بات بإمكان أهالي مدينة مكة المكرمة وزوارها الكثر من الحجاج والمعتمرين، زيارة حي معاصر تم افتتاحه بالقرب من غار حراء الذي نزل فيه الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تتكون مبانيه من معارض ومتاحف وحدائق وأروقة توفر تجربة دينية فريدة.

ويقع حي حراء الثقافي على مساحة أكثر من 67 ألف متر مربع، وعلى مقربة من جبل النور الذي يضم غار حراء.

يوفر حي حراء لزواره، مشاهدة مجسم لغار حراء بالأبعاد الطبيعية، ما يوفر على الراغبين برؤية الغار عن قرب، مشقة الصعود لأعلى جبل النور





وبعد نحو 3 سنوات من العمل في المكان، تم افتتاح الحي أخيرًا أمام الزوار ليتمكنوا من دخول مبانيه العصرية التي تضم "معرضًا للوحي" مجهزًا بتقنيات صوت وصورة حديثة، بحيث توفر للزائر معرفة مفصلة بالوحي الذي نزل على الأنبياء جميعهم وصولاً للنبي محمد عليهم الصلاة والسلام.

كما يوفر الحي لزواره مشاهدة مجسم لغار حراء بالأبعاد الطبيعية، ما يوفر على الراغبين برؤية الغار عن قرب، مشقة الصعود لأعلى الجبل، بينما يجري العمل حاليًّا على تنفيذ طريق مزوَد باللوحاتِ الإرشادية، ووسائلِ السلامة.



كما تستهدف مرحلة مقبلة من المشروع ذاته، تسهيل الوصول إلى الغار عبر "تلفريك" أو تقنية نقل عصرية أخرى، بحسب ما قال القائمون على تطوير المشروع خلال افتتاحه على نحو رسمي يوم الأحد.

وتم تخصيص جزء من مباني الحي لإقامة متحف للقرآن الكريم بالقرب من المكان الذي نزلت فيه أولى آيات القرآن الكريم، حيث يبرز جوانب العناية بِه على مر العصورِ، ويضم مقتنيات ومخطوطات نادرة للمصحف الشريف.

كما تم تخصيص قاعة في الحي للأطفال؛ لكي تمكّنهم من الاستمتاع بالترفيه والمعرفة في وقت واحد، خلال زيارة ذويهم للحي.



وتحيط حديقة خضراء بأبنية الحي، توفر للزوار مكانًا للراحة، إلى جانب عدد من المطاعم والمقاهي والمتاجر والمرافق الخدمية.

ويقول القائمون على المشروع إنه "يستهدف تطوير الموقع بما يليق بمكانته التاريخية، ومكانة المملكة، ورعايتها للبقاع المقدسة، والمواقع التاريخية فيها، إضافة إلى استثمار عطاءات المكان الطبيعية، وقيمته التاريخية، بما ينسجم مع مكانة مكة المكرمة، وبُعدها الديني والإنساني والتاريخي.

ويستهدف المشروع أيضًا الإسهام في إثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج والمعتمرين بصورة صحيحة وسليمة، وإضافة عناصر تنموية، تمثل قيمة مضافة للمكان، لخدمة زواره من سكان مكة المكرمة وقاصديها.

وعلق زياد الدريس، وهو كاتب سعودي، وممثل سابق للمملكة لدى منظمة "اليونسكو"، على افتتاح الحي، بالقول: "غار حراء كان مزارًا طوال القرون الماضية لحشود من زوار مكة المكرمة، ومرتعًا لكثير من البدع والخرافات والتعاويذ".

وأضاف: "مبادرة حي حراء الثّقافي جاءت لضبط هذه السلوكيات وتحويل الموقع من التبرك والخرافة التي كانت موجودة دومًا إلى موقع دعوة وإرشاد وتأمل لبدايات بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم".

وتستقبل السعودية ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم وعلى مدار العام في موسمي الحج والعمرة، حيث تكون زيارة الكثير من الأماكن التاريخية هدفًا للغالبية منهم بعد إنهاء المناسك الرئيسة لشعائر الحج والعمرة.