طوّرت شركةُ تكنولوجيا ناشئة في تونس، أساور ذكية توضع حول رقاب الأبقار، لتساعد المزارعين في الحصول على بيانات فورية وكاملة، عن صحة أبقارهم وسلامتها، مما يسهّل مهمتهم.

وفي مزرعة شمال غربي تونس، ينظر المزارع عادل خياري، البالغ من العمر 54 عاما، إلى هاتفه المحمول لإلقاء نظرة والحصول على فكرة عن سلامة أبقاره وصحتها.



هذه "الأساور" الذكية توضع حول رقاب الأبقار، في حظيرة مزودة بأجهزة استشعار ترتبط مباشرة بتطبيق إدارة القطيع، الذي يقدم بيانات فورية عن صحة البقر والبيئة.

وقال خياري: "أستعمل التطبيق منذ 3 سنوات، بعد أن تم تركيب الأسوار للأبقار. قاموا أيضا بتركيب جهاز استشعار داخل الحظيرة ثم ربطوه بهاتفي".

وتابع: "أتابع التطبيق دائما، فمثلا البقرة التي ستلد يقوم التطبيق بإشعاري قبل 3 أسابيع، وإذا كانت البقرة جاهزة للتلقيح يقوم بإشعاري أيضا. البقرة التي ليست بخير التطبيق يخبرني عنها.. هذه الفكرة جيدة جدا".

وأضاف المزارع: "بعد 3 سنوات من استعمال تطبيق (مومي) تحسن إنتاج الحليب، وأصبح البقر منتظما في أكله ونومه وأيضا في شرب المياه".

وتم تطوير هذه التقنية بواسطة شركة تكنولوجيا زراعية، أسسها 3 شبان تونسيين عام 2019، لمساعدة المزارعين على اتخاذ قرارات قائمة على المعلومات عن قطعانهم".

وفي هذا الصدد، قالت المهندسة الزراعية، إيمان همامي: "في ظل التغيرات المناخية التي نعيشها، نلاحظ أن هناك جفافا كبيرا ونقصا في الأمطار، مما يؤثر على الزراعة. مثل هذه التغيرات تؤثر أيضا على الأبقار، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في أوقات معينة".

ونوهت إلى أن هذا "يؤثر بدوره على إنتاج الحليب بطريقة مباشرة، فالمربي يلاحظ أن إنتاج الحليب بالنسبة لبقرته يتقلص بنسبة 35 بالمئة في فصل الصيف، وهذا ما يؤثر على خصوبة البقرة، وبذلك يصعب تلقيحها، بالتالي يتجنب المربي المصاريف المرتفعة لعمليات تلقيح غير مثمرة".

من جانبه، قال المهندس الزراعي، أحمد كمون: "هذا السوار به جهاز استشعار، نقوم بتركيبه في رقبة البقرة لنعرف مدة راحتها ومدة اجترارها كل يوم، هذه الأشياء تمكننا من معرفة حالتها الصحية، وما إذا كانت جاهزة للتلقيح الاصطناعي أم لا".

وتأتي طريقة المساعدة هذه في تربية الأبقار، وسط معاناة تونس نقصا حادا في منتجات الألبان، إذ يحذر المسؤولون من أنه إذا استمر هذا الوضع، فقد تتلاشى احتياطيات الحليب الاستراتيجية في البلاد، خلال أسابيع قليلة.