أصدرت وكالة الفضاء الإيطالية أول صور لتداعيات اصطدام المركبة الفضائية (دارات) مع الكوكيب "ديمورفوس".

وكانت هذه الصور التقطت بواسطة المركبة الفضائية الصغيرة الخفيفة لتصوير الكويكبات (LICIACube)، والتي وصلت إلى الأرض بعد حوالي 3 ساعات من الاصطدام، الذي وقع على بعد حوالي 7 ملايين ميل (11 مليون كيلومتر) من الأرض.



وتتضمن الصور مقارنة قبل وبعد الاصطدام، بالإضافة إلى صور الحطام اللامع المحيط بديمورفوس، الناتج عن الاصطدام.

وقالت إليزابيتا دوتو، قائدة فريق العلوم في معهد أستيتوتو ناسيونالي دي، خلال مؤتمر صحفي عقد بالإيطالية، الثلاثاء: "نحن حقًا فخورون جدًا".

وأوضحت أن هذه الصور ضرورية لمساعدة العلماء على فهم بنية وتركيب ديمورفوس.

وأضافت أن هذه الصور ليست سوى أول زوجين يتم إصدارهما، ووعدت بإصدار المزيد خلال الأيام المقبلة.

وفي الصورة النهائية التي تمت مشاركتها اليوم، يحيط بديمورفوس بقايا مشرقة ضبابية، وقالت دوتو: "ديمورفوس مغطى بالكامل بهذا الانبعاث للغبار والحطام الناتج عن الاصطدام".



ويمثل هذا الحطام تأثيرا مباشرا للاصطدام، لكن التأثير الذي ستسعى ناسا لاختباره لاحقا، هو التغير الذي حدث في مدار الكويكب نتيجة الاصطدام، حيث تختبر ناسا إمكانية الدفاع عن كوكب الأرض عند اقتراب الأجسام الخطيرة منه، عبر توجيه مركبة تصطدم بهذه الأجسام لتغيير مسارها بعيدا عن الأرض.

ولا يشكل الكويكب "ديمورفوس" الذي اختارته "ناسا" للتجربة أي خطورة على كوكب الأرض، ولكن سيعطي اصطدام المركبة به، مؤشرا لما يمكن القيام به عندما يكون هناك خطرا حقيقيا على كوكب الأرض.

ويدور الكويكب "ديمورفوس"، مثل الساعة كل 11 ساعة و55 دقيقة حول كويكب أكبر بالقرب من الأرض يسمى "ديديموس"، ومن المتوقع أن يؤدي الاصطدام إلى تغيير مدار الكويكب الصغير ليتجه إلى الداخل ويصبح مدارة أصغر وأسرع وبالتالي تقل مدة دورانه دقائق يسيرة، تقدر بعشرة دقائق.

واستغرقت المركبة "دارت" فترة زمنية مقدارها 10 أشهر لتصل إلى الكويكب، وكانت شرعتها فجر الثلاثاء لحظة الاصطدام 22 ألف كيلومتر في الساعة.

وبثت وكالة الفضاء الأمريكية عبر قناتها على يوتبوب تجربة توجه المركبة للاصطدام بالكويكب، وفي لحظة الاصطدام، توقف البث، لكن مركبة فضائية أصغر قريبة ستراقب، وسترسل الصور إلى الأرض في الأيام التالية، وقامت التلسكوبات في جميع القارات السبع، بالإضافة إلى التلسكوبات الفضائية مثل "جيمس ويب" بمشاهدة التصادم أيضاً وسيتم رصد تداعياته لأسابيع، بهدف قياس كيفية تغير مسار الكويكب بدقة.