهادي، وهو عسكري سابق، اختار دخول عالم الرياضة بعد إحالته على التقاعد.

وبدأت حكاية العشق التي تجمع نجيب بالهادي بالبحر ومغالبة الأمواج عندما كان ضابطا في الجيش التونسي، حيث كانت مهمته العسكرية تقتضي منه السباحة أحيانا، وشيئا فشيئا بدأ ذلك الولع يكبر لديه حتى تحول إلى أسلوب حياة بالنسبة له.

وتحدث نجيب بالهادي في حوار سابق لـ“إرم نيوز“ عن رحلة البدايات، وقال: ”منذ الصغر كنت كأغلب الأطفال في مدينة صفاقس الساحلية مولعا بالبحر والسباحة، وعندما أحرزت شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) اخترت بعد ذلك الالتحاق بالمؤسسة العسكرية بخطة ضابط وهناك اكتشفت في التدريبات الشاقة عمق البحار، ولكن خلال تلك الفترة لاحظ زملائي الضباط وقادة الجيش أثناء التدريبات العسكرية أن السباحة لا تصيبني بالإرهاق عكس الآخرين“.

وأضاف: ”في أحد تدريباتي قطعت مسافة 10 كيلومترات سباحة، واكتشفت أن الله حباني القدرة على التحمل، وقوة الصبر، أنا بطبعي مولع بالسباحة ووجدت بعد إحالتي إلى المعاش من المؤسسة العسكرية أنني قادر على أن أواصل ممارسة السباحة في المياه العميقة والمفتوحة وفي درجات حرارة متدنية جدا“.

وعلى مدى أكثر من 25 سنة من مسيرته في رياضة السباحة القصوى أو السباحة في المياه المفتوحة، نحت نجيب بالهادي اسمه بأحرف ذهبية في عديد السباقات، إذ نجح في الحصول على جائزة أطول مداومة في السباحة، وذلك بالبقاء داخل المياه لمدة 76 ساعة و30 دقيقة، وهو أطول وقت تسجله سباحة المداومة في التاريخ.

وبفضل إنجازه ذاك دخل بالهادي موسوعة ”غينيس“ العالمية للأرقام القياسية كصاحب أطول سباحة مداومة في التاريخ، وتسلم شهادة من مؤسسة ”غينيس“.

وقال بالهادي إن ”المداومة في السباحة هي أحد اختصاصات السباحة القصوى، حيث يكون السباح مطالبا بعدم الخروج من المياه، نجحت في تحقيق أطول رقم في سباحة المداومة وذلك بالعبور من مدينة طينة بمحافظة صفاقس إلى سواحل جربة (جنوبا)، وذلك على طول 120 كيلومترا قطعتها في 3 أيام من السباحة دون الخروج من المياه“.

وبعد ذلك السباق دخل أسطورة البحار العربي في تحديات عالمية صعبة، حيث استطاع في 2016 عبور بحر المانش عندما قطع المسافة من فرنسا وصولا إلى إنجلترا، وذلك بالسباحة في درجات حرارة منخفضة جدا في الدائرة القطبية، وفق ما أكده لـ“إرم نيوز“.

وأضاف: ”السباحة في مياه المحيطات صعبة جدا نظرا لأن المياه تكون باردة جدا، كان السباق على مسافة أربعة كيلومترات مرهقا ولكن إنهاءه كان بإحساس الفخر والتحدي والفرحة، كانت الحرارة في تلك المياه درجتين في جزيرة نيوماد في روسيا، كان إحساسا رائعا في النهاية“.

ونجح نجيب بالهادي في خوض ماراثون السباحة على مسافة 1400 كلم وذلك عندما عبر السواحل التونسية على مراحل، وهو ما أهله للفوز بلقب أفضل سباح مقتدر لسنة 2011 الذي منحته إياه المنظمة العالمية لسباحة المياه المفتوحة.

كما حطم بالهادي رقما قياسيا جديدا عندما خاض سباق ”المحيطات السبع“ في 2021، وهو سباق يتضمن عدة مسالك من مختلف محيطات العالم وبحضور مراقبين من المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة.