لصحة النوم، يوصي الخبراء بالنوم في غرفة مظلمة. إلا ان الكثير من الناس يتعرض لنوع من الإضاءة الاصطناعية أثناء نومه، سواء كانت تمر عبر الستائر او اضاءة مصباح بجانب السرير او شاشة تلفاز.

والتعرض لأي ضوء خلال النوم ليلا يمكن أن يضر بصحة القلب والأوعية الدموية والغدد الصماء. وذلك بحسب ما توصلت اليه «دراسة شيكاغو للشيخوخة الصحية». حيث بينت أن كبار السن الذين يتعرضون للضوء أثناء النوم ليلا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة واضطرابات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري مقارنة بالذين ينامون في ظلام دامس.

شملت الدراسة التي نشرتها مجلة «النوم» 552 بالغا تتراوح أعمارهم ما بين 63 و84 قاموا بوضع أجهزة تقيس كمية الضوء في غرف نومهم. وتبين بأن أقل من نصف المشاركين حصلوا على خمس ساعات من الظلام الدامس في اليوم الواحد، بينما تعرض الباقي لبعض الضوء حتى خلال نومهم (طوال الليل).



تقليل جودة النوم

ورغم أن هذه الدراسة لا تزال مبدئية ولا يمكنها اثبات اعتبار التعرض لأي اضاءة أثناء الليل عاملا يزيد احتمالية الإصابة بالسمنة والمخاطر المرتبطة بالقلب، إلا ان الباحثين يؤكدون وجود تأثيرات سلبية. حيث يعرف بأن التعرض للضوء أثناء النوم يقلل جودة النوم ويسهم في تعطيل الساعة الداخلية للجسم، ويؤدي إلى تغييرات بيولوجية تؤثر سلبا في التمثيل الغذائي الطبيعي.

وعلق احد الباحثين قائلا: «عندما ينام الشخص في غرفة مضيئة او ذات انارة خفيفة نتيجة وجود اضاءة من شاشة تلفاز او كمبيوتر، لن يتمكن جسمه من الراحة بشكل جيد. مما يبرر ملاحظة ارتفاع معدل ضربات القلب أثناء النوم وبقاء الجهاز العصبي نشطا في غرفة بها مثل هذه الإضاءة».

وللعلم، فإن استمرار نشاط الجهاز العصبي طوال اليوم سيؤدي الى اضطرابات في عمل الاعصاب الارادية واللا ارادية.

تأثيرات سلبية ومخاطر صحية

وخلصت عدة دراسات الى أن النوم في غرفة مضيئة ليلا أمر يؤثر سلبًا في وظيفة القلب والأوعية الدموية، ولكن الدراسة الحالية تشير الى ان النوم حتى في غرفة ذات إضاءة خافتة قد يكون له ذات التأثير السلبي.

فقد اشارت دراسة الى ان النوم في غرفة مضيئة لليلة واحدة فقط يمكن أن يؤدي إلى تفاقم عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسمنة.

وقد اكتشف الباحثون تطور مقاومة الأنسولين لدى الذين ناموا في غرفة معتدلة الإضاءة، مما يعني أن اجسامهم لا تتمكن من استخدام الجلوكوز بشكل كفوء كمصدر للطاقة. وهو ما يؤدي بدوره الى ارتفاع سكر الدم وزيادة افراز البنكرياس للأنسولين.

وأوصى الباحثون بارتداء قناع للعين في حالة وجود أضواء خارجية او اضاءة في الغرفة، إلا ان بعض الخبراء يعتقد بأن ذلك لن يلغي الضرر وتأثر الجسم بالضوء تماما ويشدد على أفضلية النوم في غرفة مظلمة.

وجود الإضاءة.. يسرع الشيخوخة أيضاً

الميلاتونين هو هرمون النعاس الذي يبدأ الجسم بانتاج الكثير منه ليلا عندما يحين الظلام حتى يسهل الدخول في نوم عميق وصحي.

وقد بينت الدراسات أن ارتفاع مستواه اثناء النوم أمر مهم لتنظيم دورة النوم واليقظة وتخفيض ضغط الدم واتزان مستويات الجلوكوز والدهون ودرجة حرارة الجسم. بينما يقترن التعرض للضوء ليلا مع انخفاض افراز الميلاتونين، مما يؤدي بدوره الى زيادة مستويات الكورتيزول والشهية وعدد من المشاكل تتعلق بمستويات الدهون ومقاومة الانسولين والهرمونات.

وعلاوة على ذلك، فالميلاتونين يعتبر مضادا قويا للأكسدة. لذا فان انخفاض مستواه في الجسم ليلا سيسهم في تسريع علامات تقدم العمر وشيخوخة الخلايا واجهادها. لذا، يوصى بالنوم في غرفة مظلمة من دون أي إشارة ضوئية، وذلك لتعزيز ضخ الجسم للميلاتونين التي تشتد الحاجة إليه اثناء النوم.

خلاصة دراسات

كبار السن الذين يتعرضون للضوء أثناء النوم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة واضطرابات القلب والسكري

الضوء أثناء النوم يقلل جودة النوم ويسهم في تعطيل الساعة الداخلية للجسم ويؤدي إلى تغييرات بيولوجية

وجود إضاءة من شاشة تلفاز أو كمبيوتر أثناء النوم يحرم الجسم من الراحة بشكل جيد

ارتداء قناع للعين في حالة وجود إضاءة في الغرفة لن يلغي الضرر