يعود الممثل الكوميدي روان أتكينسون لأضواء الشهرة من جديد، عبر المسلسل الكوميدي ”رجل في مواجهة نحلة“ في موسمه الأول، مقدمًا مغامرة جديدة، مع الضحك، خلال صراعه مع نحلة ملازمة له خلال عمله، الذي ينجم عنه المواقف المثيرة، والفوضى داخل مكان عمله. المسلسل المعروض على منصة نتفليكس، خلال الأيام الماضية، بكتابة وإخراج ”ديفيد كير“.

وتتمركز أحداث المسلسل حول ”تريفور“ ويجسده الكومديان الشهير روان أتكينسون الذي لمع اسمه في العام 1990 في حلقاته الكوميدية التي مثل فيها شخصية ”مستر بن“ وقد نال استحسانًا عالميًا في تلك الفترة.



وتدور أحداث المسلسل حول تلقي تريفور الأب المنفصل عملًا جديدًا كناطور منزلي، ويكون أول مهامه حراسة بيت عصري مجهز بكافة الإمكانات الحديثة، ويعتمد في تطبيق المهام المنزلية على التكنولوجيا، كما أنه كان على تريفور الحفاظ على معدات ثمينة ولوحات باهظة الثمن داخل المنزل، وفق ما أخبره مالكه، ويجسده ”غريغ ماكهيو“، وذلك خلال قضاء المالك لعطلة أسبوعية، وزوجته، خارج البلدة.

قد تبدو المهمة سهلة، لكن تريفور يواجه مشكلة في التخلص من نحلة ملازمة له داخل المنزل، تسبب له الأرق، وتدفعه لإحداث الفوضى، أثناء مهمته في القضاء عليها، ما يؤدي إلى دمار كبير في المنزل ومقتنياته.

في المنزل تتواجد أيضًا الكلبة ”كب كيك“ ويبدو واضحًا، أنه من غير المستساغ أن تترك الزوجة الكلبة في المنزل، ولا تأخذها معها للمنتجع السياحي.

إذ واجهت الكلبة خطر الموت خلال رحلة تريفور الشائكة، إذ تعرضت للاختناق أكثر من مرة بعد وضعه المبيدات الحشرية للنحلة داخل المنزل، ثم قتلت أخيرًا بفعل تطاير الصناديق الخشبية وسقوطها عليها، بفعل إعداد غريعور لكمين ملغوم للنحلة.

مشاهد مائلة للصمت

ويمضي المسلسل الكوميدي في أحداث تتمحور حول شخصية تريفور، الذي يركز الكادر على إيماءاته الشهيرة، من خلال التفاعل الحركي والحسي مع المواقف، وغالبًا ما تميل للصمت، إلا من بعض الكلام القليل، والانفعالات الصوتية، ولم يفقد روان تلك القدرات الفنية، والحيوية أمام الكاميرا، وتلك الصفات التي وضعته في مصف أشهر شخصيات الكوميديان خلال العقود الماضية.

خدعة

وتبدو الخدعة الدرامية المتأخرة من قبل المخرج ليست شديدة الدهشة، وتقليدية، حيث كشفت الأحداث عن خدعة تعرض لها تريفور، وشركة التأمين الخاصة بالمنزل، بأن جميع الأشياء الثمينة داخل المنزل مزيفة، وقد أرسل مالك المنزل خلال رحلته، لصوصًا لسرقة المقتنيات، من أجل الحصول على التعويض المادي، الذي يصل 9 ملايين جنيه إسترليني، فلو بقيت الأحداث في سياق الكوميديا وحدها، لكانت التجربة أكثر إقناعًا.

لكنه بدا باحثًا عن مخرج لشخصية البطل تريفور، للإعفاء من السجن بعد كشفه عن جريمة مالك المنزل، وحتى هذا حدث عن طريق الصدفة المفتعلة.

مقالب مركبة

واعتمدت رؤية المخرج والمؤلف ”ديفيد كير“ على انتزاع الضحكات من الجمهور، من خلال مواقف كوميدية يمكن وصفها بالمقالب المركبة، خلال مواجهة تريفور لمداهمة النحلة للمكان، لكن الكثير منها بدا مفتقرًا للتلقائية، ويخرج عن حدود العفوية المعهودة في حلقات مستر بن.

فتقديم النحلة على أنها بطل خارق، يستطيع تحريك الكوب البلاستيكي المقلوب فوقها، وتمريره فوق الطاولة، من أجل الهرب، مشهد لا يمكن أخذه على محمل العفوي.

كما أن التخطيط المبالغ فيه من أجل افتعال الصدفة بدا واضحًا خلال تطاير صناديق الخشب، فتقدم الكلبة كب كيك لمسافة طويلة من داخل المنزل حتى الحديقة، كي يتم صناعة الحدث بسقوط الصناديق عليها، بدا شديد الابتذال، تلك المواقف بدت تجميلية، ولا يمكن تخيلها.

فيلم مُقسّم

وقد تم عرض المسلسل الكوميدي على مدار تسع حلقات على نتفليكس، بواقع 19 دقيقة للحلقة الأولى، و12 دقيقة للحلقات الثماني الأخرى، وكل حلقة تحتوي على تتري البداية والنهاية اللذين يمتدان لأكثر من دقيقتين، ولو جمعنا دقائق العرض الخالصة سنجد أن مدته كاملة لا تصل لمئة دقيقة، وهو ما يرجح أن العرض كان فيلمًا، وفضلت شركة نتفلكس عرضه على حلقات مقصوصة، بهدف تحقيق المزيد من الربح المادي، بعدد مشاهدات أكبر.

عرض عائلي

من مميزات العرض، استعادة شخصية فنية تاريخية للواجهة مرة أخرى مثل روان أتكينسون، ومواكبته للأدوات التكنولوجية الحديثة عبر أكواد الفتح والإغلاق لمقتنيات المنزل، ودمج قدراته التمثيلية مع هذا.

فبدا روان قادرًا على تجسيد لحظة ضعفه وتجميد الصورة في الهاتف النقال والآيباد، من خلال تجميد إيماءات وجهه، خلال حواره مع صاحبة المنزل عن بعد، للتغطية على الفوضى داخل المنزل، ومنع اكتشاف تعرض الكلبة للخطر.

كما وأن المسلسل يصلح للمشاهدة العائلية، فلا تتواجد إيحاءات أو مشاهد جنسية أو عري، وهو أمر قليل الحدوث، في عروضات نتفليكس الأخيرة.

بعد اجتماعي

ويضيف المسلسل بعدا اجتماعيا جديدا في أدوار روان أتكينسون من خلال تسليط الضوء على ابنته مادي، وتجسدها إنديا فلور، من خلال ارتباطها به بشدة، بعد انفصال أبويها، ومرافقته ووالدتها في المحكمة، وعزمها استقباله فور خروجه من السجن ونيله جائزة تكريمية من الدولة.