يعتبر الطلاق تحولا هائلا يغير حياة كل فرد في الأسرة خاصة للأطفال، ويمكن أن يؤثر بالتأكيد في صحتهم العاطفية. لكن تتضارب الأبحاث في ما يتعلق بأسوأ سن يتعرض لها الأطفال للطلاق، لانه في الواقع لا توجد طريقة للتغلب على الألم المرتبط بهذا الحدث المهم في الحياة. وتختلف الآثار النفسية للطلاق على الأطفال، وقد يتساءل الآباء عما إذا كان البقاء معاً من أجل الأطفال هو الحل الأفضل لعائلاتهم.

تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 72 % من حالات الطلاق تحدث خلال السنوات الـ 14 الأولى من الزواج، وبالنسبة لأولئك الذين يتزوجون مرة أخرى، وفقا لما جاء في موقع «lovetoknow»، فإن حوالي 40 % يمرون بطلاقهم الثاني، مما قد يعرض الأطفال لخطر أكبر من الاضطرابات العاطفية.

توجيهات للأبوين



وبالنسبة للطفل والمراهق، يمكن أن يترتب على الطلاق عدة أمور نفسية منها: القلق بشأن شكل روتينهم الجديد أو بشأن ما إذا كان أشخاص آخرون سيحلون محل الأب أو الأم، كذلك قد تتملكهم مشاعر الخوف من أن يكون الطلاق ذنبهم أو القلق من عدم رؤية أحد الوالدين بنفس القدر، ومع ذلك، بغض النظر عن العمر، وهناك طرق يمكن من خلالها تقليل التأثير النفسي للطلاق على الأطفال، أبرزها:

1- ابرام اتفاقية لممارسة الأبوة والأمومة والالتزام بها.

2- إعطاء الأولوية لرفاهية الأطفال واشغال وقتهم بمزيد من الأنشطة الابداعية والفنية.

3- الامتناع عن التحدث بشكل سيئ عن الطرف الآخر، وخاصة عند الأطفال.

4- زيارة معالج معاً لمناقشة كيفية حل المشكلات إذا لزم الأمر.

5- ابتعاد الأبوين عن الجدال خاصة أمام الأطفال.

6- الاستماع إلى الأطفال والانصات لوجهة نظرهم.

7- الحفاظ على روتين الطفل المعتاد، خاصة مع الوجبات والنوم.

8- التأكيد للطفل أنه ليس مذنباً في الطلاق وأنه محبوب.

في أي عمر يؤثر الطلاق في الطفل؟

يمكن أن يؤثر الطلاق في الطفل في أي عمر، حيث يمكن للرضع والأطفال الشعور بالتوتر والصراع واستيعابه. في حين أنهم قد لا يظهرون علامات خارجية على الضيق، إلا أنه في الدراسات، يميل الأطفال الذين مروا بالطلاق إلى مواجهة صعوبات نفسية أكبر مع تقدمهم في السن.

ومع ذلك، فإن الأطفال الذين لم يطلق آباؤهم، ولكن لديهم مستويات عالية من الخلاف الزوجي، يميلون إلى أن يكبروا مع مشاكل نفسية وجسدية أكثر من أولئك الذين طلقوا، لكنهم حافظوا على علاقة أبوة مشتركة صحية.

الآثار على الأطفال

نظرًا لأن الأطفال حساسون جدًا لبيئتهم، فمن المهم معرفة كيفية مشاركة الوالدين بطرق صحية ومحاولة التخلص من أكبر قدر ممكن من القتال والعداء، حيث قد يكون من الصعب حقًا على الطفل تجربته.

وقد لا يظهر الأطفال علامات الضيق الخارجية، لكن يمكنهم استيعاب الصراع. يمكن للأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهرًا و3 سنوات أن يلاحظوا بالتأكيد أن أحد الوالدين ليس موجودًا بنفس القدر وقد يفهم حتى أن أحد الوالدين قد انتقل.

وقد يعاني الأطفال الصغار من نوبات الغضب، ويكونون أكثر تشبثًا مع أحد الوالدين أو كليهما، ويعانون من بعض الانتكاسات، ويواجهون صعوبة في النوم، ويشكون من التعب الجسدي غير المبرر.

إدارة الصراع أفضل خطوة

الصراع بين الوالدين هو عامل الخطر الحقيقي والرئيسي عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية للأطفال. لكن إدارة الصراع داخل الزواج أو ما بعد الطلاق هو أفضل خطوة يمكنك اتخاذها لحماية طفلك.

وهناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها مساعدة طفلك في التعامل مع صحته النفسية بعد الطلاق، فمن الطبيعي جدا أن يأخذ طفلك بعض الوقت للتكيف مع روتينه الجديد والشعور بالتوتر بشأن الشكل الذي قد يبدو عليه.