حذر مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية من خطورة عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مطالبا بضرورة محاكمته جنائيا.

وذكر المقال الذي كتبه الصحفي وكاتب الأعمدة في الصحيفة تشارلز بلو، أنه يجب محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب بتهم جنائية لأنه تعلم من أخطائه وأصبح شخصًا خطرا، محذرا من أن عدم مقاضاته قد يؤدي إلى انهيار البلاد.

وأشار الكاتب إلى أنه مع اختتام سلسلة من جلسات الاستماع حول الهجوم على مبنى الكابيتول (الكونجرس) في 6 كانون الثاني (يناير) العام الماضي أصبح من الواضح أن ترامب يجب أن يُتهم بجرائم متعددة.



وقال: ”لكن هذا يعود لوزارة العدل.. والأسئلة المطروحة على الوزارة ليست فقط ما إذا كان هناك دليل مقنع على أن ترامب ارتكب الجرائم المتهم بارتكابها، ولكن أيضًا ما إذا كان بإمكان البلاد تحمل وصمة محاكمة جنائية لرئيس سابق“.

وأضاف: ”لكن السؤال الحقيقي هو: هل تستطيع الدولة تحمل عدم مقاضاة ترامب.. نعتقد أن الجواب هو لا.. لقد تعلم من إخفاقاته وهو الآن أكثر خطورة من أي وقت مضى“.

وقال الكاتب إن ”ترامب تعلم أن النظام السياسي غير قادر على محاسبته وأنه يمكنه محاولة ابتزاز دولة أجنبية لتحقيق مكاسب سياسية وعدم عزله من منصبه، ويمكنه القيام بمحاولة الانقلاب وعدم عزله من منصبه.. وأنه تعلم أيضًا أن الرئاسة هي أعظم هدية في حياته“.

وتابع: ”لعقود من الزمان، باع ترامب بريقًا مذهَّبًا للداعمين، بما في ذلك الفنادق وملاعب الجولف وشرائح اللحم والفودكا، ولكن مع الرئاسة، احتاج إلى بيعهم فقط الأكاذيب التي أكدت قوميتهم البيضاء وتبرير هشاشتهم“.

وقال: ”الآن مع التحقيق في تورطه في التمرد ومحاولاته لسرقة الانتخابات، يتعلم مرة أخرى من إخفاقاته.. إنه يتعلم أن اختبارات الولاء الخاصة به يجب أن تكون أكثر شدة.. إنه يتعلم أن محاولاته للاستيلاء على السلطة يجب أن تأتي في بداية رئاسته وليس في نهايتها.. ويتعلم أيضًا أنه من الممكن كسر النظام السياسي“.

ولفت المقال إلى أن ترامب لا يريد أن يرشح نفسه للرئاسة فحسب، بل إنه يسعى أيضا إلى حماية نفسه ”من سيل من الاكتشافات الضارة الناشئة عن التحقيقات في محاولاته للتشبث بالسلطة بعد خسارته انتخابات 2020″، مضيفا أنه في حالة نجاح محاولته لإعادة انتخابه، فمن المرجح أن تكون ولايته الثانية أسوأ بكثير من الأولى.

وقال كاتب المقال: ”ربما يكون الأمر الأكثر خطورة هو أن ترامب قد تعلم أنه في حين أن الرؤساء ليسوا أكبر من أن يفشلوا، فإنهم أكبر من أن يُسجنوا.. وإذا استطاع رئيس العمل دون عقاب، فإن الرئاسة تدعو إلى الفساد وتتحدى المثل العليا لهذه الديمقراطية... وترامب الخالي من الملاحقة القضائية هو ترامب حر في أن يفعل ما يشاء“.

وختم بالقول: ”قد يجادل البعض بأن محاكمة رئيس سابق ستغير السياسة الرئاسية إلى الأبد.. لكن الحقيقة أن عدم مقاضاته يهدد بانهيار النظام السياسي بأكمله، وبالتالي البلاد“.