فرض مرهم النمر الصيني على مرّ عقود نفسه كمستحضر علاجي فعال، لا يستغني عنه الرياضيون، ويندر غيابه عن أرفف الصيدليات والمراكز التجارية. تُرى ما فائدة هذا المرهم؟ وما مكوناته؟ وكيف يُستخدم؟ وهل من احتياطات ينبغي علينا أن نتقيّد بها أثناء الاستخدام؟

في سبعينيات القرن التاسع عشر طوّر عالم الأعشاب الصيني أو تشو كين هذا المرهم الذي انتشر في جميع انحاء العالم، محافظاً على مكوناته وعلبته الصغيرة ثُمانيّة الأضلاع، والتي تعلوها صورة نمر واثب. ويتكون هذا المسكن، بحسب تقرير نشرته مجلة Santé الفرنسية، من زيوت أساسية بالإضافة إلى الكافور والمنثول والبرافين.

وتختلف نوعية الزيوت الأساسية بحسب نوع المرهم سواء كان أحمر أو أبيض، إذ يعود تأثير التسخين الذي يتميز به إلى وجود الكافور، ورغم أن هذا المنتج لا يحتوي على منتجات حيوانية إلا أنه ليس طبيعياً 100% بالنظر لاحتوائه على مادة البارافين، التي تمنحه قوامه وفق اختصاصي العلاج الطبيعي تيري فوليار، الذي ينصح باختيار المرهم بحسب التأثير المطلوب.



أي الأنواع أفضل؟

يتكون المرهمان الأحمر والأبيض من تركيبة أساسية متشابهة هي الكافور والمنثول والنعناع منزوع المنثول والزيوت الأساسية للكاجيبوت والقرنقل، غير أن الكمية المستخدمة من هذين الزيتين الأساسيين، هي التي تمنح المرهم خصائص مميزة، إذ نجد المنثول والزيت الأساسي للكاجيبوت أكثر تركيزاً في المرهم الأبيض الذي ينفرد بخصائصه المنعشة، بينما نجد الزيت الأساسي للقرنفل بكمية أكبر في المرهم الأحمر، لتعزيز تأثير التسخين، ولهذا السبب نشعر بالحرارة حين نستخدمه.

ويستمد المرهم الأحمر لونه من الزيت الأساسي للقرفة، الذي لا يدخل في تركيبة المرهم الأبيض.

المرهم الأحمر:

لفت فوليار إلى أن المرهم ابتُكِرَ في البداية للتخفيف من آلام العضلات والعظام، غير أن المرهم الأحمر يتميز بتأثيره المريح، إذ يحفز الدورة الدموية بعد التمرينات الرياضية، ما يسمح باستعادة العضلات بشكل أسرع، ولهذا السبب يحظى بشعبية واسعة لدى الرياضيين.

المرهم الأبيض:

يخفف المرهم الأبيض من أعراض أمراض الشتاء والصداع مثل الصداع النصفي أو حتى لدغات الحشرات.

الكمية المطلوبة

للاستفادة القصوى من مرهم النمر، ينصح باستخدام كمية قليلة، فإن كنت تعاني من ألم في منطقة ما، ضع القليل من المرهم الأحمر عليها واستمر في تدليكها، أما إن كنت تعاني من احتقان في الأنف، فضع كمية من المرهم الأبيض على جانبي الأنف، وفي حال كنت تعاني من السعال، فقم بتدليك الجزء العلوي من الصدر والظهر برفق، باستخدام كمية من المرهم الأبيض.

وينصح تييري فوليارد أيضاً بوضع المرهم الأحمر، أسفل الظهر في حال وجود تشنجات عضلية أو بعد أو أثناء مرض الانفلونزا، ذلك لأنه سيسخن تلك المنطقة ويوفر راحة سريعة، لكن لا تستخدم أبداً المرهم الأحمر إن كنت تعاني من انسداد الأنف.

احتياطات ضرورية

يشدد الخبراء على 4 نقاط مهمة:

- مرهم النمر للاستخدام الخارجي فقط، فلا يوضع في العينين أو المناطق الملتهبة من الجلد أو على الأغشية المخاطية، لاحتوائه على مواد يمكن أن تثير الحساسية مثل الكافور والزيت الأساسي للقرفة.

- يجب التأكد من أن المريض لا يعاني من أي نوع من الحساسية تجاه مكونات هذا المرهم قبل الاستخدام.

- الحرارة التي تنجم عن استخدام هذا المرهم يمكن أن تؤدي إلى تهيج البشرة الحساسة.

- يُمنع استخدام الحوامل أو المرضعات أو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 أعوام لمرهم النمر لاحتوائه على مادة الكافور.