رويترز


قال الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، الجمعة، إن الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية كان فعالاً للغاية، مضيفاً أن الدول يجب عليها الاستعداد لحرب طويلة لأن هذا لا يشير إلى بداية نهاية الصراع.

وأبلغ ستولتنبرج هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي": "إنه بالطبع أمر مشجع للغاية أن نرى أن القوات المسلحة الأوكرانية قادرة على استعادة أرضها والهجوم أيضاً خلف الخطوط الروسية".

وتابع: "لكن في الوقت نفسه علينا أن نفهم أن هذه ليست بداية نهاية الحرب، علينا أن نكون مستعدين لحرب طويلة".


وتعرضت القوات الروسية لانتكاسة كبيرة هذا الشهر، بعد أن شنت القوات الأوكرانية هجوماً خاطفاً شاركت فيه القوات الخاصة بمنطقة خاركوف في الشمال الشرقي، ما أجبر روسيا في بعض الأحيان على انسحاب سريع وفوضوي.

وتمكنت قوات كييف خلال بضعة أيام من استعادة المبادرة في حرب كانت تبدو متعثرة في ظل الجمود شبه التام المسيطر على خط الجبهة منذ مطلع الصيف، فانتزعت من العسكريين الروس عدة مدن وآلاف الكيلومترات المربعة.

والأربعاء، قام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بزيارة مفاجئة إلى مدينة إيزيوم، على بعد حوالي 15 كيلومتراً من خط المواجهة الحالي في الشرق. وقدم الشكر لقواته على تحرير المدينة، وهي مركز لوجستي مهم.

وقال زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي تزامن مع الزيارة: "يرفرف علمنا بلونيه الأزرق والأصفر في إيزيوم التي تم تحريرها من الاحتلال. وسيكون ذلك هو الحال في كل مدينة وقرية أوكرانية".

وأضاف: "إننا نتحرك في اتجاه واحد فقط- للأمام ونحو النصر".

ويقول الجيش الأوكراني إنه حرر حوالي 8 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي منذ بداية الشهر حتى الآن، وهي مساحة تعادل تقريبا مساحة جزيرة قبرص.

في المقابل، تقول روسيا إنها قررت سحب قواتها من بلدات في شرق أوكرانيا، و"إعادة تجميعها".

واعتبر خبراء، بحسب "سي إن إن"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواجه الآن ضغوطاً متزايدة للرد بالقوة على الهجوم الأوكراني المضاد، إذ تدعو الأصوات القومية الروسية المؤثرة والمؤيدة للحرب بشكل متزايد إلى اتخاذ خطوات جذرية، بما في ذلك التعبئة الكاملة، وتكثيف الضربات ضد البنية التحتية المدنية الأوكرانية، حتى أن بعضها يقترح استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، بحسب "سي إن إن".

ويرفض الكرملين حتى الآن فكرة التعبئة الجماهيرية، ويعتقد مراقبو الشأن الروسي أنه من غير المرجح أن يدعو بوتين إلى ذلك، لأنه يدرك أن مثل هذه الخطوة من المرجح ألا تحظى بشعبية، وسينظر إليها على أنها اعتراف بأن "العملية العسكرية الخاصة" هي في الواقع حرب.