كل عام يزداد الشتاء برودة وتتطور تقلبات درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم، ما يدفع العديد من الناس للقلق من نزلات البرد والإنفلونزا.

لكن الحقيقة أن تأثير برودة الشتاء على صحة الإنسان أكبر من ذلك بكثير.

يؤدي البرد لانقباض الأوعية الدموية في الجلد والأصابع، مما يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ويؤدي إلى إجهاد القلب.



السكتات الدماغية والنوبات القلبية


تشير الدراسات الطبية الحديثة إلى أن موجات البرد، التي تمتد لأربعة أيام أو أكثر، تفاقم خطر التعرض للنوبات القلبية والسكتات الدماغية؛ لأن البرد يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية في الجلد والأصابع بينما يحاول الجسم الحفاظ على حرارته، ما يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ويؤدي إلى إجهاد القلب.

وفي الوقت نفسه، يصبح الدم أكثر سماكة ولزوجة عندما تنخفض درجات الحرارة، لأن الجسم ينتج المزيد من الصفائح الدموية وعوامل التجلط استجابة للبرد، مما يزيد من خطر التعرض لجلطات.

ضعف المناعة

من المعروف أن الإنسان يصبح أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والفيروسات الموسمية مثل الإنفلونزا في الشتاء، ويرجع ذلك لتزايد اختلاط الناس مع بعضها البعض في الأماكن المغلقة وسيئة التهوية، فضلًا عن ضعف جهاز المناعة بسبب البرد.

وتقتل البرودة الملايين من الخلايا المقاومة للفيروسات والبكتيريا الموجودة في الأنف والحنجرة، مما يصعب على الجسم مقاومة الأمراض.

الأمراض التنفسية

يعاني المصابون بأمراض تنفسية مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن من تفاقم حالاتهم عند استنشاق الهواء البارد؛ لأن ذلك يؤدي إلى تضييق المسالك الهوائية والرئتين ويتسبب في صعوبات التنفس والأزيز والسعال ونوبات الربو.

ويزيد الطقس البارد والرطب من خطر تكون العفن والرطوبة داخل المنازل والمباني، مما قد يؤدي أيضًا إلى تهيج الرئتين.

تفاقم التهاب المفاصل

يعاني الملايين حول العالم من التهاب المفاصل أو الروماتويد، وهو مرض مزمن يؤدي إلى تصلب وألم في العظام والمفاصل، وعادة ما تتفاقم أعراضه في فصل الشتاء.

وتشير الدراسات إلى أن الطقس البارد يقلل من درجة حرارة المفاصل، مما يفاقم مشكلة التيبس ويزيد حساسية الإنسان للألم ويسبب تشنجات عضلية، مما يزيد من تفاقم أعراض التهاب المفاصل.

وعلاوة على ذلك، يتسبب الطقس البارد في حدوث انخفاض في الضغط الجوي، والذي بدوره يتسبب في تمدد العضلات والأوتار، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على المفاصل.

تشير الدراسات إلى أن الطقس البارد يقلل من درجة حرارة المفاصل، مما يفاقم مشكلة التيبس ويزيد حساسية الإنسان للألم ويسبب تشنجات عضلية.

الاكتئاب والقلق

لا تقتصر أضرار برودة الشتاء الصحية على الصحة الجسدية فقط، بل تمتد إلى الصحة النفسية أيضًا، حيث يعاني العديد من الناس من الاكتئاب دون سبب واضح أو تتفاقم أعراض الاكتئاب الموجود بالفعل في الشتاء.

وكشفت الدراسات أن ذلك يرجع إلى انخفاض التعرض لأشعة الشمس بسبب تفضيل معظم الناس للبقاء في الأماكن المغلقة للهرب من البرد، كما تعمل الرطوبة الزائدة والبرودة والأجواء القاتمة بشكل عام في الشتاء على تعزيز الشعور بالحزن وتقلب المزاج والاكتئاب.