• واحدة من 9 قضوا في مجزرة ارتكبها الاحتلال في جنين


كعادتها اليومية، استيقظت الأم الفلسطينية ماجدة عبد الفتاح عبيد، أو «أم زيدون» كما يعرفها أهالي مخيم جنين، لتصلي الضحى وهي صائمة، ثم أطلّت برأسها للحظة من شرفة منزلها الواقع في أعلى المخيم، كي تستطلع الاقتحام الإسرائيلي وتداعياته، لكنها لم تتوقع رصاصة الغدر التي طالتها فأسقطتها شهيدة.

كانت أم زيدون واحدة من 9 فلسطينيين قضوا شهداء في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس الفائت بعدما استهدفهم بنيرانه خلال اقتحامه للمخيم، فيما اخترقت الرصاصة التي استهدفت «أم زيدون» شاشة تلفازها وجدار غرفتها.

على الرغم من الصدمة والحزن على فراق الأم الشهيدة، تحدثت بنات الأم الشهيدة عن صباحها الأخير الدامي، حيث كانت ابنتاها تسمعان صوت الرصاص دون رؤيته، وتقول كفاية وهي أكبرهن أن إطلاق النار كان بكثافة وعشوائية كادت تقتل كل من يطل برأسه «كما حدث مع أمي» وفقا لما نقله موقع «الجزيرة نت».


وفي منزل الشهيدة ماجدة، تذكر ابنتها كفاية عبيد وهي تنظر بأسى إلى بقعة دم لم تزل ساخنة في مكان استشهادها، أن والدتها صلّت الضحى قرابة التاسعة صباحا، وعلى عادتها أطلت من نافذة غرفتها لتعرف أخبار المخيم.

وتضيف الابنة كفاية أنها لم تكد تغادر الغرفة حتى سمعت شقيقتها تصرخ وتقول «أمي أصيبت» وكانت تبكي وتصرخ بأعلى صوتها.

وتضيف ابنتها: «عدت إليها ورأيتها تنزف على الأرض، وتردد الشهادتين بصوت خافت «تضيف كفاية، بينما كان لا يزال الدخان والغبار الذي تسببت به الرصاصة يتصاعد من النافذة».

وبحسب «الجزيرة»، سارعت كفاية لرفع رأس والدتها وضغطت على موضع إصابتها محاولة إنقاذها، لكن محاولتها لم تنجح، إذ أصابت الرصاصة أمها بمقتل، فاستنجدت بطاقم الإسعاف الذي بذل جهده لكنها فارقت الحياة. «وكل هذا وإطلاق النار لم يتوقف» كما قالت.

وتنحدر عائلة الشهيدة ماجدة عبيد، من منطقة الخضيرة داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وقبل 25 عاما جاءت للسكن في مخيم جنين قادمة من بلدة يعبد المجاورة.

والشهيدة ماجدة أُم لـ6 بنات وشاب وحيد يدعى زيدون، ورغم فرحتها بزواجه وسعيها لذلك طوال حياتها، فقد عايشت الحزن الكبير بعد وفاة إحدى بناتها العام الماضي.