الشرق الأوسط

تزداد الإصابات بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي بشكل ملحوظ في فصل الشتاء، وهو الأمر الذي لا يعرف الأشخاص سببه العلمي حتى الآن، حيث إن الفيروسات والجراثيم تكون موجودة في الهواء عموماً طوال العام.

إلا أنه، وفقاً لدراسة علمية جديد، فإن السبب في ازدياد الإصابات بنزلات البرد والإنفلونزا في الشتاء خصوصاً، قد يرجع إلى أن الهواء البارد نفسه يضر بالاستجابة المناعية التي تحدث في الأنف.



ووفقاً للدراسة التي نقلتها شبكة «سي إن إن» الأميركية، يؤدي خفض درجة الحرارة داخل الأنف بما لا يزيد عن 9 درجات فهرنهايت (5 درجات مئوية) إلى قتل ما يقرب من 50 في المائة من مليارات الخلايا المقاومة للفيروسات والبكتيريا الموجودة بداخلها.

وقام فريق الدراسة بتعريض أربعة مشاركين إلى 15 دقيقة من درجات حرارة تقدر بـ4.5 درجة مئوية، ثم قاموا بقياس التغييرات التي حدثت داخل تجاويف الأنف.

ووجد الباحثون أن الهواء البارد خفض درجة حرارة الأنف لدى المشاركين بما يصل إلى 5 درجات مئوية، الأمر الذي قالوا إنه أدى إلى التخلص من جميع المزايا المناعية التي يتمتع بها الأنف.

وكتب الباحثون في الدراسة التي نشرت أمس (الثلاثاء) في مجلة الحساسية والمناعة السريرية: «الأنف هي نقطة الدخول الرئيسية للفيروسات والجراثيم إلى الجسم. ويوجد في الجزء الأمامي من الأنف خلايا مبطنة تكتشف الفيروسات والبكتيريا سريعاً وتبدأ على الفور في إنشاء مليارات الخلايا المقاومة لها». وأضافوا: «لكن، مع انخفاض درجة الحرارة، تنخفض قدرة هذه الخلايا في محاربة الفيروسات، بل مع الوقت يموت نحو 42 في المائة منها».

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور بنجامين بليير، الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد: «يرتبط الهواء البارد بزيادة العدوى الفيروسية لأنك تفقد نصف مناعتك تقريباً بسبب الانخفاض في درجة الحرارة».

ونصح بليير وزملاؤه الأشخاص بضرورة ارتداء أقنعة الوجه (الكمامات) لتدفئة الأنف وحمايتها من التعرض لدرجات الحرارة المنخفضة.

كما عبر الفريق عن آماله في تطوير أدوية وعلاجات مستقبلية تستهدف رفع درجة حرارة الأنف في الشتاء للتصدي للعدوى.