العربية نت

الاكتئاب مرض شائع في جميع أنحاء العالم، حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 3.8% من البشر، أي ما يقرب من 280 مليون شخص في العالم يعانون من الاكتئاب. يختلف الاكتئاب عن التقلبات المزاجية المعتادة وردود الفعل العاطفية قصيرة المدى استجابة للتحديات في الحياة اليومية. ويمكن أن يتحول الاكتئاب إلى حالة صحية خطيرة، خاصة عند تكراره وبشدة معتدلة أو حادة.

ووفقًا لما نشره موقع "سايكولوجي توداي" Psychology Today، يقدر الخبراء أن حوالي واحدة من كل ثلاث نساء وواحد من كل خمسة رجال في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يعانون من نوبة اكتئاب شديد بحلول سن 65 عامًا.



تمت كتابة العديد من الأوراق البحثية حول كيفية علاج القلق والاكتئاب ولكن القليل منها تناول سبل الوقاية منهما. يوصي الخبراء بتسع خطوات لمنع القلق والاكتئاب من الحدوث في المقام الأول أو لمنع تكرار الإصابة إذا كان الشخص قد سبق أن عانى من القلق والاكتئاب في الماضي، كما يلي:

1- علامات التحذير

ينبغي أن يكون المرء على دراية بمشاعره الجسدية، والتي يمكن أن تكون علامات مبكرة للقلق والاكتئاب. يصف البعض شعورهم بالتوتر مثل زنبرك ملفوف في البطن، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بانزعاج عاطفي عميق. ويصف البعض الآخر شعورًا ببطن جوفاء، مصحوبًا أيضًا بانزعاج عاطفي عميق.

ونظرًا لأن كل شخص فريد من نوعه، سيكون لدى الأشخاص المختلفين علامات تحذير مختلفة يجب أن يكونوا على دراية بها. بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن هناك علامة تحذير للشهية، لذا يجب الحذر أيضًا إذا كان الشخص يأكل أكثر أو أقل من المعتاد. يعاني الأشخاص الآخرون من التعب بشكل غير عادي أو يعانون من مشاكل في النوم أو صعوبة في التركيز أو أكثر سرعة في الانفعال.

إذا واجه المرء هذه العلامات، فلا يجب أن ينتظر حتى تسوء الأمور. وإذا كان القلق والاكتئاب على وشك البدء، فعليه التفكير بشأن ما طرأ مؤخرًا على حياته، وما إذا كان غير سعيد بسببه أو ما الذي يجب تغييره.

2- أذن صاغية

لن يدرك بعض الناس علامات القلق والاكتئاب التي تظهر عليهم، لكن يمكن أن يلاحظها أفراد الأسرة أو الأصدقاء. لذا، يجب أن ينظر الشخص بعمق داخل نفسه واكتشاف ما يحدث من خلال إعطاء آذان صاغية لملاحظات المحيطين والمقربين منه.

3- تأمل الصور الشخصية

عندما ينظر المرء إلى صوره الحديثة، ويتأملها متفحصًا.. هل يبدو حزينًا و/أو قلقًا بشكل غير عادي؟ إذا كان الأمر كذلك، ينبغي أن يفكر في ما يمكن أن القيام به لتغيير الحال.

4- التنفيس عن المشاعر

إذا كان الشخص يعاني من ضغوط في حياته، أو إذا كان غاضبًا أو محبطًا أو حزينًا، ينصح الخبراء بضرورة التنفيس عن مشاعره وأحاسيسه من خلال التحدث مع صديق أو أحد أفراد الأسرة أو معالج.

يمكن أيضًا التعبير عن المشاعر بأمان من خلال الكتابة أو الرسم أو الرقص أو الغناء أو العزف على آلة موسيقية أو ممارسة رياضة أو نشاط آخر. إذا لم يقم الشخص بالتنفيس عن هذه المشاعر، فسيضطر إلى استخدام قدر هائل من الطاقة لتعبئة تلك المشاعر، مما يمكن أن يجعله منهكًا ومن ثم قد يفتح الباب للقلق والاكتئاب.

5- تجنب الحلقات المفرغة

كلما طالت مدة الشعور بالبؤس والحزن، زادت صعوبة الخروج من الحفرة. يمكن أن يصاب أي شخص بالتوتر والقلق في مرحلة ما من حياته. لكن ما يميز شخص عن الآخر هو كيفية تفاعله مع التوتر. يصبح الكثيرون عاجزين ويفقدون السيطرة على حياتهم، مما يسبب القلق أو الاكتئاب.

لذا، فإن المهم هو كيفية إدراك الأمور، وبالتالي يمكن النظر فيما يمكن أن يفعله المرء لكي يكون إيجابيًا وسط كل السلبية والتوتر. يمكن تعلم الرقص أو الغناء أو العزف على آلة موسيقية أو ممارسة السباحة أو أي رياضة أخرى. أن التركيز على اللحظة الحالية وتقدير الأشياء الصغيرة في الحياة يمكن أن يجلب السعادة.

وأظهرت دراسة أجراها تيان روي زانغ من جامعة ماكغيل بكندا، ونشرت في دورية علم الأعصاب، أن تذكر الحقائق السلبية مرارًا وتكرارًا يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب، في حين أن تذكر الحقائق الإيجابية يمكن أن يساعد في تخفيف الاكتئاب.

6- نظام دعم اجتماعي

يمكن أن يساعد اختيار أصدقاء أو أفراد الأسرة يمكنهم الاستماع للشخص والعكس صحيح. ويمكن أن يكون التفاعل مع أشخاص يتمتعون بروح الدعابة قرارًا صائبًا. أما إذا كان الشخص لا يرغب في التفاعل الاجتماعي فيمكنه الحصول على حيوان أليف.

7- النوم المنتظم

توصي مؤسسة النوم الوطنية الأميركية بأن يحصل البالغون على ما بين 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة. ومن المفيد أيضًا أن يكون هناك روتين ثابت يشمل الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت تقريبًا كل يوم.

8- نظام غذائي مضاد للالتهابات

توصل باحثون من جامعة ألبرتا إلى أن الاكتئاب يمكن أن يكون مرتبطًا بالالتهابات، لذلك يمكن أن تكون إحدى طرق الوقاية من الاكتئاب تناول الأطعمة المضادة للالتهابات، والتي ستكون مفيدة أيضًا للمفاصل والرئتين والأمعاء.

وتنصح كلية الطب بجامعة هارفارد قائمة بالأطعمة المضادة للالتهابات، والتي تشمل جميع أنواع التوت، من الفراولة إلى التوت البري، لأنها غنية بمضادات الأكسدة بالإضافة إلى الكرز والبرتقال والخوخ والمشمش والرمان والمكسرات بخاصة الجوز واللوز والأسماك الدهنية مثل السلمون وسمك القد الأسود والخضروات الورقية مثل السبانخ علاوة على الطماطم وزيت الزيتون والشاي الأخضر.

9- ممارسة الرياضة بانتظام

أظهرت دراسة نُشرت في دورية Molecular Neurobiology أن التمارين البدنية المنتظمة تقلل من القلق والاكتئاب وكذلك لها تأثير مضاد للالتهابات.