رويترز


في اليوم الثاني من نزولها بفندق ماريوت في مدينة سوسة التونسية، أقبلت جنات المانسي بشغف على العوم في المسبح، لكن ما لبثت تفعل إلا وطلب منها العاملون الخروج منه بسبب لبسها ”البوركيني“.

وقالت السيدة البالغة من العمر 68 عاما: ”صُدمت وتوقف تفكيري، لم أتصور أن هذا سيحدث لي في بلدي“.

ومن المألوف رؤية نساء بالبوركيني على شواطئ تونس، لكن العديد من الفنادق الراقية في المدن السياحية الساحلية تحظر ارتداءه في سياسة تعكس النفوذ الأوروبي المستمر، وخاصة الفرنسي، كما تعكس انقسامات بين العلمانيين والمحافظين.


وعلى موقع ”تونيزيا بوكينك دوت كوم“، يعلن 20 فندقا على الأقل أن البوركيني محظور لديها.

قيل لجنات المانسي إنه يمكنها العوم فقط في المسبح الخلفي للفندق والذي يستخدمه الأطفال عادة.

واعتبرت ذلك تمييزا ضدها كمسلمة.

وقالت: ”أحترم وأقبل أن تكون بجواري سيدة ترتدي البكيني أو شخص يشرب الخمر... أحترمهم وعليهم أن يحترموني“.

وبعد أسئلة أرسلتها وكالة ”رويترز“، اعتذر متحدث باسم منتجع ونادي صحي سوسة بيرل ماريوت وقال إن الفندق سيسمح بنزول المسبح الرئيسي ”لجميع النزيلات بغض النظر عن نوع ملبس السباحة الذي يخترنه“.

تقييمات سيئة

ويعود حظر البوركيني في فنادق تونس إلى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وازداد شيوعا بعد ثورة 2011 مع تزايد أعداد المحجبات.

وكان الحجاب يلفت فيما مضى أنظار الشرطة التي كان بعض أفرادها يضيّقن على من يرتدينه في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وتقرر حظره في أماكن العمل خلال فترة حكمه التي استمرت 23 عاما.

ولم يقدم موظف الفندق سببا للحظر، لكن جنات المانسي لديها وجهة نظر خاصة.

وذكرت: ”قلت لهم: أنتم مستَعمرون من وقتها إلى الآن“.

وفي حديث إلى ”رويترز“، قال مدير فندق 4 نجوم في مدينة الحمامات الساحلية شريطة عدم ذكر اسمه، إنه قرر حظر البوركيني عام 2008 بعد شكاوى نزلاء بدأت بشكاوى من فرنسيين لكنها أتت في أحيان كثيرة من زوار تونسيين أيضا.

وفي فرنسا، حيث يُحظر ارتداء الحجاب على موظفات الحكومة وفي المدارس، يثير البوركيني جدلا من آن لآخر.

لكن ردود الفعل المتعلقة بالبوركيني في تونس تكشف تصدعات دينية وطبقية داخل المجتمع، حيث يتبنى بعض التونسيين ميسوري الحال قيما علمانية ولا يغضون الطرف عن أي رموز تشير إلى المحافظة الدينية.

وقال مدير الفندق: ”آخر من تحدثت إليهم قالوا إن العوم في المسبح بالبوركيني مثير للاشمئزاز“.

وأضاف أن قراره حظر البوركيني جاء في إطار استراتيجية لجذب عملاء أكثر ثراء، لأن ”من يرتدون البوركيني، غالبيتهم ينتمون لفئة محدودي الدخل“.

لكن حظر البوركيني دفع البعض لإعطاء تقييمات سيئة أيضا.